الأولى 264 – 241 ق.م الثانية 218 – 201 ق.م الثالثة 149 – 146 ق.م  اسم  الحرب  : الحرب الفونية ( البونية ) .  أسباب حدوث المعركة  : صراع طويل من المنافسة بين روما وقرطاجة للسيطرة على غرب المتوسط .  الجيوش المتحاربة وقادتها  : 1- بين جيش روما وبين جيش قرطاجة . 2- بين جيش قرطاجة بقيادة هنيبعل (1) وبين جيش الرومان بقيادة سيقيبيون الأفريقي . 3- بين الجيش الروماني بقيادة كانون وبين جيش القرطاجي .  وقائع المعركة  : نتج عن هذا الصراع ثلاث حروب طاحنة راح ضحيتها الآلاف من الجنود وأسر وجرح آلاف آخرين من كلا الطرفين كما دمرت قرطاجة تدميراً كاملاً .

 نتائج الحرب  : 1- نتج عن هذا الصراع ثلاث حروب أسفرت عن فوز روما وسحق قرطاجة كانت الأولى 264 – 241 ق.م حيث سيطرت روما على صقلية . 2- الثانية 218 – 201 ق.م حيث اجتاز هنيبعل جبال الألب وغزا إيطاليا وقهر الرومان في ترازيمينو 218 . وقهره سقيبيون الأفريقي في زاما 201 ق.م 3- الثالثة 149 – 146 ق.م حيث أثار كانون الرومان ضد قرطاجة خوفاً من تجدد قوتها فحاصروها وفتحوها عنوة ودمّروها تدميراً كاملاً . =وقد بلغ هملقار أن زوجته وضعت صبيا في قرطاجة فسماه " هينبعل " ولما بلغ هنيبعل السادسة من عمره أرسله أبوه للبادية ليتعلم الفروسية وخشونة العيش من البربر . يقول عنه أحد خدم والده : كان هنيبعل شجاعا متوقد الذكاء لا يخاف شيئا ولا يخشى أمرا ولا يخشى حتى أشباح الليل . لقد أدت الحرب مع الرومان الى تمرد الجنود الأفارقة على القرطاجيين واغتنم الرومان هذه الفرصة للمطالبة بجزيرتي كورسيكا وسردينيا . وعندما عين هملقار قائدا لقرطاجة في أسبانيا صحب ابنه هنيبعل البالغ من العمر تسع سنوات وجعله يمد يديه فوق معبد " سيدة قرطاجة " لطلب معونتها وحمايتها.ويقسم يمينا بأن يظل طوال حياته يكره الرومان .وقد بر هنيبعل بهذا القسم طوال عمره . وعندما ساو هملقار في معاركة كان ابنه معه . فبلغ مضيق عمودي ملقوت (جبل طارق ) بأسطوله الصغير ووصل إلى مدينة قادش الأسبانية شن هجوما كاسحا فقهر الايباريين والترتيزيين وقتل ايزولاسيوس سيد القق وأخاه المحارب الجبار واستسلم ثلاثة آلاف مقاتل قلتي وعندما لاذ الزعيم اندوسيوس سيد القلق وأخاه المحارب الجبار واستسلم ثلاثة آلاف مقاتل قلتي . وعندما لاذ الزعيم اندروتس بالقرار مع خمسين آلف رجل واختبأوا في الجبال طوقة القرطاجيون واعتقلوه أمر هملقار بجلده وصلبه جزاء جبنه وتخاذله .وعندما توجه هملقار لفتح مدينة ألشة تطوع الزعيم الأسباني أوريسون لمساعدته في القتال ثم ما لبث أن خانه وحدثت معارك هائلة .  وخاف هملقار على ولديه (هزدر وبمل وهنيبعل ) فامرهما بالهرب الى مدينة اكر الوكي بينما ثم مطاردته من قبل العدو الأسباني فلم يستسلم لهم بل انطلق بجواره في نهر عميق ولم يعثر على جثته .وقد قام صهر هملقاو القائد (ازروبمل ) بالانتقام من الأويثانين وقتلهم وعالج من تبقى باللين . . . إلا أنه ما لبث أن اغتيل غدرا وقد انتخب هنيبعل قائدا عاما للجيش القرطاجي رغم معارضة السلطة المركزية لذلك كان هنيبعل واحداً من أعاظم القادة العسكريين واخطر عدو عرفته روما . وعند انتخابه قائدا لقوات قرطاجة في أسبانيا استطاع ان ينشئ في أسبانيا قاعدة عوضت القرطاجيين عما فقدوه في صقلية . كما ضك الى جيشه صفوة المقاتلين الاسبان وعقد أواصر الصداقة مع قبائل الغال التي كانت تسيطر على الممرات عبر جبال الألب . اخضع هنيبعل القبائل في المناطق العليا من حوض نهر "أناس " ثم الى عاصمة الاولكاديين وفتحها عنوة واستسلمت له المدن المجاورة بلا قتال ودفعوا جزيات ضخمة اعرابا عن خضوعها . وكانت زوجته ابنه الملك الاسباني قسطلون تصحبه في غزواته ومعاركه .وقد قال فيه المؤرخون : " ليس بين عظماء الرجال الذين سجل التاريخ أسماءهم من استطاع أن يباشر عمله بسرعة وأن يشق الطريق التي وجد لها وان يفرض نفسه على الآخرين حين لم يكن ينتظره أحد كما فعل هنيبعل وفي عام 219 ق . م تمكن هنيبعل من الاستيلاء على مدينة ساغونتوم " بعد حصار دام ثمانية أشهر وهي مدينة اسبانية كانت ما تزال خليفة لروما ومع ذلك الحدث بدأت الحرب البونية الثانية ومن اجل ان يضع حدا سريعا للصراع الطويل بين قرطاجة وروما قرر هنيبعل ان يغزو ايطاليا نفسها ويحتل روما وذلك عبر جبال الألب . ترك هنيبعل جزءا من جيشه تحت قيادة أخيه "هزدر وبعل " للدفاع هن إسبانيا وبدأ زحفه الكبير من قرطاجة على رأس قوات تتألف من خمسين ألف رجل مع عدد من الأفيال .وبعد عبور جبال البيرينيه ونهر الدون استطاع أن يصل إلى جبال الالب . وبسب الشتاء القاسي وصعوبة ووعورة الطريق واصطدامه بالقبائل المحكية فقد قسما كبيرا من جيشه .وعندما وصل بقواته إلى شمال إيطاليا كان جيشه لا يتعدى عشرين ألف جندي وستة آلاف جواد وعشرة أفيال . وقد فقد هنيبعل إحدى عينيه بسبب حمى قوية إصابته نتيجة الإجهاد . . وفي أحد المعارك لقد أبدى هنيبعل مواهب مذهلة في توجيه المعارك وسجل أول انتصاراته الكبيرة عند نهر "تريبا" عندما عمد القرطاجيون إلى تدليك أجسادهم بالزيت بعد الاستدفاء بالنار لدفع البرد عنهم قبل اشتباكهم مع الرومان وذلك لدى استدراجهم للخوض في مياه النهر الباردة. وكانت خطوة هنيبعل استدراج جيش الرومان الى ممر ضيق قائم بين بحيرة تراسيمين مع الفرسان خلف ستارك ثيف من الضباب ثم انقضوا على مؤخرة الرومان واغلقوا هذه المصيدة عليهم . وقد حاول فابيوس القائد الروماني تحاشي الالتحام المباشر مع هنيبعل وراح يتعقبه وهو يزحف في اقليم كامبانيا وعندما كان هنيبعل يخنزق جبال " الأبنين " عمد فابيوس إلى سد كل الممرات إلا ممر واحد وقف عنده . ولكل هنيبعل امسك بقطيع من الماشية وربط بقرونها مشاعل موقدة وساقها ليذ في اتجاه مختلف . . وفي الظلمة السائدة التبس الأمر على الحراس الرومان فظنوا أن القطيع هو الجيش القرطاجي وساروا في أثرهم في حين استطاع جيش هنيبعل اجتياز الممر من دون ان يفطن إليه أحد . وفي العام التالي صمم قناصل روما على الالتحام مع هنيبعل وجها لوجه . أما هنيبعل فقد اختار ارض المعركة في منطقة "كانو" وعمد بانتظام وعناية وانبائ الى جعل قلب الجيش يتراجع وفقا لحظة مدروسة ومدبرة أمام هجوم الرومان وبدون ان تتفرق صفوفهم في حين احبق الجناحان على الرومان الذين اصبحوا مطوقين بحركة التفاف . . وعلى أثر ذلك أبيدوا جميعا ولم يخرج منهم أحد وكانت هذه الموقعة من أعظم الانتصارات التي حققها هنيبعل . وبالرغم من انتصارات هنيبعل إلا انه لم يستطع تحطيم روما لما لها من استحقاقات منيعة وكان أمل هنيبعل أن يتخلى حلفاء روما عنها بعد انتصاراته إلا أن الرومان بقوا لزمن طويل يعملون على اجهاده استنزافه باتباع خطط فابيوس في حرب الاعاقة .كما حالت سيطرة روما البحرية بالحيلولة دون وصول الإمدادات إليه عن طريق البر . وفي عام 207 ق . م افلح شقيقه هزدروبال في اجتياز جبال الألب على رأس جيش للنجدة ولكن الرومان اعترضوا طريقه وهزموه في موقعة نهر " ميتاوروس " قبل أن يتمكن من الوصول إلي هنيبعل .وقد هاجم الرومان القرطاجيين في أفريقيا نفسها تحت قيادة ( سيبيون ) كي يتولى الدفاع عن وطنه الأم . وهناك عند زاما إلى الجنوب الغربي من مدينة قرطاجة دارت في عام 202 ق . م المعركة الفاصلة وتمت هزيمة هنيبعل . وكان يؤمذاك في " ليبيا " على شاطئ خليج يشرف على حصون نيقوميدا وقد عرف هنيبعل أن القصر مطوق والمنافذ مسدودة واكتشف أن أعداءه اخذوا يتآمرون عليه لتسليمه إلى الرومان فتناول سما كان يحتفظه في خاتمه وشربه وصوته يتهدج : هكذا أوفر على الرومان انتظار موت العدو القديم الذي يبغضون .وهكذا أسلم هنيبعل الروح وكان في الخامسة والستين من العمر .

آخرى : (1) هنيبعل القائد العسكري العظيم : الذي فقد إحدى عينيه لينتقم من روما كانت صور تبسط سلطانها على حوض المتوسط ، وفي عام 814 ق.م كانت الملكة "أليسار " تغار عاصمتها " صور " مبحرة . حتى وصلت ساحل تونس على رأس أسطول ضخم .. بعد أن تنازلت عن العرش لأخيها " بغماليون " . . وأنشأت مدينة " قرطاجة " أو ما كانت تسمى " قرطاجنة " . ومن الأسر الشريفة " الصورية " (نسبة إلى صور ) التي كانت ترافقها أسرة (برقة) والتي أنجبت عظماء القادة ومنهم "هملقار برقة " الذي كان يقاتل الروماني في جزيرة صقلية قيما عرف بإسم الحرب البونية الفينيقية الأولى .وقد خسرت قرطاجة في هذه الحرب مستعمراتها المزدهرة في صقلية وفقدت السيطرة على البحر على أيدي الرومان في المعركة التي دارت قرب جزيرة (ايفانيس ) .=( عن كتاب المشاهير – الدكتور خليل البدوي ). بدأت الحرب البونية ( القرطاجية ) الأولى عام ( 264 ق . م ) عندما دخل الرومان الحرب ضد قرطاجة وهي مستعمرة فينيقية في شمال أفريقيا ، وبعد انتهاء الحرب البونية الأولى عام ( 241 ق . م ) وأصبحت جزيرة صقلية التي كانت تسيطر عليها قرطاجة سابقاً أول مقاطعة رومانية .وفي عام ( 218 ق . م ) بدأت الحرب البونية الثانية وقام خلالها هنيبعل الجنرال القرطاجي بعبور جبال الألب بواسطة الأفيال وبدأ غزوه لإيطاليا . الروماني الذي يقوده سيبيو أفريقانوس ، حيث فرّت الأفيال مذعورة بسبب دوي أبواق الحرب التي نفخ فيها الرومان .وفي عام ( 201 ق . م ) انتهت الحرب البونيـة الثـانيـة ودمّـر الرومـان في (149 - 146 ق . م ) وخلال الحرب البونية الثالثة قرطاجة بالكامل وأصبحت روما تسيطر على أسبانيا وشمال أفريقيا .وفي عام ( 71 ق . م ) تمّ قمع ثورة العبيد التي قادها المصارع سبارتاكوس بكل قسوة .في عام ( 60 ق . م ) ، بدأ الحكم الثلاثي الأول في الإمبراطورية الرومانية باشتراك الزعمـاء كراسوس ( 55 ـ112 ق . م ) وكان رجلاً غنياً وقائداً محنّكاً ، وهو الذي قضى على سبارتاكوس وأخمد ثورة العبيد .وفي عام ( 58 ق . م ) بدأ يوليوس قيصر بفتح بلاد الغال ( فرنسا الحالية ) ، وبعد اغتيال يوليوس قيصر في روما واندلاع الحرب الأهلية في عام ( 44 ق . م ) تولى أكتافيان ( ابن يوليوس قيصر بالتبني ) عام ( 31 ق . م ) وهزم قوات الجنرال الروماني مارك أنطوني وقوات الملكة المصرية كليوباترا في معركة أكتيوم البحرية في مصر ، وبذلك أصبح أكتافيان حاكم العالم الروماني ، ففي عهده الذي دام 40 عاماً تمّ إعادة عملية ضرب العملة وإعادة القوانين والضرائب ، وجعل للجيش قوة يمكنه به الدفاع عن الحدود الإمبراطورية المترامية الأطراف . في عام ( 27 ق . م ) منح مجلس الشيوخ الروماني لقب أوغسطوس أي العظيم إلى أوكتافيان وبذلك أصبح اسمه القيصر أوغسطوس وهو أول إمبراطور روماني .وفي عام ( 37م ) تمّ تعيين غاليغولا وهو أول إمبراطور روماني ، وبدأ هذا الحاكم والذي بدأ يفقد سلامته العقلية فيما بعد وتبين ذلك حينما أمر الجنود الرومان بجمع الأصداف من الساحل ، وتعيينه لحصانه المحبوب قنصلاً وشريكاً في الحكم فقد كان الحصان يشرب في مِذْوَذْ عاجي ويشرب الخمرة في كأس ذهبية ، كما تزوّج شقيقته دروسيلا ثم قتلها بعد ذلك إلى أن اغتيل عام ( 41م ) على يد أحد حرسه .وفي عام ( 43م ) استولى الرومان على بريطانيا . وفي عام ( 54م ) تولى نـيرون البالغ من العمر 17 سنة الحكم الذي اتصف بالوحشية والفساد إلى أن قتل والدته .وفي عام ( 64م ) دمّر حريق كبير مدينة روما والذي اعتقد أهلها أنّ نيرون وراء هذا الحريق إلاّ أنّ نيرون ألقى باللوم على أتباع الديانة الجديدة أي المسيحيين فقام بقتل الكثير منهم إلى أن اشتدت المعارضة لحكم نيرون إلى أن قام بالانتحار عام ( 68م ) ، وقضى الإمبراطور تيطس بعدها على ثورة اليهود في فلسطين واستولى على مدينة أورشليم في عام(70م). وبعد وفاة نيرون استلم أربعة أباطرة الحكم فقد استلم السلطة أولاً قائد في الجيش يدعى غالبا الذي قتل على يد الحرس البريتوري الذي نصّب آرثر حاكماً على مقاطعة أسبانيا الرومانية ، وعند سماع الفيلق الروماني المستقر في ألمانيا هذا النّبأ نصّب بدوره قائده فيتليوس إمبراطورا ، إلاّ أنّ القائد المنافس له فسبازيانوس زحف نحو روما وقتل فيتليوس وأصبح إمبراطورا بدوره وكان ذلك عام ( 79م ) .بدأ بعدها فسبازيانوس تقليداً جديداً من خلال تعيين أو اختيار خليفة للإمبراطور خلال حياته ، لقد أعاد النظام إلى روما وبدأ برنامجاً لعمليات البناء تضمّنت تشييد ( الكولوسيوم ) في روما وهو مدرّج عظيم تقام فيه حفلات عامّة للتسلية وتمّ بناء هذا المدرج خلال فترة تولى ابن فسبازيانوس الحكم ، وبإمكان الرومان مشاهدة المصارعين والحيوانات الوحشية تتقاتل حتى الموت وقد استغرق بناء هذا المبنى البيضوي حوالي 10 سنوات وهذا يتسع لـ 500 متفرّج ، ويتم تظليله بواسطة خيمة على شكل قبّة وتم إسناد صفوف المقاعد على مجموعة من الأقواس . وكان للقائد العسكري تراجان الدور المهم في توسّع الإمبراطورية الرومانية إذ وصلت في عهدها إلى أقصى اتساع وقام احتفالاً بانتصاراته بتشييد النصب التذكارية ومنها ( عمود تراجان ) وهو مزيّن بتماثيل تعكس انتصاراته المشهورة . تولى بعده هادريان الذي قضى حياته يطوف المقاطعات الرومانية وقام بتشييد الحواجـز الدائمـة لمواجهة القبائل البربرية المغيرة على الأراضي الرومانية ويعتبر جدار هادريان إحدى هذه الحواجز القائمة إلى الآن في شمال غرب إنجلترا وقام هادريان أيضاً بعدة إصلاحات ساعدت في إدارة الإمبراطورية الرومانية .وفي عام ( 212م ) تم منح حق المواطنة لكافة المقيمين في الإمبراطورية الرومانية من الأحـرار ، وكان المواطنـون يلبسون التوغا ( وهو ثوب فضفاض يصنع من قماش أبيض ونصف دائري ) . الإمبراطورية الرومانية من الشرق ، وقام الإمبراطور ديوقينيانس بتقسيم الإمبراطورية إلى نصفين ، الإمبراطورية الشرقية والغربية ، وفي عام 394م أصبحت المسيحيـة الديانة الرسميـة للبلاد .هجم القوط الغربيون على روما ونهبوها في عام ( 410م ) وهم قبائل بربرية بزعامة الأريك . وشنّ أتيلا زعيم الهون غارة على إيطاليا في عام ( 452م ) ، كان أتيلا ملك قبائل الـهون ، وكـان بمجرد ذكر اسمه ترتع ترتعـد فرائـص القبائـل والمماليـك ، ولشـدّتـه لقّـب بـ ( سـوط الله ) . قام أتيلا بقيادة جيوشه مجتاحـاً أواسط أوروبـا فاحتـل ألمانيـا وحوض الدانـوب ، حتى وصـل عـام ( 451م ) إلى غاليـا ، فتصـدى لـه أثيوس الروماني وثيودوريـك ملك القـوط الغربيـين في معركـة شالـون ، وأرغمـوه على التراجع . وفي عام ( 476م ) خلعت القوات البربرية التي استولت على إيطاليا آخر إمبراطور روماني للإمبراطورية الغربية روميولوس أوغوسطولوس من عرشه . تعتبر اللغة اللاتينية هي اللغة المشتركة التي تمّ التحدث بها في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية ـ والتي لا يتحدث بها أحد الآن ـ فهي تدعى باللغة الميتة ، ومع ذلك فإن الكثير من اللغات الأوروبية الحديثة بما فيها الإيطالية والإسبانية والفرنسية والرومانية اشتقت من اللغة اللاتينية ، وهناك العديد من الكلمات اللاتينية موجودة في اللغة الإنجليزية. كانت روما بالإضافة إلى أنها مركـز الإمبراطورية فهي مدينة رئيسـية يبلغ عدد سكـانها أكثر من مليون نسمة ، وشوارعها دائمـاً مكتظّة بالسكـان وبالغبار والضجيج ، أمّا الأثرياء فيعيشون في منازل أنيقة ، وتسكن الأسر العادية في مجتمعـات من شقق متداعية وآيلة للسقوط ، وتقع المتاجر وأماكن العمل على مستوى الشوارع . كان تنظيم المجتمع الروماني يتم وفقاً لتسلسل هرمي دقيق ، وهذا النوع من تقسيم المجتمع بدأ بصور مبكرة جداً في تاريخ روما ، وفي حوالي القرن السادس قبل الميلاد كان النبلاء الأرستقراطيـون يتمتّعون بغالبية الامتيـازات ولهم قدرة كبيرة في المجتمع الرومـاني ، وكان غالبية النبلاء ينحدرون من أصحاب الأراضي الأغنياء والعوائل السياسية ، كما كافة نواب مجلس الشيوخ الذين حكموا روما كانوا ينحدرون من العوائل النبيلة الثرية . وتأتي في المرتبة الثانية من حيث التقسيم الاجتماعي طبقة الفرسان وهم عادة من التجار الأغنياء أو أصحاب البنوك ، والكثير من هؤلاء عملوا في خدمة الجيش الروماني في أو في المرافق الحكومية للإمبراطورية الرومانية ، أمّا عامّة الشعب الروماني فهم المواطنون الفقراء الذين في آخر الأمر تمكّنوا من الحصول على المساواة السياسية مع النبـلاء والفرسان وأصبحوا مؤهلين لتبوء مناصب عالية في الجيش والأعمال الحكومية . أمّا العبيـد فهم طبقة في المجتمع الروماني كانوا يمارسون أشّد الأعمال قسوة وأحطّها ، وكان الرومان يستعبدون الشعوب التي يغزونها ، ومع ذلك فقد كان هناك تقسيم اجتماعي بين طبقة العبيد نفسها ، فالحياة اليومية القاسية التي يعيشها العبيد العاملـون في المناجم تختلف كثيراً عن الحياة اليومية التي يعيشها العبيـد اليونانيون المتعلّمين العاملين في حقل التعليم الخصوصي للأطفال الرومانيين . وعلى أية حال ومع بدء القرن الأول الميلادي أصبحت ظروف العبيد أقل قسوة وقد تحرر الكثير منهم .