منذ الحلقة الأولى، نجح «لام شمسية» في تصدّر اهتمامات الجمهور من بين مسلسلات النصف الثاني من شهر رمضان 2025، كونه ينطلق من قضية غاية في الحساسية لم يسبق للدراما المصرية تناولها. يمكن وصف العمل المؤلف من 15 حلقة بأنه أبرز تحدٍ للخطوط الحمراء المجتمعية والرقابية منذ أمد طويل. والأهم أنّه يندرج في سباق شهر رمضان «المحافظ» بطبيعته، إذ لم يقرّر صناع العمل مواجهة الجمهور عبر المنصات خارج شهر الصوم، بل عبر الشاشة الصغيرة وبعد الإفطار مباشرة.
يدور «لام شمسية» حول علاقة غير سوية بين رجل بالغ وطفل عمره 9 سنوات. لكن ما سبق لا يمكن اعتباره ملخصاً دقيقاً للحلقات الخمس الأولى من العمل، إذ قرر مخرجه كريم الشناوي ومؤلفته مريم نعوم منذ البداية «التلاعب بأعصاب المتفرجين»، ولم يحسما القضية رغم الإشارات المتعددة التي تحملها ملامح الشخصيات وردود أفعالهم. لكن «التشكيك» في الحقائق مستمر بشكل يجعل المسلسل يجمع بين المعالجة الفنية المميزة والقضية الحساسة التي تشغل بال كثيرين، وهي حماية الأطفال من أي تعدٍ جسدي أو لفظي، خصوصاً من المقربين.
العمل من بطولة أمينة خليل، أحمد السعدني، محمد شاهين، يسرا اللوزي، والطفل الموهوب علي الروبي. «طارق» و«وسام» صديقا عمر. زوجة «طارق» تلمح «وسام» في وضع غير مريح مع الطفل «يوسف». وفي لحظة انفعال بناءً على كلام الشاهدة الوحيدة (من خلف الزجاج)، يعتدي «طارق» الأب على صديق عمره، ويكاد يقضي عليه، لتبدأ دوامة من الأحداث والتقلبات النفسية المستمرة حتى الآن. هل ما شاهدته الزوجة حقيقي؟ أم أنّ «وسام» بريء؟ وماذا عن «رباب» زوجة «وسام» (تجسّدها يسرا اللوزي) التي تعاني من اكتئاب حاد من دون الكشف عن أسبابه، ومن دون أن تتحرّك دفاعاً عن زوجها وكأنها تكتم سراً ما؟
حتى كتابة هذه السطور، نجح «لام شمسية» في إثارة الجدل حوله حتى قبل أن يبدأ. وبعد انطلاق الحلقات، رسمت علامات استفهام حول كيفية التعاطي مع العمل، خصوصاً في ما يتعلق بالسماح للأطفال بمشاهدته. وأيضاً صدرت عن مؤلفته مريم نعوم دعوة تطالب فيها بعدم المبالغة في التفاعل مع ردود أفعال «يوسف»، مراعاةً للطفل نفسه الذي جسد الدور والذي سيجد صوره مع تعليقات ربّما ساخرة منتشرة على منصات التواصل الاجتماعي.
الجمهور منقسم حالياً كما أراد صناع العمل، ما بين تصديق الزوجة والميل إلى براءة المتحرّش، فيما من المؤكد أنّ الحسم لن يحصل حتى الحلقات الأخيرة. لكن في كل الأحوال، وضع «لام شمسية»، المؤجَّل منذ عامين، نفسه بين أبرز مسلسلات الموسم وليس النصف الثاني من رمضان فقط، إن لم يكن الأبرز بين مسلسلات السنوات الأخيرة، كونه يتحدّى الخطوط الحمراء فضلاً عن أنّه نجا من المنع ونال إعجاب الملايين.
