هو لا يعلم أنني أدخل صفحته كل يوم ، أمضي فيها وقتاً أطول حتى من الوقت الذي أمضيه في صفحتي ..
دون أن أجعله يشعر بذلك ، أتسلل كلص وأترك حذائي خارجاً ، أصعد فوق جداره الأزرق وأتشبث به جيداً ، وأحاول ألا أسقط ، أتنقل بين منشوراته ذهاباً وإياباً وأطوف بصوره ، أتأملها خلسة وأسرق أغلبيتها، أقرأ كل حرف يصدر منه ، أشتمه كثيراً دون أن يسمعني ..
أقرأ منشوراته لأكثر من عشر مرات وأوهم نفسي أنه كان يفكر بي في لحظة كتابتها ، حتى إذا تحدث عن نوع جديد من البكتيريا أو نبتة غريبة باحدى غابات الأمازون ..
أقرأها كلها دون أن أشعر بالملل
أدخل للتعاليق أقرأها مرات عدة ، أدخل لصفحات أصدقاءه ، أتأكد أنهم تافهون ومملون ولا يمكنهم أن يغروه البتة ..
أرى صورهم ، أبصق عليها أحرقها وأنسف رمادها خارجةً ..
أتمنى أن أعذبهم واحداً واحدة ، وأركل العالم من حوله ..
أكتب له كثيراً ، أعيد قراءة ما كتبت ، أنقحه ، أعدله ثم أشعر بأنه تافه فأتراجع عن فكرة إرساله ..
أراقب تحركاته ، حالته النفسية ، ساعة دخوله لصفحته ، وساعة خروجه ..
أحاول جاهدةً ألا أترك أي أثر يدل على تواجدي الدائم بها ..
فأنا لا أهتم لأمره ، لا أهتم أبداً !