يقول تعالى: ( ولله العزة ولرسوله وللمومنين )، ويقول عمر بن الخطاب في قولة مشهورة جميلة: " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام؛ فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله"
وقال رِبعي بن عامر مخاطبا رستم قائد جيش الفرس، ومعبِّرا عن العزة التي يريدها الإسلام للبشرية كافة:" نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام".
إن الله تعالى يريد لك بدينه العزة، أي الارتباط بالله وحده وعبادته وحده والتعلق به وحده، ويأبى الانسان – دون شعور منه - إلا الذلَّة.
يَذِلُّ الإنسان حينما يعبد هواه قال تعالى: ﴿اَرَٰٓيْتَ مَنِ اِ۪تَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَو۪يٰهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاًۖ 43﴾سورة الفرقان.
يذِل حينما يتعلق بالمخلوقين، ويذِل حينما يسأل الناس حاجاته، وحين يخافهم أو يطمع في نوالهم، وينسى قوله تعالى في سورة الفاتحة: ( إياك نستعين) ، وينسى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " إذا سألت فاسأل الله ،وإذا استعنت فاستعن بالله " .
ومن الذلة أيضا التعلق بالدنيا ونسيان الآخرة؛ فيُصبح الانسان عبدا للدرهم والدينار، ويذِلُّه الطمع فيتوسل للوصول إلى المال بأي طرق كان حلالا أو حراما، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم: "تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة، إنْ أُعطِي رضي، وإن لم يُعطَ لم يرضَ"