من وحيّ زينب
بقلم // عصري فياض
يخيل لي أن الزهراء عليها السلام عندما أنجبت الحوراء زينب،توقفت كل الأقلام عن التدوين،وأن المداد تلاشى،وأن الرقاع قد تبددت،وأن الحناجر قد ذهب صوتها،وأن الألسن قد تيبست،وأن كل حروف اللغات السالفة واللاحقة قد تجمدت،وأن المنابر التي تدفع العبارات والخطب والاشعار إلى الأفئدة والعقول قد غشاها ستار الصمت.... باختصار كل لغات وأدوات التعبير شُلت... اتعلمون لماذا ؟؟
لأن الحوراء قد أٌقبلت ولسانها شجيّ،وقلبها لنديّ،وعيونها التي أبصرت الطف قبل التاريخ، تستعد للرثاء.... وتتهيىء للحادث الجلل... وتأخذ دورها في ملحمة كربلاء العظيمة...
إنها زينب... القلم الذي لا ينضب،والرقاع التي لا نهاية لها،والحنجرة التي لا يتوقف نداؤها،واللسان المعتق بالطهر،والرطب بالذكر الذي لم ولن ييبس،واللغة الخالدة والباقية ما بقيت الأرض والسماء،والمنبر المتربع فوق القلوب والعقول...
إنها زينب،وما أدراك ما زينب... لوحة الحق الباقي... وحنين الغدير والسواقي،
الشفق الأحمر الممتد من الزمان إلى الزمان،لحن كربلاء ومخزون الحب في كل الأكوان...