الأرض والفضاء
محاولة تفسير ظاهرة المد والجزر
ظاهرة المد والجزر هي إحدى الظاهر الطبيعية التي ترتبط بارتفاع وانخفاض مياه المحيطات والبحار بسبب تقدم وتراجع تلك المياه، وقد ادرك العلماء مؤخرا أن تلك الظاهرة مرتبطة ارتباطا وثيقا بتاثیر جاذبية النظام الشمسي بوجه عام، و الشمس والقمر على الأرض بوجه خاص فقد ظهرت في القرن الثامن عشر نظرية للعالمي هارولد جیفری و جون جينز حول تلك الظاهرة اشارا فيها إلى تأثير النظام الشمسي في خلق فری نور على كوكب الأرض
وما يؤدي إلى عمليات المد والجزر لكن اليس من العجيب أن نفس هذا الكلام تقریبا سبق أن أشار إليه العالم المسعودي في كتابه مروج الذهب ومعادن الجوهر منذ قرون سبقت هذين العالمين حين نتحدث عن ظاهرة المد والجزر حيث أشار إلى تلك الظاهرة وعرفها تعريفا علميا بتعريفه المد بانه من الماء في نبمنه وسيمنه ومنن جرينه بينما قام بتعريف الجزر بانه رجوع الماء على ضد سنته وانکشاف ما مضى عليه في هيجه و معنی تعریف المسعودي للمد والجزر أن المد هو ارتفاع الماء ارتفاعا ملحوظا
يؤدي إلى تقدمه إلى الأمام ليغمر اليابسة أما الجزر فهو تراجع البحر إلى الخلف ما يؤدي إلى انكشاف اليابسة التي كان يغمرها وهو تعریف علمي لا يختلف اختلافا كبيرا عن التعريف الذي أشار إليه العلماء من بعد ذلك بقرون عن تلك الظاهرة اما الشق الآخر من نظرية هذين العالمين حول اثر جاذبية المجموعة الشمسية وعلى راسها الشمس والقمر فقد اشار إليها المسعودي في نفس الكتاب بقوله وقد تنازع الناس في علة المد والجزر فمنهم من ذهب إلى أن ذلك من القمر لأنه مجانس للماء وهو بسخنه فينبسط فيحدث المد
وهي في الواقع ملاحظة لها قيمتها حول الدور الذي يلعبه القمر في عملية المد كما انه يلاحظ ايضا من كتابات المسعودی انه ند ادرك ان القمر في تمامه بلعب دورا هاما في عملية المد رغم ان تفسيره لهذه العلانة لم يشر فيها إلى تأثير الجاذبية بشكل صريح وواضح لكنها على أية حال ملاحظة ذات اهمية واجتهاد مشکور حول ظاهرة المد والجزر من ناحية اخرى اشار فيما بعد إلى أن القمر لم يكن وحده صاحب التاثير القوى في عملية المد والجزر بل أن الشمس وكواكب المجموعة الشمسية السيارة تلعب هي الأخرى دورا في تلك الظاهرة وقد اشار إلى ذلك بقوله وان الفمر إذا امتلا مي الجو هميا شديدا فظهرت زيادة الماء فسمي ذلك المد شهري
وان هذا البحر تحت معدل النهار آخذا من جهة الشرق إلى الغرب ودور الكواكب المنحيرة يقصد کواکب المجموعة الشمسية السيارة عليه مع ما بساميه من الكواكب الثابتة يقصد الشمس اما احد ابرز الملاحظات التي تشير إلى اكتشاف المسعودی للعلاقة ما بين الأجرام السماوية بظاهرة المد والجزر وتوصله إلى تلك الحقيقة التي لم تتاكد علبا إلا بعد قرون وهي ظاهرة تمدد الأجسام بالحرارة وانكماشها بالبرودة ودور تلك الظاهرة في عملية المد والجزر، حيث قال وقد تنازع الناس في علة المد والجزر فمنهم من ذهب إلى ان ذلك من القمر لأنه مجانس للماء وهو يسخنه نينبسط، وشبهوا ذلك بالنار إذا سخنت ما في القدر وغلته فإذا غلا الماء البسط في القدر وارتفع وتدافع حنى يفور فتضاعف كمينه في الحس وينتقص في الوزن لأن من شروط الحرارة ان نبسط الأجسام
وإن شروط البرودة أن تضمها ويلاحظ هنا أن المسعودي قد اشار بوضوح نام إلى ظاهرة تمدد الأجسام بالحرارة وانكماشها بالبرودة والتي اعدها علماء الغرب بالتجارب العلمية منذ القرن الثامن عشر على يد العالم بويل ونود ان نشير هنا إلى أن ابناؤنا عندما يدرسون الخصائص الفيزيائية للأجسام فان ما يتعلق بالنظريات المرتبطة بها تنسب إلى علماء الغرب متجاهلين دور علماء العرب والمسلمين في فان ما يعرفه أبناؤنا حول قانون بویل الذي يربط العلاقة بين إحجام واوزان المواد تحت تاثير الحرارة والتي تتناسب عكسيا حيث يشير قانون بويل إلى أن الغازات تحت تأثير الحرارة تمدد فينزلید حجمها مقابل تناقص وزنها
وان تلك العلاقة بين الأوزان والأحجام نرتبط ارتباطا وثيقا بالضغط فمن المثير للاهتمام أن المسعودی اكتشف تلك الحقيقة نبل بويل بقرون حيث انه اشار فيما سبق إلى أن ازدياد حجم بخار الماء الغازات مع تناقص الوزن تحت تاثير الضغط والحرارة حيث انه اشار وبوضوح تام إلى ظاهرة تمدد الأجسام بالحرارة انبساط وانكماشها بالبرودة انضمام من ناحية أخرى فان القزويني في كتابه آثار البلاد واخبار العباد اشار هو الآخر إلى دور القمر في ظاهرة المد والجزر حيث يقل 1 فان القمر إذا صار في أفق من آفاق البحر اخذ ماؤه في المد مقبلا مع القمر
ولا يزال كذلك إلى أن يصير القمر في وسط سماء ذلك الموضع فإذا صار هناك انتهى المد منتهاه فإذا انحط القمر من وسط سمائه جزر الماء ولا يزال كذلك راجعا إلى أن يبلغ القمر مغربه فعند ذلك ينتهي الجزر متهاه فإذا زال القمر عن مغرب ذلك الموضع ابندا المد مرة ثانية إلا أنه اضعف من الأولى ثم لا يزال كذلك إلى أن يصبر القمر في وند الأرض فحينئذ ينتهي المد منتهاه للمرة الثانية في ذلك الموضع ثم يبندي بالجزر والرجوع ولا يزال ذلك حتى يبلغ القمر افق مشرق ذلك الموضع فيعود المد إلى مثل ما كان عليه اولا
فيكون في كل يوم وليلة بمقدار سير القمر فيهما في ذلك البحر مدان وجزران وحول نفس الموضوع كتب ابو القاسم عبيد الله بن عبد الله الملقب باسم ابن خرداذبه في كتابه المسالك والممالك ما يلي فذكروا انه إنما يكون في بحر فارس یعنی الخليج العربي على مطالع القمر وانه لا يكون في البحر الأعظم بعنى المحيط الهندي إلا مرتين في السنة مرة يمد في شهور الصيف شرنا بالشمال ستة اشهر فإذا كان ذلك طما الماء في مشارق البحر بالصين وانحسر عن مغارب البحر ومرة يد في شهور الشتاء غربا بالجنوب منة اشهر
أهــلآ وألف
