استخدام الإسفنج في الزراعة المائية:
قد تكون هذه فكرة جديدة للبعض منا، لكن يُعد الإسفنج المائي بديل رائع لاستبدال التربة عند زراعة النباتات. وقد نعلم جميعًا أن التربة يمكن أن تكون مصدر إزعاج عندما تتسرب وتفسد مساحات البستنة لدينا. وعلاوة على ذلك يعد الإسفنج بديلاً ميسور التكلفة أكثر لمكعبات الصوف الصخري والتي هي مكلفة، وهو مناسب أيضاً لأنه خفيف الوزن. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون الإسفنج وسط نمو ممتاز حيث يساعد في تقليل تلف الجذور أثناء نقل الشتلات. ويحتاج هذا النشاط فقط إلى إسفنجة، صينية أو وعاء، بذور، ماء وضوء الشمس.
كيفية تحضير الإسفنج:
عند اختيار الإسفنج المائي، يمكن اختيار الإسفنج البحري بدلاً من إسفنجات المطبخ العادية من السوبر ماركت. وقبل البدء في زرع البذور في الإسفنج، نتأكد من نظافتها وعدم ملامستها لأي مواد كيميائية مثل المنظفات أو المحاليل المضادة للبكتيريا، كما يوصى بإسفنجات جديدة.
ويتم تحضير الإسفنجة المائية بغسلها ببعض المبيض المخفف، ثم غسله جيدًا بالماء النظيف ووضع الإسفنجة في أي وعاء مقاوم للماء، ونختار وعاءً قريبًا من حجم الإسفنج؛ حيث سيكون هذا مثاليًا لأنه يمكن أن يمنع انسكاب الماء، كما يمكن أيضًا قص الإسفنجة لتناسب شكل الحاوية إذا أردنا. وبعد ذلك، يتم سكب كمية صغيرة من الماء في قاع الإناء، على الرغم من أنه يجب ألا يملأ أكثر من نصف بوصة من ارتفاعه.
كيفية زرع البذور في الإسفنج:
إذا لم نكن متأكدين من نوع النباتات التي يجب أن تنمو، فإلينا بعض الاقتراحات؛ حيث يمكن زراعة الخس، الجرجير، الجزر، الطماطم، الفجل والأعشاب مثل الثوم المعمر. وبصرف النظر عن الخضروات، ويمكن أيضًا اختيار الزهور مثل القطيفة. وللحصول على أفضل النتائج، نقوم ببعض الأبحاث حول البذور التي يمكن أن تنبت بسرعة، والنباتات التي يمكن أن تنمو في المناخ الحالي للمكان.
ثم يتم رش البذور على الإسفنجة والربت عليها في الإسفنجة، ومحاولة ترك مسافة بين كل بذرة إن أمكن. وإذا كانت البذور كبيرة جدًا، فيتم الضغط على البذور والتأكد من وضعها بشكل آمن في فتحات الإسفنج. وتتمثل الطريقة البديلة في قطع ثقب كبير في الإسفنج حيث سنضع البذرة لتنمو.
وباستخدام غلاف بلاستيكي نقوم بتغطية الحاوية، والقيام بعمل ثقوب في البلاستيك باستخدام عصا صغيرة أو قلم رصاص. وتُعد هذه الخطوة مهمة لمنع التراكم المفرط للرطوبة ولتوفير دوران للهواء للبذور. وبعد ذلك، نبحث عن مكان دافئ في المنزل أو الحديقة لوضع الإسفنجة، وننتظر بضعة أيام حتى تنبت البذور، مع العلم بأن الدفء ضروري لضمان إنبات البذور.
كما يختلف عدد الأيام التي تسبق حدوث الإنبات؛ حيث تستغرق بذور الخس عادة من يومين إلى سبعة أيام حسب درجة الحرارة الحالية. وتستغرق بعض الأعشاب مثل الثوم المعمر وقتًا أطول من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع لتنبت، وكلما زادت درجة الحرارة زادت سرعة إنبات البذور.
وأثناء انتظار انبات البذور، يمكن رفع الغلاف اللاصق وفحص الإسفنجة بحثًا عن علامات العفن أو الجفاف. وإضافة الماء إلى الإسفنجة باستخدام زجاجة رذاذ، مع إعطاء القليل من البخاخات فقط لضمان عدم نقعها بشكل مفرط. والتذكر بأنه يجب تجنب الإفراط في الري؛ حيث يمكن أن يتسبب ذلك في نمو العفن أو التعفن.
وبمجرد أن تنمو البذور لتصبح شتلة، نضع حديقة الإسفنج في أي مكان يتلقى الكثير من ضوء الشمس، ويمكن أن يكون هذا على حافة النافذة أو أي مكان في الحديقة الخارجية. وإذا كان هناك القليل من ضوء الشمس في المكان الذي نعيش فيه، يمكن وضع الحديقة الصغيرة تحت ضوء الفلورسنت بدلاً من ذلك. ويتم منح الشتلات أكبر قدر ممكن من الضوء؛ حيث قد تنمو النباتات بشكل سيء في المناطق المظللة.
بمجرد أن تنضج الشتلات إلى نباتات، ننتظر حتى تنمو إلى ارتفاع يتراوح من ثلاث إلى أربع بوصات. وبمجرد وصولهم إلى هذه المرحلة، يمكن حصادها. وما علينا سوى دفن الإسفنج داخل بعض التربة أو نقله إلى نظام الزراعة المائية. أما لإنتاج نباتات مورقة أكثر امتلاءً خاصةً للأعشاب، يتم اختيار الأوراق من الطرف المتنامي، ممّا يسمح للأوراق الجديدة بالنمو على طول الساق.
وإذا كنا نقوم بهذا المشروع خلال فصل الربيع، يُنصح بإبقاء الحديقة الصغيرة بالداخل. وعلى الرغم من أن درجات الحرارة تكون أكثر دفئًا في الربيع، إلا أن الصقيع في أواخر الربيع قد يتسبب في موت البذور النابتة.
بمجرد النمو، يتم نقل النباتات الناضجة إلى أواني أكبر أو صناديق حديقة. وبمجرد الانتهاء من ذلك، سنحصل على أول دفعة من الخضروات أو الزهور المزروعة من الإسفنج. ولتنمية دفعة أخرى، نغسل الإسفنج ونُعيد استخدامه مرة أخرى قبل زراعة مجموعة جديدة من البذور.
كما يسمح لنا الإسفنج المائي بمراقبة تقدم نمو النبات ويمكن أيضًا رؤية الجذور تتطور داخل الإسفنج. وتعتبر هذه الطريقة رائعة لمن لا يملكون حدائق أو الذين يعيشون في مساحات صغيرة؛ حيث أن الإسفنج قادر على زراعة العديد من الشتلات.
