كلـ القـرے المجـاورة ولـما اغتنے الزمـار واشتهـر تمنے أنـ يعـود إلے قريتہ وطلبـ منـ الرحالۃ أنـ يذهبـ معہ هناكـ ويقومانـ معـاً بعملـ
حفلۃ كتلكـ الحفلاتـ التيے أقاموهـا فيے القرے المجاورة ولكنـ نصحہ
الرحالۃ بعدمـ الذهابـ لأنـ قريتہ لا فنّ فيها ولا مالـ ولكنـ شوقـ الفتے
لأهلہ وأبنـاء قريتہ جعلہ يلحّـ علے الرحالۃ فيے الذهابـ وبالفعلـ ذهبـ
الاثنانـ معـاً فيے موكبـ مهيبـ وحينمـا وصلـ الشابـ أخـذ يتأملـ ربوتـہ
التيے كانـ يجلسـ عليهـا ويعزفـ أولـ ألحانہ وحينما دخلـ الشابـ اجتمعـ
حولہ الناسـ ولكنـ لرؤيۃ منـ صاحبـ الموكبـ المهيبـ ولما خرجـ عليهمـ
لمـ يعرفوه منـ حسنـ مظهره وثرائہ حينها ابتسمـ الشابـ وأخرجـ نايہ
ولـما انتهے الشابـ منـ لحنہ انتظـر سماعـ صوتـ المصفقينـ ولكنہ لمـ
يجـد حولہ سـوے اثنينـ واحد منهما هو الرحالۃ والثانيے شيخـ عجوز
فقالـ لہ الرحالۃ:إنـ زامر الحيے لا يطربـ وأما الشيخـ العجوز فقال لہ:
"أخطأتـ إذ أتيتـ وأخطأتـ إذ تدنيتـ وأخطأت إذ تمنيتـ" فسألہ الشابـ عنـ
مقصـده، فقالـ الشيخـ الحكيمـ: أمـا الأولے فأخطأتـ إذ أتيتـ منـ أرضٍـ
رحّـبتـ بكـ لأرضٍـ طردتكـ فليسـ بعـد الزيـادة إلا نقصانـ و أمـا الثانيۃ
فأخـطأتـ إذ تـدنيتـ وكانـ يقصـد بقولـہ ذلكـ الرحالۃ الذيے كانـ يعطيہ
ألفـ درهمـ ويكسبـ منـ ورائہ ألفـ دينار وأمـا الثالثۃ فأخطأتـ إذ تمنيتـ
أنـ تجـد الخيـر فيے أهـلكـ بعــد أنـ وجـدتـہ فـيے غـيرهمـ..مقتبسـ