مشوار نبش الذاكرة ...

هي الذاكرة التي تخبأ تحتها صور بعض اللذين قضوا،كم هي موجعة تلك الصور وهي تسير على سطح روحك الشفاف،تحبس دمعا في المقل سالت وكأنها الدم ، هذه الروح التي كانت وفيّة لذاتها ،لدينها ،لوطنها ،لمن أحبت،رحلت الى ربها معذبة،صلاها القريب قبل العدو صليّ النار،مع ذلك ما هانت ولا إستكانت،تذكرته الان أكثر ... تذكرته عندما كان فتاً يتوقد القاً،كيف كان باسما القسمات،حييّ متورد الخدين خجلا من أبسط المواقف،مزينا بالشهامة والرجولة والتضحية، تذكرته عندما كان يخرج من كيس بين يديه حبات الفرولة ويقدمها كرما وحبا لطفل تهادى الى نور عينه شغفا...تذكرته عندما كانت عينيه تهرب حياء عندما كنت احدثه عن الحب،وكيف ينبغي ان يفكر كشاب يحمل البندقية في قضبة يديه، ولا يسقط قبضة قلبه دون أمل في الحياة...تذكرته..عندما كان،وعندما كان يكون،وعندما اصبح كوّنا ورسالة...

يا صاحبي ... الآن،وبعد هذا الزمن الطويل أبَرُّ لك الوعد ... وأنشر في سماء ذكراك المزدحم بعضا من الوفاء..فهل ستسعني ساحتك...وهل تغفر لي غيابي الطويل ؟؟

عصري فياض