وبعد ولادته بشهر أو شهرين تتطور وتنمو أعصاب الطفل الواصلة بين عينيه ودماغه وعندها "يرى" أمه. ونتيجة لرؤيته المتكررة لها،
وللأشياء حوله، يتطور مركز ذاكرة الرؤية في الدماغ، وتسجل انطباعات الرضيع عن أمه في هذا المركز كذكريات، فيتمكن الطفل من "التعرف" على أمه.
وبمجرد أن تلاحظ الأم تعرف رضيعها عليها تبدأ وبشكل متكرر في الإشارة إلى نفسها وقول كلمة "ماما" في الوقت نفسه.
وفي البداية لا يستطيع الرضيع أن يسمع، ولكن أعصابه تنمو تدريجيا ثم "يستمع" إلى الصوت "ماما"،
ومع التكرار يترسخ هذا الصوت في ذاكرته، ثم يتذكره و"يفهم" معنى كلمة "ماما" بعد ذلك.
وتبدأ الأم بعد ذلك في تعليم طفلها الكلام. انها عندما تكرر كلمة ماما المرة تلو الأخرى يحدث ما يلي :
يحدث ربط في الدماغ بين صورة الأم في مركز الرؤية والصوت "ماما" في مركز السمع، وعندها لا يتعرف الرضيع فقط على وجه أمه بل يفكر في الصوت "ماما" عندما يراها،
ويتعرف عليها. ثم يبدأ الطفل اثر ذلك في تقليد أمه، وهو يقلد شكل الكلمة قبل أن يقولها في البداية. وبعد أن يحاول قول هذه الكلمة مرات كثيرة
يحرك الرضيع عضلاته الصوتية عندما يرى أمه، ثم يتمكن في النهاية من قول كلمة ماما، فتتباهى الأم قائلة : ان طفلي بدأ يتكلم حقا !