الممثل مجرام مراد: لا يجب أن تقتصر الكوميديا على رمضان فقط

____

مجرام مراد ممثل جزائري بدأ ممارسة الفن من خشبة المسرح، وشق طريقه بثبات نحو الشاشة، فأبدع في تقديم أدوار كوميدية ودرامية، وعرفه الجزائريون في أعمال تلفزيونية مثل "عاشور العاشر" و"دار البهجة" و"بوبالطو".. وأعمال أخرى، وفي رمضان 2025 يواصل رحلة الكوميديا، حيث يطّل على الجمهور من خلال سلسلة "المرحي".

الكثير من المؤثرين شاركوا في أعمال رمضانية وخاصة الكوميدية، ولكن أجد نسبة 1 بالمائة من ينجح منهم، وتجده يقدّم دوارا محترما، بينما البقية فحدّث ولا حرج

سيتحدث مراد جرام في هذا الحوار مع "الترا جزائر" عن "المرحي"، عن دوره، ومشاريعه وعن الانتقادات التي توجه لصناع الكوميديا في الجزائر، فكيف يردّ؟، إضافة إلى زوايا فنّية أخرى غالبا ما تصنع الجدل.

تشارك في سلسلة كوميدية بعنوان "المرحي".. حدّثنا عن هذا العمل ما قصته وما رسائله؟

نعم شاركت في رمضان هذه السنة، في السلسلة الكوميدية "المرحي" التي تعرض على قناة "البلاد" (خاصة)، من إخراج الشاب نزيم لعرابي وسيناريو رمزي طهراوي وهو عمل كوميدي تدور أحداثه بين حيّين شعبيّين أو ما يسمى بـ"حومة" وهما حومة "بيلوتشي" وحومة "دينيرو"، واللتين بينهما عداوة، وأحيانا يحدث اتفاق بينهما، وهذا ما نجده في الواقع المعاش بين كل الأحياء القريبة من بعضها، تارة يكون هناك تعاون بينها وتارة أخرى تحدث مناوشات وقد تصل إلى عداوة، وكما يقول المثل وتقول "بيلوتشي" بطلة السلسلة في الحلقات المقبلة “أنا وخويا على وليد عمّي وأنا ووليد عمّي على البرّاني (الغريب).”

دحمان شخصيتك التي تقمصتها في "المرحي".. تفاصيل أكثر عن هذا الدور؟.

دوري في سلسلة "المرحي"، أتقمص شخصية دحمان أو خنتاش وهو صاحب محل في حومة "دنيرو" خاصة بإصلاح الآلات الكهربائية وما يتصل بها، أي "يخنتش" (مصطلح بالدارجة الجزائرية ويعني يجرّب العمل في كل شيء)، وهو شخص كبير في السن نوعا ما ومن أقدم السكان في ذلك الحيّ، يعرف كل صغيرة وكل كبيرة في الحيّ، ويمتاز بالرتابة والحكمة في كثير من الأحيان."

ما يلاحظ أنّ مساحة التمثيل الممنوحة لك في هذه السلسلة ليست كبيرة مقارنة بممثلين أخرى لماذا؟

دوري ومساحة التمثيل الخاصة بي جاءت وفقا لما يقتضيه السيناريو، وفي كلّ عمل يكون للبطل مساحة كبيرة، وبقية الأدوار تساير الحبكة وأحداث السيناريو، لذلك المساحة التي تعطى لها لا تكون كبيرة كثيرا، ولكن لا أؤمن بهذا الطرح، فهمها كانت مساحة الأداء، أسعى لتقديم كل جهدي وأبذل كل ما أملك من قدراتي التمثيلية حتى أترك أثرا وأترسخ في ذهن الجمهور، وبالتالي أقول ليس هناك أدوار كبيرة وأدوار صغيرة.

في "المرحي" يبرز تعدد اللهجات لدى الممثلين هل هو خيار المخرج أم تنفيذا لنص السيناريو أم يعود الأمر إلى الممثلين أنفسهم أي كل ممثل من منطقة معينة؟

الجميل في سلسلة "المرحي" أنّ جل" الممثلين شباب ومن مناطق مختلفة من الجزائر، وهذا راجع إلى خيارات المهرج في "الكاستينغ" وفي الأحياء، واعتقد أنّ هذا المزيج وتعدد المناطق وبالتالي تعدد اللهجات خلق نوعا من التنوع الثقافي الجميل، ولا ننسى أنّ الجزائر بلد قارّة وتضم ثقافات مختلفة ولهجات متنوعة من الأجمل أن نراها تبرز في الأعمال التلفزيونية.

هل ترى أن تعدد اللهجات يخدم الأعمال الفنّية ومن بينها "المرحي"؟

نعم تعدد اللهجات وتعدد الثقافات يخدم كثيرا العمل، بهذا يكون لديك متابعين من كل ربوع الوطن، مثلا أثناء التصوير، يقول أحدنا جملة أو عبارة، يتكلم آخر، ويقول له إنّها غير مفهومة في منطقتنا، أو أنّها تبدو كلمة جارحة، وهنا كان العمل على الوصول والاستقرار على كلمات تكون مفهومة عبر كل الولايات وتكون محترمة بالدرجة الأولى لأنّها ستدخل إلى البيوت الجزائرية، وبالتالي السلسلة تتضمن لهجة الغرب الجزائري، ولهجة شرق البلاد والجنوب، أي كل اللهجات حاضرة.

هل تشاهد العمل الذي شاركت فيه؟.. وما هي الأعمال التي تشاهدها (سواء الكوميدية أو الدرامية) خلال رمضان الحالي؟

لا أخفي عليك، صحيح، أشاهد الأعمال التي أشارك فيها ولكن أتابعها بعين المشاهد مع عائلتي وأصدقائي حتى أعرف أين وفقت وأين أخفقت وفيما يخص مشاهدتي للأعمال الأخرى، بحكم تصوير السلسلة لم ينته، بحيث أنهينا ذلك قبل يوم فقط، وقد طنا نبدأ التصوير في أغلب الأحيان من الساعة الثانية زوالا إلى الرابعة صباحا، لم يتسن لي مشاهدة ما يعرض على القنوات خلال رمضان الجاري.

جزائريون على منصات التواصل ينتقدون ضعف الأعمال الكوميدية هذه السنة، بداعي أنّها ليست في مستوى أعمال السنوات الماضية ولم تستطع إضحاك المشاهد.. كيف ترد؟

الوقت يتطوّر، والمشاهد الجزائري لديه 3 أو 4 أسماء في الفكاهة تعودّ عليها، وإن لم يجدها حاضرة في الأعمال الكوميدية الرمضانية يحكم مباشرة على الأعمال التي تبث بالفشل قبل أن يشاهدها، ورغم مشاهدته أيضا لا يقتنع، لذلك أظنّ أنّ القضية تتعلق بالقناعات التي لا يمكننا تغييرها، وهذا لا يجعلنا ننكر أنّ الأعمال الفكاهية القديمة تميزت بـ"النيّة" أي العفوية والمشاهد كان يضحك بأبسط الأمور.

آمل أن تكون الكوميديا حاضرة طوال السنة ولا تقتصر على رمضان فقط، لأنّ الجزائري خلال الشهر الفضيل يتفرغ للعبادة بدليل أنّ جلّ التعليقات في الصفحات حول الأعمال الكوميدية أو الدرامية تنعت الممثلين بعبارات قاسية

أمّا اليوم المعطيات تغيّرت وأصبحت تلك الكوميديا غير قادرة على إضحاك الجمهور، ونتمنى أن نستطيع أن ندخل ولو القليل من البسمة للعائلات الجزائرية. وبالتالي عبر هذا المنبر آمل أن تكون الكوميديا حاضرة طوال السنة ولا تقتصر على رمضان فقط، لأنّ الجزائري خلال الشهر الفضيل يتفرغ للعبادة بدليل أنّ جلّ التعليقات في الصفحات حول الأعمال الكوميدية أو الدرامية تنعت الممثلين بعبارات قاسية.

كممثل مسرحي بدرجة أولى، كيف ترى مشاركة "نجوم" منصات التواصل الذين ليس لهم دراية كافية بمجال التمثيل؟

هذه السنة، لاحظنا أنّ الكثيرين منهم شاركوا في أعمال رمضانية وخاصة الكوميدية، ولكن أجد نسبة 1 بالمائة من ينجح منهم، وتجده يقدّم دوارا محترما، بينما البقية فحدّث ولا حرج، لأنّ التمثيل مهنة صعبة جدا، ليس كما يتخيله البعض، وهذا من الأسباب التي جعلت أعمالنا ضعيفة، فلو يترك التمثيل لأهله سترى الجودة، ولكن بما أننا دون نقابة تدافع عن الفنان الحقيقي ستبى الوضع على حاله.

لديك مسيرة محترمة في المسرح وحتى التلفزيون، هل تتذكر أوّل لحظة وقفت فيها على الخشبة وأوّل لحظة لك أمام الكاميرا ومع من كانت؟

أوّل مرّة أقف على خشبة المسرح كانت بداية سنة 2006 بالمعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري ببرج الكيفان بالجزائر العاصمة، عندما التحقت بالمعهد لدراسة التمثيل، وأوّل وقفة ّحقيقية لي كانت على خشبة المسرح الوطني الجزائري سنة 2007، بعمل احترافي بعنوان"عرس المحروسة" إخراج عباس محمد إسلام ونواري أدامي وكنت حينها طالبا بالمعهد، أمّا بالنسبة لأوّل وقوف أمام الكاميرا، كنت أكثر حظّا عام 2009 عندما شاركت في عمل تلفزيوني سينمائي بعنوان" llob end co" للمخرج بشير درّايس ومع الفنان الراحل سيد علي كويرات رحمه الله، وكوكبة من الممثلين من بينهم المرحوم رشيد فارس، وكان دوري ابن الحاج قرن الذي أدّى دوره الراحل سيد علي كويرات.