-[ص: فصل
لتأول (أن) ومعموليها بمصدر قد تقع اسما لعوامل هذا الباب مفصولا بالخبر, وقد تتصل بـ (ليت) سادة مسد معموليها, ويمنع ذلك في (لعل) , خلافا للأخفش.
وتخفف (أن) , فينوي معها اسم لا يبرز إلا اضطرارا, والخبر جملة اسمية مجردة, أو مصدرة بـ (لا) , أو بأداة شرط, أو بـ (رب) , أو بفعل يقترن غالبا إن تصرف ولم يكن دعاء بـ (قد) , أو بـ (لو) , أو بحرف تنفيس, أو نفي.]-
ش: مثال وقوعها اسما لهذه العوامل قولك: إن عندي أنك فاضل, وكأن في نفسك أنك فاضل. وذكر المصنف في الشرح أنه يلزم الفصل بالخبر بين أحد هذه العوامل و (أن). وهذا مذهب س, قال س: ((ألا تري أنك لا تقول: إن أنك ذاهب في الكتاب, ولا تقول: قد عرفت أن إنك منطلق في الكتاب؛ وذلك أن (أن) لا يبتدأ بها)).
وذهب الأخفش إلي أنه يجوز: لعل أنك منطلق, ولكن أنك منطلق, وكأن أنك منطلق. قال الجرمي: وهذا كله رديء في القياس لأن هذه الحروف إنما تعمل في المبتدأ, و (أن) لا يبتدأ بها.
وأجاز هشام: إن أن زيدا منطلق حق, بمعني: إن انطلاق زيد حق. وأجاز الكسائي والفراء إدخال (أن) , وأنشد الكسائي:
وخبرتما أن إنما بين بيشة ونجران أحوي, والجناب رطيب
قال الفراء: ((أدخل أن علي إنما)).
وقال الفراء: ((لو قال قائل (أنك قائم يعجبني) جاز أن تقول: إن أنك قائم يعجبني)). وهذا بناء من الفراء علي أن (أن) يجوز الابتداء بها, وقد تقدم ذلك من مذهبه ومذهب الأخفش وغيرهما في (باب الابتداء).
وقوله وقد تتصل بـ (ليت) سادة مسد معموليها مثاله قول الراجز:
يا ليت أنا ضمنا سفينة حتى يعود الوصل كينونه
وقول الآخر:
/ فيا ليت أن الظاعنين تلفتوا ... فيعلم ما بي من جوي وغرام
وقول الآخر, أنشده أبو علي الهجري:
ألا ليت أني قبل بينك خيض لي ببعض أكف الشامتين سمام
وقول الآخر:
صغيرين, نرعي إليهم, يا ليت أننا إلي اليوم لم نكبر, ولم تكبر إليهم
وجاء بزيادة الباء في (أن) , قال:
ندمت علي لسان كان مني فليت بأنه في جوف عكم
ودخول (ليت) علي (أن) شاذ في القياس, لكنه كثير في السماع, قال الفراء: جاز ذلك لأن معناها: وددت. وسدت (أن) وصلتها مسد اسم (ليت) وخبرها, كما سدت مسد مفعولي (ظن) , كقوله تعالي: {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا رَبِّهِمْ} , وكما سدت مسد المبتدأ والخبر في نحو: {ولَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا} علي مذهب س.
وفي (البسيط): وفيه الخلاف الذي في: ظننت أن زيدا قائم, فرأي الأخفش أن الخبر محذوف, كما أن المفعول الثاني محذوف, ورأي س أنها سدت مسد المفعولين في (ظننت) , فكذلك هنا.
وفي (الغرة): تكتفي (ليت) بـ (أن) مع الاسم, ولا تكتفي بـ (أن) مع الفعل عند المحققين, كذا نص ابن السراج, وهما مصدران, وذلك لظهور الخبر مع (أن).
وقوله ويمنع ذلك في (لعل) , خلافا للأخفش أجاز: لعل أن زيدا
قائم, بغير فصل بين (لعل) و (أن) , وقد تقدم أنه أجاز ذلك أيضا في (لعل) و (كأن). وقال المصنف وغيره: عامل الأخفش لعل معاملة ليت, ومباشرة ليت لـ (أن) شاذة, والقياس يقتضي المنع, لكنه جاء به السماع, فقبل, فلا يقاس عليه.
وقد أدخل بعضهم (أن) علي المضارع مفي خبر لعل, فقال: لعل زيدا أن يقوم, قال الشاعر:
لعلك يوما أن تلم ملمة عليك من اللائي تركنك أجدعا
فقيل: شبهت لعل بـ (عسي) , كما شبه ليت بـ (وددت). وقيل: في الكلام محذوف, تقديره: لعلك صاحب الإلمام. وقيل: جعل الجثة الحدث علي سبيل الاتساع, كما قال:
................. فإنما هي إقبال وإدبار
وقيل: الخبر محذوف, تقديره: لعلك تهلك لأن تلم ملمة, فحذف, و (أن) مفعول له.
وهذه الأقوال ليست بشيء, ولو كان لم يرد في ذلك إلا هذا البيت لتؤول, ولكن جاءت منه أبيات كثيرة جدا حتى يكاد ينقاس زيادة (أن) في المضارع الواقع خبرا لـ (لعل) , قال الشاعر:
/ فعلك أن تنجو من النار إن نجا مصر علي صهباء طيبة النشر
وقال:
علك أن تذهب بعض الذي بقلبها من طول هذا التحير
وقال الفرزدق:
لعلك يوما أن يساعفك الهوي ويجمع شعبي طية لك جامع
وقال آخر:
لعلك يوما أن تود لو انني قريب, ودوني من حصي الأرض مخفق
وقال:
لعلك أن تلوم النفس يوما وتذكرنا وقد علن الصخاب
وقد تعرض المصنف في الفص وشرحه لهذه المسألة في أثناء هذا الباب.
وقوله وتخفف أن كان المناسب أن يذكر تخفيف أن وكأن عند ذكره تخفيف إن ولكن.
وقوله فينوي معها اسم قال المصنف في الشرح: ((وتخفف (أن) فلا تلغي كما تلغي (إن) المخففة)) انتهي. ويوجد في بعض كتب النحو أن (أن) إذا خففت ألغيت, ولا يعنون بذلك إلا أنها لا يظهر لها عمل لا في
مظهر ولا في مضمر مثبت, بل في مضمر محذوف علي ما سيبين.
فإن قلت: ما الذي أحوج إلي تقدير اسم لها محذوف وجعل الجملة بعدها في موضع خبرها؟ وهلا ادعيتم أنها ملغاة, ولم تتكلفوا حذفا؟
فالجواب: أن سبب عملها الاختصاص بالاسم, فما دام لها الاختصاص ينبغي أن يعتقد أنها عاملة, وكون العرب تستقبح وقوع الأفعال بعدها حتى تفصل لأجل ذلك بينها وبين الأفعال بالحروف التي يأتي ذكرها إلا أن تكون تلك الأفعال مشبهة بالأسماء لعدم تصرفها دليل علي أنها عندهم باقية علي اختصاصها, ولذلك لما حذفوا الضمير استقبحوا مباشرة الأفعال لها, ففصلوا بينهما إلا في ضرورة أو في قليل من الكلام لا يلتفت إليه.
قال بعض أصحابنا: فإن قلت: لعل سبب الفصل جعل تلك الحروف عوضا من الضمير المحذوف.
فالجواب: أنه لو كان ذلك السبب لزم الفصل بينها وبين الجمل الاسمية, وهم لا يفعلون ذلك.
وقال ابن هشام: ((فتراهم إذا ذكروا الجملة الابتدائية لم يعوضوا من المحذوف, نحو: علمت أن زيد قائم. قيل: قد تكلم علي هذا س, وقال: (لأنهم لم يخلوا به ههنا؛ لأنهم ذكروا بعده المبتدأ والخبر, كما كانوا يفعلون لو شددوا, فأما/ إذا حذفوا وأولها الفعل الذي لم يكن يليها فكرهوا أن يجمعوا عليها الحذف ودخول ما لم يكن
يدخل عليها مثقلة, فجعلوا هذه الحروف عوضا). وبهذا استدل س علي أنها إذا خففت لم تدخل في حروف الابتداء لأن هذا التعويض إنما كان لحذف اسمها, فلو كانت ابتدائية لم يحذف لها اسم, فلم يكن تعويض كما لم يكن في (إن) المكسورة ولا في (لكن) ولا في سائر حروف الابتداء)) انتهي. ومما يبين لك أنها عاملة ظهور عملها في ضرورة الشعر علي ما سيأتي.
وأجاز س أن تلغي لفظا وتقديرا كما ألغيت (إن) إذا خففت, وتكون حرفا مصدريا, ولا تعمل شيئا كبعض الحروف المصدرية, قال س: ((ولو خففوا (أن) , وأبطلوا عملها في المظهر والمضمر, وجعلوها كـ (إن) إذا خففت, لكان وجها قويا)) انتهي.
وقوله لا يبرز إلا اضطرارا مثال ذلك قول الشاعر:
فلو أنك في يوم الرخاء سألتني طلاقك لم أبخل وأنت صديق
وقول الآخر:
لقد علم الضيف والمرملون إذا اغبر أفق, وهبت شمالا
بأنك ربيع وغيث مريع وأنك هناك تكون الثمالا
وقال بعض شيوخنا: يجوز أن يظهر عملها إذا خففت على ضعف, نحو: علمت أن زيدًا قائم, قال: وأكثر ما يكون هذا في الشعر, وأطلق بعض أصحابنا جواز إعمالها مخففة في الاسم الظاهر من غير اضطرار ولا ضعف.
ونقل صاحب (رؤوس المسائل) منع إعمالها عن الكوفيين, قال: وأجازة البصريون, وينبغي أن يخصص هذا الجواز بما ذكروه من العمل في مضمر محذوف, ولا يلزم أن يكون ذلك الضمير المحذوف ضمير الشأن كما زعم بعض أصحابنا, بل إذا أمكن عوده على حاضر أو غائب معلوم كان أولى, ولذلك قدره س في قوله:} وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} كأنه قال: أنك قد صدقت, وفي قولهم: أرسل إليه أن ما أنت وذا؟ أي: بأنك ما أنت وذا؟ وفي قولك: كتبت إليه أن لا تقول ذلك, بالرفع, أي: أنك لا تقول ذلك.
وفي (البسيط): "وأما عملها في غير المضمر فلم يسمع, وأظن أنه قد قرئ في الشاذ:} وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا} حملًا على كأن", وقال أيضًا: "وإذا كان اسمها غير ضمير الشأن فهل يكون الخبر معرفًا؟
فيه نظر" انتهى, يعني إذا حذف وكان غير ضمير الشأن.
وقوله والخبر جملة اسمية مجردة مثاله: علمت أن زيد قائم, وهذه الجملة الاسمية المجردة قد تصدر بالمبتدأ كما مثلنا به, قال المصنف: "نحو} وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين {, أو بخبر كقول الشاعر:
في فتية كسيوف الهند قد علموا أن هالك كل من يخفي وينتعل"
انتهى.
وقد نص س على أن قولك "قد علمت أن زيد منطلق" لا يكادون يتكلمون به بغير الهاء, بخلاف: قد علمت أن لا يقول, لأن (لا) عوض من الهاء, فعلى هذا يكون تمثيل أصحابنا "علمت أن زيد قائم" قليلًا جدًا.
وقوله أو مصدرة بـ (لا) أو بأداة شرط, أو بـ (رب) أمثلة ذلك قوله تعالى:} وَأَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ {, وقوله تعالى:} أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ {, وقول الشاعر:
فعلمت أن من تثقفوه فإنه ... جزر لخامعة وفرخ عقاب
وقوله:
تيقنت أن رب امرئ خيل خائنًا أمين وخوان يخال أمينا
وقوله أو بفعل يقترن غالبًا إن تصرف ولم يكن دعاًء بـ (قد) مثاله:} وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا {, و} أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} في أحد التأويلين, وقال زهير:
دار لسلمى إذ هم لك جيرة وإخال أن قد أخلقتني موعدي
وقول الشاعر:
ألم تعلمي أن قد تجشمت في الهوى من أجلك أمرًا لم يكن يتجشم
وقوله أو بـ (لو) مثاله} تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ {,} أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ} , وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَة} ,} أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا {.
وقوله أو بحرف تنفيس مثاله:} عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى} وقوله أو نفي مثاله} أَفَلا يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ {,} أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ
عِظَامَهُ {,} أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) {.
وقد أطلق المصنف في قوله "أو بحرف نفي", وقد مثلنا بورود ذلك في (لا) و (لن) و (لم) , ولا يحفظ ذلك جاء في (ما) ولا في (إن) ولا في (لما) , فينبغي ألا يقدم على جواز ذلك حتى يسمع, على أن بعض شيوخنا مثل جواز ذلك بـ (ما) , نحو: علمت أن ما يقوم زيد, وفي (الغرة): وقياس الماضي أن تنفيه بـ (ما) كيلا يلتبس بالدعاء, فتقول: علمت أن ما قام.
واحترز بقوله غالبًا مما ورد بغير فصل, وقد اختلف النحويون في ذلك: فذهب بعضهم إلى أنه لا يرد بغير فصل إلا في ضرورة الشعر, وقال بعضهم: الأحسن الفصل, وقال بعض شيوخنا: إنه يجوز في ضعيف من الكلام حذف قد والسين وسوف في الإيجاب, وقال س: "واعلم أنه ضعيف في الكلام أن تقول: علمت أن تفعل ذلك, أو: علمت أن فعل ذلك, حتى تقول: ستفعل, وقد فعل" انتهى.
قال بعض أصحابنا: "تضعيف س إنما هو ضعف قياس, ولم يجئ في كلامهم إلا ضرورة" انتهى.
وقال بعض أصحابنا: لا يجوز ترك الفصل إلا في ضرورة الشعر أو
قليل من الكلام ينبغي ألا يقاس عليه, ومن شواهد "علمت أن فعل" قوله:
وحدث بأن زالت بليل حمولهم كنخل من الأعراض غير منبق
وحكي المبرد عن البغداديين: أردت أن يقوم زيد, بلا عوض, وأما قوله تعالى:} لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّه عَلَيْنَا} فهي مصدرية, وقاله المازني, وزعم أبو علي الفارسي أنها مخففة من الثقيلة, استغنوا بـ (لا) قبلها عن العوض.
ومما جاء بغير فصل قوله:
علموا أن يؤملون, فجادوا ... قبل أن يسألوا بأعظم سول
وقول الآخر:
يحسب حاديهم إذ ابترعوا ... أن لا يجوزون وهم قد أسرعوا
وقول الآخر:
إني زعيم يا نويـ ـقة إن أمنت من الرزاح
ونجوت من عرض المنون ... من الغدو إلى الرواح
أن تهبطن بلاد قوم, ... يرتعون من الطلاح
وقول الآخر:
يا صاحبي, فدت نفسي نفوسكما ... وحيثما كنتما لاقيتما رشدا
أن تحملا حاجة لي, خف محملها وتصنعا نعمة عندي بها ويدا
أن تقرآن على أسماء, ويحكما مني السلام وأن لا تشعرا أحدا
وقول الآخر:
أبينا, ويأبى الناس أن يشترونها ومن يشتري ذا علة بصحيح
وقول الآخر:
ونحن منعنا بين مر ورابغ من الناس أن يغزى, وأن يتكنف
وقول الآخر:
وإني لأختار القوا طاوي الحشا محاذرة من أن يقال: لئيم
روي بنصب (يقال) ورفعه, حكي الروايتين فيه أبو بكر بن الأنباري
في كتاب (الواضح) له, وقول الآخر:
إذا كان أمر الناس عند عجوزهم فلا بد أن يلقون كل بتوت
ومما جاء من ذلك في قليل من الكلام قراءة مجاهد:} لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} برفع} يُتِمُّ {.
وهذا الذي أوردناه من رفع الفعل بعد (أن) بلا فصل ما كان قبل (أن) فيه فعل قلبي فهي (أن) المخففة من الثقيلة, وما كان قبلها فعل غير قلبي فهي عند الكوفيين المخففة من الثقيلة, وعند البصريين هي الناصبة للمضارع, أهملت حملًا على (ما) أختها, وقد أطلنا الكلام على ذلك في كتاب (التكميل) في (باب إعراب الفعل وعوامله).
واحترز بقوله إن تصرف من الفعل الجامد, فإنه لا يفصل بينهما, نحو قوله تعالى:} وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى {,} وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ {, وقال:
أن يعم معترك الجياع إذا خب السفير وسابيء الخمر
واحترز بقوله ولم يكن دعاء منه إذا كان دعاء, فإنه لا يفصل بينهما, مثاله {وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ}.
وقد تكرر للمصنف الكلام على (أن) المخففة, فذكره هنا, وذكره في "باب إعراب الفعل وعوامله", قال في هذا الباب: "وينصب بأن ما لم تل علمًا أو ظنًا في أحد الوجهين, أو شرطية, أو مصدرة برب, أو فعل يقترن غالبًا -إن تصرف ولم يكن دعاء- بـ (قد) وحدها, أو بعد نداء, أو بـ (لو) , أو بحرف تنفيس, أو نفي", وزاد هنا "أو بعد نداء".
ونقص هنا عن ذلك "أن تكون مصدره بلا", نحو {وَاَّن لَا إِلَاهَ إِلَّا هُوَ} , وعذر المصنف في تكراره أنه لم يصل في الشرح إلى (باب إعراب الفعل) , ولو وصل إليه لأسقط هذا الذي تكرر, والله أعلم.
ولابن هشام تفصيل في دخول (أن) الخفيفة من الثقيلة على الجملة, قال: "إذا حذف اسمها كان خبرها جملة اسمية أو فعلية لا مفردًا, إن كان اسمية ففي الإثبات على حالة: علمت أن زيد قائم, وفي النفي: علمت أن ما زيد قائم, وإن كان فعلية مصدره بماض مثبت لزمه (قد): علمت أن قد قام زيد, أو منفي لزمته (ما): علمت أن ما قام زيد, أو حال مثبت لم يتغير حكمه: علمت أن يقوم زيد, أو منفي فـ (ما): علمت أن ما يقوم زيد, أو مستقل موجب لزمته السين أو سوف, أو منفي لزمته (لا) , وهذا اللزوم عوض ظهور الاسم, وقد رأى بعض النحويين أن هذا على الأكثر والأصح, ويظهر من كلام س" انتهى ملخصًا.
-[ص: وتخفف (كأن) فتعمل في اسم كاسم (أن) المقدر, والخبر جملة اسمية, أو فعلية مبدوءة بـ (لم) أو (قد) أو مفرد, وقد يبرز اسمها في الشعر وقد يقال: (أما إن جزاك الله خيرًا) , وربما قيل: أن جزاك, والأصل: أنه.
وقد يقال في لعل: عل, ولعن, وعن, ولأن, وأن, ورعن, ورغن, ولغن, ولعلت.
وقد يقع خبرها (أن يفعل) بعد اسم عين حملًا على (عسى) , والجر بـ (لعل) ثابتة الأول أو محذوفته, مفتوحة الآخر أو مكسورته, لغة عقيلية.]-
ش: قوله كاسم أن المقدر يعني أنه لا يلزم أن يكون اسمها المحذوف ضمير الشأن.