الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
وآله وصحبه ومن والاه،
أما بعد،
زوار وأعضاء ومشرفو منتدى النقاش الجاد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ،
وكل عام وأنتم بخير وفي صحة وعلى طاعة وإلى الله أقرب.
بادئ ذي بدء دعوني أنوّه بعبقرية فكرة "الكواليس"
بكل صدق، في كل مرة يبهرني مستوى الإبداع عند مشرفي النقاش الجاد
بارك الله فيهم وجزاهم عنا خير الجزاء.
***
كيف اكتشفْتُ مسابقة "تدبر آيات من الذكر الحكيم" ؟
لقد وضع الله تعالى هذه المسابقة المباركة في طريقي،
فأنا لا أؤمن بالصدفة بل أعتقد اعتقادا جازما أن كل ما يحدث في هذا الكون هو بإرادة وتقدير من الله جل وعلا،
وقد نذرتُ وقتي وجهدي لخدمة كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام،
ودائما ما أدعو الله جل وعلا أن يستخدمني في طاعته،
وأحمده تعالى أن وفقني للمشاركة في هذا الخير،
أسأل الله لي ولكم الاخلاص والقبول.
أنا أشارك بشكل فعال بحكم توجهي الديني في المنتديات الاسلامية،
وأعلم أن هناك منتديات خارج القسم الاسلامي تنظم مسابقات دينية خلال شهر رمضان،
فقمتُ بعمل جولة في مختلف منتديات ستارتايمز
إلى أن اطلعتُ على مسابقة الجاد التي شدتني إليها بالأساس فكرتُها،
فكما قلت في رد سابق، أنني لأول مرة أصادف مسابقة فريدة وهادفة :
فريدة من حيث الفكرة، فهي تعطيك الفكرة الرئيسة لآية ما
وتدعوك للبحث عنها في جزء معيّن من المصحف الشريف،
وهادفة لأنها تسافر بالمشارك خلال شهر من الزمان عبر أجزاء المصحف الثلاثين.
لكن ما جعلني أحرص على المشاركة بانتظام فيها هو خشيتي أن لا تجد الإقبال المعتاد
الذي تجده مثل هذه المسابقات في المنتديات الاسلامية،
لذا أحسستُ بالمسؤولية اتجاه هذه الفعالية الرمضانية وقلت مع نفسي إنه من واجبي
أن أواظب على المشاركة فيها حتى لو كنت أنا المشارك الوحيد
من باب تشجيع منظمي المسابقة على مواصلة مشوار الثلاثين يوما،
لكن سبحان الله سرعان ما قيَّد الله جل وعلا لهذه المسابقة الكريمة
أشخاصا رجالا ونساء كانوا أحرص مني على المشاركة،
وهذا ما كان ليتم لو لم تكن نية القائمين على المسابقة خالصة لوجه الله تعالى.
***
بالنسبة لأسئلة المسابقة فقد كنت أجيب بفضل الله وكرمه وتوفيقه مما أحفظ،
فالعبد لله أحمل كتاب الله كاملا في صدري وأواصل مسيرتي الأكاديمية
حيث أقوم حاليا بتحضير ماستر في الخطاب القرآني ومناهج التفسير (دعواتكم لي بالتوفيق).
أتذكر في مرة سؤالا مميزا شدَّني إليه وقد نوَّهتُ به حينها
( كانت مقارنة بين طلب موسى عليه السلام رؤية الله تعالى واشتراط بني اسرائيل تلك الرؤية للإيمان بالله)،
لقد ذكَّرَتْني طبيعة السؤال بما يُطرح علينا من أسئلة في الجامعة،
وقد سعدت به أيما سعادة لأنه ينتقل بالمشارك من مستوى استحضار الآية فقط
إلى مستوى أعلى يجعله يُعمِل تفكيرَه ويقوم بمراجعة كتب السابقين من أهل العلم لإعطاء الإجابة الصحيحة.
في جوابي على سؤال آخر لم أضع الآية بأكملها، بل اكتفيتُ بوضع جزء منها
على اعتبار أن السؤال المطروح ذكر تفسير ما يوافق ذاك الجزء فقط،
وهذا أحد المعايير المعمول بها عندنا في الجامعة
حيث إن أساتذتنا يطلبون منا الدقة المتناهية في الجواب ولا يقبلون الحشو،
ورغم أن السيدة منظمة المسابقة كانت تنتظر من المشاركين وضع الآية كاملة،
إلا أنها من كرمها احتسبت إجابتي صحيحة،
وكان يمكن أن تنتهي الأمور هنا عند شخص يقوم بعمل إداري روتيني وليس عن حب،
إلا أن السيدة المشرفة حفظها الله من اهتمامها واحترافيتها بعثت لي تنبيها بهذا الخصوص،
وعندما وضَّحتُ لها سبب اقتصاري على ذكر جزء من الآية فقط
عبَّرت لي مشكورة وبكل تواضع عن اقتناعها بوجهة نظري
الأمر الذي رفع قدرها أكثر عندي.
***
ما لمستُه من احترافية في التظيم والمتابعة بالاضافة إلى اللباقة وحسن المعاملة
جعلني أشعر بأنني مدين لأصحاب المسابقة، وقلتُ مع نفسي إن أقل ما يمكن تقديمه لهم هو
اعتراف بالشكر والتقدير للمجهود الضخم الذي تم القيام به طيلة الشهر الفضيل،
لذا أخذتُ المبادرة وقمتُ باسم كافة الأعضاء المشاركين بتصميم شهادتَيْ شكر وتقدير للقائمين على المسابقة
على أن أقدمهما باسم المشاركين كهدية رمزية بعد انتهاء المسابقة؛
لكن ما حصل أنه كانت ليلة آخر يوم في رمضان
وكنت أستعد للسفر مباشرة بعد صلاة الصبح لأقضي عطلة العيد مع العائلة،
وأنا أعلم أن وقتي مع العائلة لن يسعفني للدخول إلى المنتدى خلال يوم العيد،
فخشيتُ إن أنا أجَّلتُ طرح الشهادتين لما بعد العيد أن يتم غلق موضوع المسابقة،
[ ما كنتُ أتوقع أنه سيكون هناك موضوعاً للكواليس :) ]
فقررتُ حينها تعجيل تقديم الهدية في فجر اليوم الثلاثين نيابة عن باقي الأعضاء المشاركين
تعبيرا منا عن خالص شكرنا وامتناننا على فكرة المسابقة أولا،
وعلى الإعداد المحكم لأسئلتها ثانيا،
ثم على التنظيم الرائع والمتابعة الحثيثة لفعالياتها ثالثا.
***
هذا بعض ما حصل معي في كواليس المسابقة،
ومعذرة على الإطناب والتطويل :)
وختاما أسأل الله تعالى أن يبارك في القائمين على هذه المسابقة القرءانية المباركة
وأن يجعلها خالصة لوجه الكريم وأن ينفعهم بثوابها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
آمين والحمد لله رب العالمين.