وأنتِ بعيدة، عيدُكِ مبارك نُعَيْمَتي ...
ثُمّ تُــورِقُ ...
لِـنُـعَـيْـمَـةَ ...
حَدَقٌ شَفيفٌ حَـالِقُ،
حَدَقٌ كما يَرْنُـو إلى رَبِّ آلسّماء مُنَاجِـيٌ،
حَدَقٌ كما تزهو آلبَراعمُ في آلدُّجَى،
حَـدَقُ آلبَلاسمِ كآلزُّلالِ مُعَانِـقُ،
حَدَقُ آلجِنانِ آلطّافحــاتِ مُـــوَرَّقُ،
حَدَقٌ جَرَتْ دمعاتُهُ
جَـرْيَ آلحُتوفِ إلى آلْمَنُونِ تُسَـاقُ،
لا أمَلَ آلحياةِ يَزورُ أوْبَاءً لها ويُبَلْسِمُ ...
ترنُـو نُعَيْمَةُ،
في آحْتِضَارِِ آلْآهِ،
في سُحُنَاتنا،
غَبَشًا تَـرَى
كَمَدًا هَفا
يَصْفُو بما لَـذَّ وطابَ ويُشْرِقُ،
ترنو إلى قَسَمَاتها آلريّانةِ
آلأدْواحُ تصْدَحُ بَـوْحَهَا،
فيْـأُ آلظلالِ يطيرُ في وكناتها،
طيفٌ قشيبٌ أخضَــرُ،
أعشاشُ طيرٍ حالمٍٍ،
وسماحةُ آلأقدار
تقطعُ في آلنُّحورِ تُـمَـزِّقُ ...
كانت نُعَيْمَةُ في آلوجود زُهَيْرَةً،
كانت تُنيرُ رُواءَهُ،
كانت تتوقُ صفاءَهُ،
كانت تجود وتُكْرمُ ...
حَفَّتْ بها جَمَرَاتُ
أدْواءٍ تُعَقِّـرُ لَحْظَهَا،
لا تنتهي ضرباتُها
إلا لِتَقْصِلَ مِنْ جديدٍ
تَفْقَاُ آلأعمارَ تقطف قطرَها ..
لا أنْسَ في هُـدْبٍ تسيخُ عيونُهَا ..
لا صفْـوَ في هذا آلوجود آلأرْعَـنِ ...
آهٍ .. تموتُ نُعَيْمَةُ آلصُّغْرَى ..!!..
أحَقًّا سَافَرَتْ ..؟!..
تركَتْ يتامَى في آلذُّهولِ وَغَــادَرَتْ ..
آهٍ .. يُـرَحَّـلُ روحُها ..؟!..
آهٍ .. تغيبُ ونَعْلَقُ ..؟!..
أحقّـا تساقطتِ آلدموعُ
تسيلُ كآلحَسَرَاتِ
في جُنَحِ آلظلامِ صَـوَاعِقُ ..؟؟؟..
أحقا على أكتافنا حُمِلَتْ
ولمْ نَعْهَدْ لَها نوما هنيئا يُطْرقُ ..؟؟؟
.. قَبْلَ آلأوان هلالُها غيرُ ظاهرٍ ..
.. قَبْلَ آلأوان نجومُها خُسِفَتْ
ولمْ تَحْضَ بعيشِ هناءَةٍ ..
.. قَبْلَ آلأوانِ تُفَارقُ ..!!؟؟..
سارتْ بها عبر آلمعارجِ
في آلسماء ملائكُ،
تسمو بها بين آلبرازخِ تنتقي
ما تشتهي صَبَوَاتُهَا ...
.. نظرَتْ شِمالا أبْصَرَتْ ..
ورنَـا آليَمينُ يُحَـدِّقُ ..
لا .. لمْ يكَدْ ذاكَ آلقُلَيْبُ يُصَدِّقُ
ما ألمحَ آلحَدَقُ آلشّفيفُُ آلرّائقُ
حتى غَدَتْ في حِضْنِهَا أمٌّ لها تتعانَقُ
وأبٌ رَؤومٌ تومئُ آلأكوانُ ..
ذاكَ حبيبنا وصَفِيُّنَا ..!!..
فَتَجَمّلي شَجَرَاتِ آسِ تَطَيَّبي !!
هاتِ آلنفوسُ جنائني ...
نبستْ بهـا مُـهَـجٌ تَسيحُ طُـيُـوبُها
.. غَــدَقُ آلفرادسِ ناعِمُ ...
وشَدَتْ عيونُ نُعَيْمَةَ
اَلأصْداءُ تَقْفُو سرَّهَا
لا تُطْبِــقُ ..
أبدًا تَفَتَّحَ نورُها
و وجيبُ أفئدةٍ لها تتدفّقُُ
ثم تُــــورِقُ