منذ الإعلان عن المسلسل الكوميدي «نص الشعب اسمه محمد» (تأليف محمد رجاء، وإخراج عبد العزيز النجار)، أثار العنوان موجة من الجدل بين مؤلفه محمد رجاء و«هيئة الرقابة الفنية»، قبل أن يحصل على الموافقة للعرض. ومع انطلاق الحلقات، خفتت هذه الضجة سريعاً لتحل محلها خيبة أمل بسبب ضعف التنفيذ وتخبط الحبكة.
تدور القصة حول شخصية «محمد» (عصام عمر)، وهو رجل متلاعب بمشاعر النساء يتنقل بين العلاقات مستغلاً انتشار اسم «محمد» بين الرجال في مصر ليخفي تصرفاته. في البداية، يظهر متزوجاً من «مي» (هاجر السراج) ولديه طفلة، ولكنه يقيم علاقة سرية مع زميلته «سارة» (مايان السيد) التي توافق على الزواج منه من دون علم أهلها. ومع تصاعد الأحداث، يدخل في علاقة جديدة مع زميلة أخرى هي «نجلا» (دنيا سامي)، ويتزوجها عرفياً مكتفياً بلقائها أسبوعياً.
ورغم أنّ فكرة الرجل المزواج ليست جديدة، وسبق أن رأيناها سابقاً في فيلم «بلبل حيران» (تأليف خالد دياب، إخراج خالد مرعي ــ 2010) للنجم أحمد حلمي، إلا أنّ الفارق هنا أن شخصية «محمد» تفتقر إلى أي عمق نفسي أو مبررات درامية تخلق تعاطفاً معه. فهو مجرد شخص نرجسي بارد، لا يملك أي دافع يجعل المشاهد يتقبله أو يفهمه، ما أدى إلى انفصال الجمهور عن الشخصية منذ البداية.
على مدار 15 حلقة، لم تبدأ الحبكة الفعلية في التطوّر إلا عند الحلقة الحادية عشرة، بينما انحصرت الحلقات السابقة في مطاردات مكررة بين البطل وأكاذيبه التي ينجو منها في اللحظة الأخيرة كل مرة، ما جعل الإيقاع رتيباً والقصة بلا تصاعد درامي حقيقي.
الجمهور الذي كان يترقّب عودة الثنائي عصام عمر ومحمد محمود بعد نجاحهما في مسلسل «بالطو» (تأليف أحمد عاطف فياض، وإخراج عمر المهندس)، وجد نفسه أمام تجربة مغايرة تماماً، إذ لم يضف دور محمد محمود (خال البطل) أي قيمة تذكر، بل ظهر كشخصية متواطئة مع أفعال «محمد»، رغم مظهرها المتديّن، ما جعلها غير متماسكة درامياً.
إلى جانب الحبكة المهتزة، واجه العمل انتقادات حادة بسبب بعض مشاهده التي وُصفت بأنّها تروّج للعنف ضد المرأة. ففي إحدى الحلقات، يصفع «محمد» زوجته «مي» بعنف أمام والدتها (شيرين) التي لم تبدُ مستاءة من المشهد، وكأنّ العنف الزوجي أمر مألوف. كما تتعرّض «فاطمة» (رانيا يوسف) للعنف المستمر من زوجها «سمير» (محمد عبد العظيم) الذي يشك في أخلاقها باستمرار بسبب عجزه الجنسي، ما يعكس صورة سلبية نمطية للمرأة في العمل.
رغم محاولاته الخروج من أدوار الشاب الطيب المظلوم، لم يوفّق عصام عمر في اختيار هذا الدور، إذ وقع ضحية سيناريو ضعيف ورؤية إخراجية متواضعة لم تتمكن من إضفاء أي طابع جديد أو مميز على القصة.
ما بدأ كمسلسل يحمل جرأة في اسمه، انتهى عملاً درامياً يفتقر إلى التماسك والتأثير. كما إنّه لم ينجح في تقديم قصة مقنعة، ولم يترك بصمة تُذكر، بل ظل مجرّد تجربة باهتة، أكدت أنّ الاسم الجريء وحده لا يكفي لخلق عمل ناجح!