إقتباس لمشاركة: @سلمى07 22:35 - 2025/03/14
مرحبا بالأخ الفاضل أبي فراس .. بلغته الرصينة، وأدبه الجم، وأسلوبه الراقي الذي أضاف للجاد رونقا مميزا.
صراحة ونحن نتشاور في فريق الإشراف عن الاستضافة، لاحظنا جميعا هذا التميز الذي سرعان ما جعلك تنساب بين الأعضاء بردود ومواضيع تجعلك نقطة فارقة هاهنا.
شكرا لكم على هذه الكلمات الطيبة، وسعيد أيما سعادة بهذه الاستضافة الرائعة.
وكما قالت ريم في سؤال سابق، ربما أصيغه بطريقة مختلفة:
_كيف استطعت الانسياب بهذا اليسر ما بين ردود ومواضيع وفعاليات؟
ربما يعود الأمر إلى حبي للحوار الجاد والهادف، فكلما وجدتُ مساحة للنقاش البناء، انجذبتُ إليها بشكل تلقائي.
كما أنني أؤمن بأن المنتديات ليست مجرد منصات للنقاش، بل هي بيئة تفاعلية تُثري الفكر وتتيح تبادل التجارب والمعرفة.
وبالطبع السرّ يكمن بالأساس في حسن استقبالي من مختلف الأعضاء الأمر الذي كان له دور كبير في سرعة اندماجي بينكم.
_هل كنت من مرتادي المنتدى سابقا، خصوصا أن عضويتك هذه حديثة العهد، فلربما كانت لديك عضوية أخرى؟
لا، هذه أول عضوية لي هنا، لكنني لستُ غريبا على عالم المنتديات،
فقد كنتُ في السابق مشرفا في أحد المنتديات الفرنسية التي لم يُكتَب لها الاستمرار للأسف الشديد.
_ماذا عن النقاش الجاد، هل ارتدته سابقا أم هذه أول مرة تشارك فيه؟
أول مرة أتشرف بالتعرف على هذا المنتدى الرائع.
_بما أنك كنت أستاذا للفرنسية، وأرى شخصيا حسب خبرتي في محيطي ومجال عملي، أن حاملي لواء اللغة الفرنسية، غالبا ما يكونون بعيدين تماما عن اللغة العربية وغياهبها. كيف تفسر إتقانك للغة العربية وأنت درست وعملت في غير مجالها؟
أذكر أستاذا معنا كان يدرس اللغة الفرنسية لا يتقن قراءة جملة واحدة بطريقة سليمة، لاحظت أيضا أطباء غير متمكنين في اللغة العربية أيضا، ولن ننفي وجود وزراء وأعلاميين أيضا للأسف..
طبعا هنالك بارعون فيها، ولكن الغالب عكس ذلك، فما هو السر الذي يجعل متخصصا في اللغة الفرنسية يتقن ويجيد اللغة العربية؟
أجبتُ على هذا السؤال بتفصيل في معرض ردي على أسئلة الأخت ريم،
لكن بشكل مختصر أقول إن اللغة ليست مجرد تخصص أكاديمي، بل هي روح وثقافة.
وأنا رغم أنني درّست الفرنسية، فإنني كنت دائمًا شغوفًا باللغة العربية، قراءةً وكتابةً.
جذبتني بلاغتها وعمقها، خاصة في الأدب العربي والشعر.
لا أرى أن تعلم لغة أجنبية يجب أن يكون على حساب إتقان لغتنا الأم،
بل بالعكس، تعدد اللغات يمنحنا قدرة أوسع على التعبير ورؤية العالم بعيون مختلفة.
للأسف، هناك من يربط التخصص اللغوي بانقطاعه عن باقي اللغات، فتجد أستاذًا للفرنسية ضعيفًا في العربية،
أو متحدثًا بالعربية لا يستطيع تركيب جملة سليمة بالفرنسية.
برأيي، هذا ليس عيب التخصص، بل عيب في المنهجية والاهتمام الشخصي.
_هل تجد أنه لا يزال للغة الفرنسسة صيت في وقتنا الحالي، حيث غزت الانجليزية الاختراعات، والتكنولوجيا، وأصبحت مطلوبة من الشركات والمؤسسات الخاصة، فهل سيخفت بريق الفرنسية، خصوصا في بلدان المغرب العربي الذي قد غزت مدارسنا ومؤسساتنا وربما أرشيفنا وألستنا..
الواقع أن الفرنسية تواجه تحديًا كبيرًا أمام اكتساح الإنجليزية، خاصة في المجالات العلمية والتكنولوجية.
الإنجليزية أصبحت لغة البحث والابتكار، وهي مفتاح الفرص المهنية والأكاديمية عالميًا.
في المقابل، لا تزال الفرنسية حاضرة بقوة في بلدان المغرب العربي، سواء في التعليم أو الإدارة أو التواصل اليومي، لكن تأثيرها بدأ يتراجع أمام المدّ الإنجليزي.
لا أعتقد أن الفرنسية ستختفي، لكنها بالتأكيد لم تعد اللغة الأجنبية الأولى عالميًا كما كانت في الماضي.
في المغرب العربي، ستظل حاضرة بسبب الإرث التاريخي والواقع المؤسساتي، لكن مع الوقت، قد تتقلص هيمنتها لصالح الإنجليزية،
خاصة مع الأجيال الجديدة التي باتت تدرك أهمية إتقان اللغة العالمية الأولى.
معذرة على الإطالة، بإمكانك تقسيم الأجوبة حسب قدرتك، ولكني وجدتني متفرغة الآن، وخفت أن تهرب الأفكار مني في الغد 😄
مرحبا مجددا 🌺
وبارك الله فيك
لا بالعكس فقد سررتُ بالاجابة على أسئلتك القيمة و مرحبا بأي أسئلة أخرى أختي الكريمة،
شكرا جزيلا لك.