حكم العلم المركب تركيب إسناد وهو المنقول من جملةأن يحكي أصله، ولم يرد عن العرب علم منقول من مبتدأ وخبر، لكنه بمقتضى القياس جائز اهـ. (وَ) من العلم (مَا بِمَزْجٍ رُكِّبَا) وهو كل اسمين جعلا اسماً واحداً منزلاً ثانيهما من الأول منزلة تاء التأنيث مما قبلها، نحو بعلبك. وحضرموت، ومعد يكرب، وسيبويه و (ذَا) المركب تركيب مزج (إِنْ بِغَيْرَ وَيْهِ تَمَّ) أي ختم (أُعْرِبَا) إعراب ما لا ينصرف على الجزء الثاني، والجزء الأول يبنى على الفتح ما لم يكن آخره ياء كمعد يكرب فمبني على السكون. وقد يبنى ما تم بغير ويه على الفتح تشبيهاً بخمسة عشر.وقد يضاف صدره إلى عجزه والأول هو الأشهر. أما المركب المزجي المختوم بويه كسيبويه وعمرويه فإنه مبني على الكسر لما سلف. وقد يعرب غير منصرف كالمختوم بغير ويه (وَشَاعَ فِي الأَعْلاَمِ ذُو الإضَافَهْ) وهو كل اسمين جعلا اسماً واحداً منزلاً ثانيهما من الأول منزلة التنوين. وهو على ضربين: غير كنية (كَعَبْدِ شَمْسٍ وَ) كنية مثل (أَبِي قُحَافَهْ) وإعرابه إعراب غيره من المتضايفين (وَوَضَعُوا لِبْعضِ الأَجْنَاسِ) التي لا تؤلف غالباً كالسباع والوحوش والأجناس (عَلَمْ) عوضاً عما فاتها من وضع الإعلام لأشخاصها لعدم الداعي إليه. وهذا هو النوع الثاني من نوعي العلم وهو (كَعَلَمِ الاْشْخَاصِ لَفْظَاً) فلا يضاف، ولا يدخل عليه حرف التعريف؛ ولا ينعت بالنكرة، ويبتدأ به، وتنصب النكرة بعده على الحال، ويمنع من الصرف مع سبب آخر غير العلمية كالتأنيث في أسامة وثعالة ووزن الفعل في بنات أوبر وابن آوى، والزيادة في سبحان علم التسبيح، وكيسان علم على الغدر. وعلم مفعول بوضعوا، ووقف عليه بالسكون على لغة ربيعة. ولفظاً تمييز: أي العلم الجنسي كالعلم الشخصي من حيث اللفظ (وَهْوَ) من جهة المعنى (عَمْ) وشاع في أمته فلا يختص به واحد دون آخر، ولا كذلك علم الشخص لما عرفت. وهذا معنى ما ذكره الناظم
في باب النكرة والمعرفة من شرح التسهيل من أن أسامة ونحوه نكرة معنى معرفة لفظاً، وأنه في الشياع كأسد، وهو مذهب قوم من النحاة لكن تفرقة الواضع بين اسم الجنس وعلم الجنس في الأحكام اللفظية تؤذن بالفرق بينهما في المعنى أيضاً. وفي كلام سيبويه الإشارة إلى الفرق، فإن كلامه في هذا حاصلهأن هذه الأسماء موضوعة للحقائق المتحدة في الذهن، ومثله بالمعهود بينه وبين مخاطبه، فكما صح أن يعرف ذلك المعهود باللام فلا يبعد أن يوضع له علم. قال بعضهم والفرق بين أسد وأسامة أن أسداً موضوع للواحد من آحاد الجنس لا بعينه في أصل وضعه، وأسامة موضوع للحقيقة المتحدة في الذهن. فإذا أطلقت أسداً على واحد أطلقته على أصل وضعه وإذا أطلقت أسامة على واحد فإنما أردت الحقيقة. ولزم من إطلاقه على الحقيقة باعتبار الوجود التعدد، فجاء التعدد ضمناً لا باعتبار أصل الوضع. قال الأندلسي شارح الجزولية: وهي مسألة مشكلة (مِنْ ذَاك) الموضوع علماً للجنس (أَمُّ عِرْيَطٍ) وشبوة (لِلْعَقْرَبِ وَهكَذا ثُعَالَةٌ) وأبو الحصين (لِلْثَعْلَبِ) وأسامة وأبو الحرث للأسد، وذؤالة وأبو جعدة للذئب (وَمِثْلُهُ بَرَّةُ) علم (لِلمَبَرَّه) بمعنى البرو (كَذَا فَجَارِ) بكسر كحذام (عَلَمٌ لِلْفَجرَهْ) بمعنى الفجور وهو الميل عن الحق. وقد جمعهما الشاعر في قوله:
أَنَّا اقتَسَمْنَا خُطَّتَيْنا بَيْنَنَا فَحَمَلْتُ بَرَّةَ وَاحْتَمَلْتَ فَجَارٍ
ومثله كيسان علم على الغدر. ومنه قوله:
إذَا مَا دَعَوْا كَيْسانَ كَانَت كُهُولُهُم إلى الغَدْرِ أدنى مِنْ شَبَابِهُمُ المُردِ
وكذا أم قشعم للموت، وأم صبور للأمر الشديد. فقد عرفت أن العلم الجنسي يكون للذوات والمعاني ويكون اسماً وكنية.
خاتمة: قد جاء علم الجنس لما يؤلف كقولهم للمجهول العين والنسب: هيان بن بيان، وللفرس: أبو المضاء، وللأحمق أبو الدغفاء وهو قليل.
ص65
أَنَّا اقتَسَمْنَا خُطَّتَيْنا بَيْنَنَا فَحَمَلْتُ بَرَّةَ وَاحْتَمَلْتَ فَجَارٍ
ومثله كيسان علم على الغدر. ومنه قوله:
إذَا مَا دَعَوْا كَيْسانَ كَانَت كُهُولُهُم إلى الغَدْرِ أدنى مِنْ شَبَابِهُمُ المُردِ
وكذا أم قشعم للموت، وأم صبور للأمر الشديد. فقد عرفت أن العلم الجنسي يكون للذوات والمعاني ويكون اسماً وكنية.
خاتمة: قد جاء علم الجنس لما يؤلف كقولهم للمجهول العين والنسب: هيان بن بيان، وللفرس: أبو المضاء، وللأحمق أبو الدغفاء وهو قليل.