صرت أشعر أن طعم الكراميل المرّ كالهواء الذي أتنفسه
أقبّل النّسيان يوميا لكي لا أرتجف إثر صقيع الذكريات
أبتسم بهدوء في صخب لأناس لا أعرفهم
فقط جمعنا المكان
لكنني صرت كشبح مرئي يزور الحفل فيثير الإهتمام
أتردد إلى هنا لأبتسم وأخفي ندبات القلب الباكي
أحمل القطع المعدنية في جيبي الأيسر
لكي أشحذ دعوة بدون طلب من صاحبة الوزرة البيضاء هنـــــاك
كلما ناولتني المنديل لأمسح الماء من على جبيني
لا أتطفّل باندفاع على المسافرات في هذه المحطّة المكتظّة
لأني أخاف من التعوّد في زمن الفراق
وماذا بعد أيّها الفيلسوف الوسيم ؟
هههههه .. لا أحجز المقعد لرفيقة غائبة ستأتي
لهذا يمكنك الإقتراب أكثر .. هههههه
هههههههههههه .. بكل فرح فهناك شيء يجذبني أيها الخطير
أسلوب خطير لاستدراج رفيقة تائهة أيها المحتال
أليس كذلك
بالعكس فأنا بريء أيّتها الأميرة المبتسمة
في الأغلب أتلقى طلبا لممارسة دور الحبيب من عابرة هنا بلغة العيون
وأحيانا أخرى بالكلمات المباشرة في تحيّة
وبطبيعة الحال تستغل الفرصة أيها الذكي
أقبل وأتسامر مع الحبيبة في القصة القصيرة
وفور أن تسألني عن الأجر أبتسم وأمتنع عن دور الخروف في الخاتمة
هههههه .. كم أنت غريب .. لكنك كعنصر التشويق في فيلم رومانسي
وفيما تكمن الغرابة أيتها الممثّلة الجميلة ؟
لا تنعتني بالممثّلة فطبيعتي صادقة جدا
أكثر مما تتصور
لكن لا بد لك من لقب
أو لك أن تشرّفيني باسمك لنتجاوز الألقاب
إسمي ياسمين
لكن أفضّل أن تدعوني بضحيّة الفيلسوف الوسيم
هههههه .. أنتظر الخاتمة بشغف .. فقد أكملت العرض للتوّ
نظرت إليّ بعيون عسلية .. وساد الصمت قرابة دقيقة
لمحت ذاك الحوار في جبّ دواخلها
بل كان صراعا بين ألفي سؤال وأجوبة مفقودة
فتعالى الحزن ربّما إثر جرعة احتقار إنعكس من لساني
تداركت طقس استحضارها لطيف ضمير حيّ أزعجت سباته
أتعلمين ؟
قلت هذا بعد أن أمسكت بيدها
أراك شمسا يا ياسمين
وكما تعلمين أن كل ثروة الكون لا تساوي إطلالة بررّاقة
فابتسمت وحاولت أن تقول شيئا لولا أن قاطعتها متعمّدا
وسألتها عن نوع البيتزا المفضّل إليها أو أيّا كان ما تحب طلبه
لكنّها فضّلت العشاء على ضوء الشموع
.