لم ينته الجدل الدائر حول جوائز مهرجان القاهرة الدولي للإعلام العربي مع انتهاء أعمال دورته الثالثة عشرة, حيث تناقلت الأخبار أنباء عن معارك دارت في كواليس المهرجان (ربما نكشف عنها قريباً), لعبت خلالها وساطات أهل البيت ومجاملاته في صياغة صورة من التسويات أفضت أخيراً إلى الشكل الذي جاءت عليه نهائية جوائز الإنتاج التلفزيوني في مختلف المجالات المعلنة في حفل الختام. الصورة السابقة لإرضاء أهل البيت المصري, أكدها إقحام مسلسل يحيى الفخراني(يتربى في عزو) في جوائز المهرجان الذهبية للدراما, ومضاعفة الجوائز الذهبية كرمى عيون نجومه, ربما لصعوبة إرجاع أي من منافسي المسلسلات المصرية إلى المرتبة الثانية, هكذا شهدنا مسلسلي الملك فاروق ومسلسل (يتربى في عزو) ندين في جوائز المهرجان في وقت يتفق النقاد جميعاً على البون الشاسع في المستوى الفني بينهما. وتلك لن تكون المفارقة الوحيدة في المهرجان وإن كانت أكثرها إثارة للاستهجان.‏ وسط قوائم الظافرين بجوائز المهرجان حضرت سورية بجدارة, وهو حضور استحقته, حسب ما اتفق المراقبون, وربما كان بوسعها, حسب المراقبين أيضاً أن تنال أكثر مما نالته لولا رياح التسويات التي هبت على لجان التحكيم. وبالعموم حملت الأعمال السورية الفائزة أكثر من مؤشر لسر التميز الإنتاجي, ربما كان أكثرها وضوحاً هو تفوق الأعمال التلفزيونية التي وقف خلفها جهد جماعي, مثل برنامج (نهار جديد) الذي نافس بقوة على ذهبية برنامج الفترات المفتوحة, بالإضافة إلى تفوق صريح ل(خيط الحياة) ول(مسلسل يوم واحد), للبرنامج الإذاعي ( أموت اشتياقا.. أموت اختناقاً), فضلاً عن الحضور السوري الواثق في الإنتاج الدرامي حيث حقق نجوم سورية وأعمالها عدداً كبيراً من جوائز الدراما التلفزيونية في المهرجان.‏ يذكر أن عشرين دولة عربية شاركت في مهرجان القاهرة للإعلام العربي لهذا العام بنحو (733) عملاً بينها (515) عملاً تلفزيونيا و(218) عملاً إذاعيا.وتضم جوائز المهرجان /22/ جائزة ذهبية و/22/ جائزة فضية و/59/ جائزة إبداع وتخصص مليونا و/585/ ألف جنيه منها جوائز للمسابقات الإذاعية والتليفزيونية , وجائزة خاصة للنص الدرامي باسم نجيب محفوظ وهي جائزة استحدثت تكريما لعميد الرواية العربية نجيب محفوظً.‏ وفي جوائز برنامج الفترات المفتوحة نال برنامج (نهار جديد) الجائزة الفضية وهو من إنتاج الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون, ويعرض على قناتها الأولى. ونال فيلم (خيط الحياة) سيناريو ديانا الفارس وإخراج رزان حجازي وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وشركة تيغر برودكشن جائزة الإبداع الذهبية في الرسوم المتحركة, بينما فاز مسلسل (يوم واحد) من إنتاج التلفزيون العربي السوري بالجائزة الذهبية لجوائز جهات الإنتاج, وعن المسلسل ذاته استحق الأستاذ الكاتب نور الدين الهاشمي جائزة الإبداع الذهبية لأحسن سيناريو, بينما نال الأستاذ عبد الكريم سعيد جائزة أحسن مدير تصوير عن فيلم (شبح الأرشيف) من إنتاج شركة( الأندلس) السورية.‏ وفي جوائز الإنتاج الإذاعي فازت إذاعة دمشق بالجائزة الذهبية للتحقيق الإذاعي عن برنامج( أموت اشتياقا.. أموت اختناقاً) و نال الفنان جهاد سعد جائزة الابداع الذهبية كأحسن تمثيل عن مسلسل (غيبة الروح).‏ وبالنسبة لجوائز الدراما نال النجوم السوريون ومسلسلاتهم الدرامية النصيب الأكبر من جوائز الدراما التلفزيونية التي شهدت منافسة غير عادلة كان عنوانها تلميع مسلسل (يتربى في عزو) المصري الذي فاز بذهبية أفضل مسلسل عربي للعام 2007, بينما حل ثانياً مسلسل (رسائل الحب والحرب) للمخرج باسل الخطيب ونال الجائزة الفضية, بينما فازت ريم علي بجائزة الإبداع الفضية لأحسن تمثيل دور ثان عن دورها في مسلسل (رسائل الحب والحرب ) وفاز قصي خولي بجائزة الإبداع الفضية عن أحسن تمثيل رجال دور ثان عن دوره في المسلسل ذاته. (رسائل الحب والحرب) نال أيضاً جائزة أحسن موسيقا تصويرية.‏ مسلسل (الملك الفاروق) حصد ست جوائز ذهبية في مهرجان القاهرة, فاستحق المخرج (حاتم علي) جائزة الإبداع الذهبية كأحسن إخراج, و نال الفنان تيم حسن ذهبية أفضل ممثل,وذهبت ذهبية أفضل سيناريو إلى كاتبة سيناريو المسلسل المصرية لميس جابر, و نال ذهبية رابعة للممثل المصري صلاح عبدالله عن أفضل ممثل في دور ثاني ذكور, وذهبية خامسة عن افصل موسيقا تصويرية للأردني طارق الناصر, وذهبية سادسة إلى الإضاءة للأستاذ أحمد ابراهيم احمد, فيما حازت المصرية شيرين عادل على فضية أحسن ممثلة صاعدة في دور الملكة ناريمان.‏ مسلسل ( باب الحارة ) من إنتاج شركة عاج للإنتاج الفني حصل على جائزة الإبداع الذهبية كأحسن ملابس للسورية حكمت داود, وفاز بجائزة الإبداع الذهبية كأحسن ديكور المهندس حسان أبو عياش عن المسلسل ذاته.‏