اختلف الوضع في سوريا حول مراكز الثقل الحضاري في تدمر ودمشق وغيرها في كونه شبه صحراوي اقرب الى الجفاف
وعليه فقد ساعد هذا الوضع بالمحافظة على ثبات البيئه لعدم انتشار الزراعة وكذلك فان الاودية الواسعة والمسطحات
المنبسطة لا تشجع على التعرية كما هي الحال في لبنان وهناك عنصر مهم آخر :فعبر التاريخ الطويل لسوريا منذ حوالي
عشرة الاف سنة تعاقبت عليها موجات المستعمرين دون انقطاع مما لم يساعد كثيرآ على زراعة الارض وفلاحتها واستغلال
خيراتها بشكل دائم ولذا ففي مجدها ابان الحكم الروماني وفي اوجه ايام العرب ابتدأت عوامل ضرب البيئة وذلك لازدهار
الزراعة والتجارة واستغلال ثروات الارض بشكل غير مدروس تمامآ ا,وانا الاثار الموجودة في منطقة انطاكية تشير الى
انه كان ما لا يقل عن 175 مركز ثقل سكاني في تلك المنطقة بينما لا نجد الان اكثر من عشرة مراكز كما وتدل هذه الاثار
على تراكم الطمي وترسبات الهضاب المجاورة واندثار مدن كثيرة تحت الغطاء الترابي بفعل نفخ الرياح عبر الحقول
المزروعة والمفلوحة وان المنطقة الصخرية المكشوفة بين انطاكية وحماه وحلب لاكبر دليل على عملية التعرية الي سيطرت
هناك والمنحى نفسه ينطبق كذلك على مراكز الحضارة في الجنوب السوري في فلسطين والاردن حيث كانت جرش
والبتراء والكرك وهي الان اراض صحراوي او شبه متصحرة