خلافاً لأبطال مسلسل «أشغال شقة جداً» (تأليف شيرين وخالد دياب الذي تولى الإخراج) الذي أثار حفيظة جزء من الجمهور بسبب «جرأة» بعض نكاته، نجا المسلسل الكوميدي المصري «الكابتن» (قصة أيمن الشايب، وتأليف عمرو الدالي، وإخراج معتز التوني ــ (dmc وWATCHIT) لأكرم حسني من هذا «المأزق». صحيح أنّ حسني يكرّر ثيمة «حلال المشاكل» التي حقق عبرها نجاحاً غير مسبوق في مسلسل «الوصية» (مجموعة كتّاب، وإخراج خالد الحلفاوي ــ 2018)، إلا أنّ «الكابتن» الذي يُعرض في النصف الأول من سباق رمضان 2025 ينطوي على تحوّل فني جديد.
في «الوصية»، كان البطل ملزماً بتنفيذ وصية تهدف لإلى تعويض مجموعة من الأيتام عن ظلم تعرضوا له على يد الأب الراحل، وإلا سيخسر إرثه. أما في «الكابتن»، فيأخذ حسني الجمهور في رحلة فانتازية يجسّد فيها شخصية «الكابتن حسام»، قائد طائرة يتعرّض لحادث مروّع ينجو منه، ولكن تطارده ستة أرواح من ضحايا الحادث، مطالبةً إياه بتنفيذ طلباتها، وإلا ستظل تحوم حوله وتفسد حياته.
شهدت الحلقات الأولى من العمل بطأً في الإيقاع، بسبب التمهيد للشخصيات ووصول البطل إلى مرحلة اليأس من التخلّص من الأرواح. لكن مع تقدم القصة وبدء «حسام» في تنفيذ طلبات الأرواح، أصبح الإيقاع أسرع، وانتقلت الأحداث من طلب إلى آخر، ما منح الأبطال الرئيسيين الفرصة لإطلاق الضحكات، بفضل التناقض بين «حسام» والشخصيات الأخرى مثل مساعدَيْه «كريم» (أحمد عبد الوهاب) و«سما» (آية سماحة) اللذين يشاركانه رحلة التخلّص من الأرواح من دون أن يتمكّنا من رؤيتها أو التأثر في وجودها.
قدّم أكرم حسني هذه الكوميديا بذكاء، من دون الحاجة إلى الاعتماد على النكات الجنسية أو التنمّر كوسيلة لإضحاك الجمهور. ومع النجاح الذي حققه حسني حتى الآن في تنفيذ طلبات بعض الأرواح، مثل عمر شرقي وأحمد الرافعي ورحمة أحمد، من المنتظر أن تزداد المواقف المضحكة مع ظهور باقي الأرواح التي تجسّدها مروحة من أهم الممثلين المصريين، أمثال: محمد رضوان، سامي مغاوري، وسوسن بدر.
لم يكتف «الكابتن» في تأكيد احتفاظ صاحب شخصية «أبو حفيظة» بمكانة مميزة في السباق الرمضاني عاماً تلو الآخر، وإنّما قدّم للجمهور أكثر من ممثل كوميدي جديد، على رأسهم أحمد عبد الوهاب الذي يسير بخطوات ثابتة وسريعة إلى مصاف أبرز ممثلي الكوميديا في مصر خلال الفترة الأخيرة، إذ ترك له حسني مساحة كافية للإضحاك، كما فعل هشام ماجد مع مصطفى غريب في «أشغال شقة جداً».