غفرانُ…
مرّت ثلاثُ سنين!
ثلاثُ سنينٍ ولا زال طيفُكِ يسكنُ روحي،
ولا زالت ملامحُكِ محفورةً في وجهي الحزين.
كيف يُمحى من القلبِ من كانَ فيه حياةً؟
كيفَ تُنسى من كانت بسمتها النورَ واليقين؟
يا من زرعتِ الحبَّ في أيامي،
ورويتِ عمري بالدفءِ والحنين،
كيف مضيتِ سريعًا؟ كيف اختطفتِ؟
وكيف للقدرِ أن يجعلني مسكين؟
رحلتِ… وما زالَ صوتُكِ في أذني،
وخطواتُكِ ترنُّ في أركانِ بيتنا الحزين،
أذكُرُ ضحكتَكِ… أذكرُ لمستَكِ،
وأبكي في صمتٍ كأنني طفلٌ سجين.
ثلاثُ سنينٍ، وما جفَّ دمعي،
وما هدأَ القلبُ، وما انطفأ الأنين،
أبناؤكِ يسألونَ عنكِ في صمتٍ،
ويرونَكِ في وجهي المُتعبِ الحزين.
غفرانُ… لو تعلمينَ كم أشتاقُكِ،
وكم يعذبني الليلُ حينَ أستلقي وحدي،
لا أجدُ يدكِ تمسحُ على رأسي،
ولا أجدُ قلبَكِ يأويني من همي الدفين.
رحمَكِ اللهُ يا من كنتِ روحي
يا من كنتِ فرحًا لناظري،
يا من كنتِ أجملَ أيامي،
ويا من بقيتِ في قلبي… رغمَ السنين!
---
٢/٣/٢٠٢٢