يُعد الطنّان الملتحي (أو Hummingbird بالإنجليزية) من أجمل وأصغر الطيور في العالم. إنه طائر يتميز بلون ريشه الزاهي وسرعته العالية وقدرته على الطيران بشكل مدهش، وهو من الطيور التي لا تنسى في عالم الطيور. في هذا الموضوع، سنستعرض جميع جوانب الطنّان الملتحي من حيث خصائصه الفيزيائية، سلوكه، تكاثره، وأهمية وجوده في البيئة.

التعريف بالطنّان الملتحي

الطنّان الملتحي هو نوع من الطيور التي تنتمي إلى عائلة "الطنّانات" (Trochilidae). تتسم هذه الطيور بحجمها الصغير للغاية، حيث يعتبر أصغر الطيور في العالم، بالإضافة إلى قدرتها الفائقة على الطيران في جميع الاتجاهات، بما في ذلك الطيران إلى الوراء. تتميز الطنانات بألوانها الزاهية، وتعد الطيور المفضلة في الحدائق التي تحتوي على زهور ملونة.

الخصائص الفيزيائية للطنّان الملتحي

الحجم: يُعد الطنّان الملتحي من أصغر الطيور في العالم، حيث يبلغ طوله عادة من 7 إلى 13 سم فقط، ويزن حوالي 2 إلى 20 غرامًا.

الألوان: يتميز الطنّان الملتحي بألوانه الزاهية والمتنوعة، حيث تتراوح ألوانه بين الأخضر، الأزرق، الأحمر، الوردي، البنفسجي، والأصفر، وكل هذا يساهم في إعطاء الطائر مظهرًا رائعًا.

المنقار: الطنّان الملتحي يمتلك منقارًا طويلًا ودقيقًا يساعده على امتصاص الرحيق من الأزهار. المنقار غالبًا ما يكون طويلًا جدًا مقارنةً بحجم جسمه.

الأجنحة: الطنّان الملتحي يمتلك أجنحة صغيرة وقوية، مما يتيح له تحريك جناحيه بسرعة عالية جدًا تصل إلى 70 مرة في الثانية. هذا يسمح له بالطيران بشكل مدهش وبدقة شديدة.

السلوك والطيران

الطيران: الطنّان الملتحي هو الطائر الوحيد الذي يمكنه الطيران إلى الوراء، وهذه القدرة ناتجة عن تركيب جناحيه الفريد. الجناح يتحرك في حركة دائرية أثناء الطيران، مما يسمح للطائر بالتحليق في مكان واحد، أو التراجع والانتقال إلى الأماكن التي تحتوي على الزهور الغنية بالرحيق.

السرعة: يُعتبر الطنّان الملتحي من أسرع الطيور في العالم، حيث يمكنه الطيران بسرعات تتراوح بين 40 إلى 50 كم في الساعة، وعند مهاجمة الأعداء أو التوجه نحو الهدف، يمكن أن تصل سرعته إلى أكثر من 80 كم في الساعة.

الغذاء: الطنّان الملتحي يتغذى أساسًا على رحيق الأزهار، الذي يوفر له السكر الذي يحتاجه للطاقة. وعادةً ما يزور الطائر العديد من الأزهار خلال اليوم ويأخذ كمية صغيرة من الرحيق من كل زهرة. كما يتغذى أحيانًا على الحشرات الصغيرة مثل الذباب والبعوض للحصول على البروتين.

4. التكاثر والتزاوج

عملية التزاوج: في موسم التكاثر، يظهر الطنّان الملتحي سلوكًا مميزًا لجذب الإناث. الذكور يطيرون بشكل استعراضي ويعرضون ألوان ريشهم الزاهي كجزء من رقصة طيران معقدة، حيث يطيرون بشكل حلزوني في السماء لجذب انتباه الإناث.

العش: بعد التزاوج، تقوم الأنثى ببناء عش صغير جدًا مصنوع من النباتات الدقيقة، وخيوط العنكبوت، وفتات الريش، والذي يكون عادةً مخفيًا جيدًا بين أوراق الأشجار أو الشجيرات. قد تضع الأنثى من 1 إلى 2 بيضة في المرة الواحدة، وتقوم برعايتهما حتى يفقسا.

رعاية الصغار: بعد أن تفقس البيضة، يعتني الطائر الأم بالصغار وتستمر في إطعامهم الرحيق والحشرات حتى يتمكنوا من الطيران والبحث عن طعام بأنفسهم.

الأنواع المختلفة للطنّان الملتحي

يوجد أكثر من 300 نوع من الطنان الملتحي في العالم، وتختلف هذه الأنواع في حجمها، لون ريشها، والبيئة التي تعيش فيها. تختلف أنواع الطنان في مناطق تواجدها، فمنها ما يعيش في أمريكا الشمالية والجنوبية، وبعض الأنواع تتواجد فقط في الجزر الكاريبية.

طنّان الطوفان: أحد أكثر الأنواع شهرة والذي يتميز بريشه الأحمر اللامع.

طنّان أزرق الجناحين: يتميز بالريش الأزرق الرائع والذيل الطويل.

طنّان الصحراء: يعيش في مناطق قاحلة ويتكيف مع بيئة جافة.

البيئة والتوزيع الجغرافي

الطنّان الملتحي يتواجد بشكل رئيسي في أمريكا الوسطى والجنوبية، إلا أن بعض الأنواع يمكن العثور عليها في الولايات المتحدة، خصوصًا في المناطق الجنوبية مثل ولاية تكساس وأريزونا. بعض الأنواع توجد أيضًا في جزر الكاريبي. الطنان الملتحي يفضل البيئة الاستوائية والغابات المطيرة، لكنه يمكن أن يتواجد في مناطق أخرى تحتوي على أزهار غنية بالرحيق.

أهمية الطنّان الملتحي في البيئة

الملقح: يُعتبر الطنّان الملتحي من الملقحات الرئيسية في العديد من البيئات الاستوائية، حيث يساعد في نقل حبوب اللقاح بين الأزهار، مما يساهم في عملية التلقيح ويعزز نمو النباتات.

التنوع البيولوجي: من خلال دوره كملقح، يساعد الطنّان الملتحي في الحفاظ على التنوع البيولوجي في الأنظمة البيئية المختلفة، ويعزز ازدهار العديد من الأنواع النباتية.

التهديدات التي يواجهها الطنّان الملتحي

على الرغم من أن الطنّان الملتحي هو طائر مرن وقادر على التكيف مع العديد من البيئات، إلا أنه يواجه بعض التهديدات:

فقدان الموائل: بسبب تدمير الغابات الاستوائية وحرائق الغابات، يمكن أن يفقد الطنّان الملتحي بيئته الطبيعية.

تغير المناخ: تغييرات درجات الحرارة والرطوبة قد تؤثر على توفر الأزهار التي يعتمد عليها الطنّان كغذاء.

التهديدات من قبل الحيوانات المفترسة: على الرغم من سرعته، إلا أن الطنّان قد يقع فريسة لبعض الحيوانات المفترسة مثل الطيور الجارحة.

حماية الطنّان الملتحي

لحماية الطنّان الملتحي وضمان استمراريته في البيئة، يمكن اتخاذ عدة خطوات مثل:

الحفاظ على الغابات الاستوائية وزيادة المساحات الخضراء.

زراعة الأزهار والنباتات التي تمد الطنّان بالغذاء في الحدائق والمنازل.

حماية البيئة الطبيعية من التلوث والتدمير.

الخلاصة

الطنّان الملتحي هو طائر رائع يتمتع بجمال لا يُضاهى وسلوك مدهش، حيث يجسد التنوع البيولوجي والجمال الطبيعي في عالم الطيور. من خلال فهم سلوكه واحتياجاته، يمكننا مساعدته في الحفاظ على بيئته والتأكد من استمرارية وجوده في الطبيعة.