مطار هيثرو: شركات الطيران قد تضطر لدفع 1.3 مليار دولار لتحسين نظام الطاقة
صرّح الرئيس التنفيذي لمطار "هيثرو"، وهو المطار الرئيس والأكبر في العاصمة البريطانية لندن، بأن المطار سيجري مراجعة لنظام الطاقة الذي تسبب بموجة غضب في أوساط شركات الطيران، وقد يقوم بتحديث النظام وتطويره، لكن هذا قد يعني بأن شركات الطيران ستتكبد ما يصل إلى مليار جنيه استرليني (1.3 مليار دولار أميركي).
وفي حال قام المطار بالفعل بتوزيع هذه التكاليف على شركات الطيران فهذا سيعني بالضرورة أن العديد من شركات الطيران العربية والخليجية ستتكبد هذه التكاليف، وسوف تنعكس بالضرورة على أسعار تذاكر السفر بين العواصم العربية ولندن.
وقال الرئيس التنفيذي لمطار هيثرو توماس وولدباي إن الأجهزة المختصة سوف تراجع طلب تحديث وصلات الشبكة، وذلك بعد حادثة انقطاع التيار الكهربائي والتي تسببت بإغلاق المطار لمدة 24 ساعة قبل عدة أيام، وتسببت بفوضى طيران وإلغاء عشرات الرحلات من وإلى مطار هيثرو.
ونقلت جريدة "فايننشال تايمز" البريطانية في تقرير اطلعت عليه "العربية Business"، عن وولدباي قوله إن تركيب نظام طاقة أكثر "مرونة" قد يكلف حوالي مليار جنيه إسترليني لتجنب تكرار الانقطاع الذي أجبر المطار على الإغلاق الأسبوع الماضي، وحذّر من أن شركات الطيران قد تضطر في النهاية إلى دفع رسوم أعلى.
وفي أول شرح مفصل له عن الانقطاع الذي شمل إلغاء أكثر من 1300 رحلة، دافع توماس وولدباي عن تعامل مطار هيثرو مع الانقطاع، لكنه أقر بأنه "محبط" لأنه كان نائماً أثناء تطور الأزمة.
وقال لصحيفة "فاينانشيال تايمز" إنه مقتنع بأن المطار لم يكن أمامه خيار سوى الإغلاق في الساعات الأولى من صباح الجمعة الماضي لأسباب تتعلق بالسلامة.
وأقرّ بأن مطار هيثرو بحاجة إلى مراجعة ما إذا كان من الممكن أن يكون أكثر مرونةً ويُعاد فتحه بسرعة أكبر، مما كان من شأنه أن يُقلل من الفوضى التي أثرت على أكثر من 200 ألف مسافر.
وقال وولدباي: "إنه سؤالٌ وجيه. وسأبدأ بالقول، كما تعلمون، إننا لا ندّعي الكمال بنسبة 100%".
وأُغلق مطار هيثرو بعد أن تسبب حريق هائل في محطة كهرباء فرعية قريبة في انقطاع التيار الكهربائي عنه. واضطرت الرحلات المتجهة إلى أكثر مراكز أوروبا ازدحاماً إلى تحويل مسارها إلى مطارات أخرى، ولم يتم إعادة فتح مطار هيثرو بالكامل إلا بعد أكثر من 24 ساعة.
وازداد التدقيق في مطار هيثرو بعد أن صرّح جون بيتيجرو، الرئيس التنفيذي لشركة "ناشيونال غريد"، التي تُشغّل شبكة نقل الجهد العالي في بريطانيا، بأن الكهرباء كانت متوفرة دائماً للمطار من محطتين فرعيتين أخريين قريبتين لم تتأثرا بالحريق.
وتأخر إعادة فتح المطار بسبب اضطرار مهندسي مطار هيثرو إلى إعادة ضبط مصدر الطاقة لأخذ الكهرباء من المحطتين الفرعيتين الأخريين، ثم التحقق من عمل جميع أنظمة السلامة الحيوية بشكل صحيح.
وصرح وولدباي بأن المطار سيُقيّم الآن إمكانية تركيب نظام طاقة "مرن بالكامل" يسمح له بالتبديل السريع بين مصادر الطاقة. وأضاف أنه لم يتضح بعد ما إذا كان ذلك ممكناً، ولكنه قد يكلف أكثر من مليار جنيه إسترليني في حال نجاحه.
وتشمل الخيارات الأخرى شراء المزيد من المولدات الكهربائية لتشغيل المزيد من أجزاء المطار أثناء انقطاع التيار الكهربائي. وتُشغّل مولدات الديزل الحالية في مطار هيثرو فقط الأجزاء الحساسة للسلامة من العملية، مثل برج المراقبة، أثناء انقطاع التيار الكهربائي.
وبحسب طريقة تشغيل المطار فإنه يُسمح باسترداد نفقاته الرأسمالية من رسوم الهبوط التي يتم فرضها على شركات الطيران، والتي تُحمّل في النهاية على المسافرين ضمن أسعار التذاكر.
وانتقدت شركات الطيران مطار هيثرو لافتقاره للمرونة، حيث قال لويس غاليغو، الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية البريطانية إنه يتوقع أن يُكلف هذا العطل أعماله "عشرات الملايين" من الجنيهات الإسترلينية.
ولم يستبعد وولدباي تعويض شركات الطيران، لكنه قال إنه يريد الانتظار حتى تتوفر المزيد من التفاصيل حول "ما حدث بالضبط".
المصدر