وان التصحر في الوطن العربي له تاريخ مديد جدآ حيث يذكر المؤرخون ان منطقة الصحراء الكبرى كانت آهلة بالسكان
ما بين عامي 6000-4000 قبل الميلاد لتربية المواشي حتى عام 1000 قبل الميلاد وحوالي 460 قبل الميلاد واصبحت
الماشية خاصة الابقار والخيول غير قادرة على تحمل الظروف البيئية فخفف او بطل استعمالها واستبدلت بالجمال التي
استجلبها الرومان اواسط اسيا ومثال اخر هو ما الت اليه بعض اراضي العراق التي كانت تقوم عليها حدائق بابل اذ كان لنشاط
الانسان الزراعي اليد الطولى في تحويلها الى اراضي ملحية لا تجود الا بالقليل من المزروعات ,وتبرزو خطورة التصحر
في وقتنا الحاضرة على اشدها اذا ما اخذنا بعين الاعتبار الامن الغذائي لمواجهة التضخم السكاني المتزايدة خاصة في البلاد
القليلة النمو او التي في طور النمو وهي الحال في وطننا العربي حيث يقارب المعدل الوسطي للنمو السكاني 3 بالمائة مما
سيجعل عدد السكان يناهز 280 مليون نسمة حوالي مفترق القرن سنة 2000 واذ تحتل الارض العربية مساحة تقارب اربعة
عشر مليون كلم مربع فان معظمها جافة وشبه جافة والمؤسف انها تضم ما يقارب ثلث الاراضي المتصحرة في العالم اذ تقارب
مساحتها من 11 مليون كلم مربع اي اكثر من 66 بالمائة من الارض العربية .