سعيد سالم : غير راضٍ عن الإنتاج الحالي وخشمي راكور ما حد يعرفني من غيره!
كتبت: خلود أبو المجد
على الرغم من شهرة الفنان الإماراتي سعيد سالم القريبة، إلا أنه يمتلك الكثير من الأعمال ذات القيمة الفنية الكبيرة، فهو فنان على قدر عال من الثقافة التي تتماشى في نفس التوقيت مع خفة الدم والقدرة على إضحاك من أمامه بمنتهى السهولة.
سعيد سالم لديه العديد من المشاريع الفنية هذه الفترة ومنها مشاركته مع نخبة من نجوم الكويت في مسلسل «حريم بوسلطان» من انتاج شركة «فروغي»، والذي كشف عن تفاصيله، خلال حلوله ضيفا على «ديوانية الأنباء»، حيث تواصل مع القراء وأجاب عن جميع الاستفسارات برحابة صدر، مؤكدا أن «خشمه» كان يميزه في مسلسل «الحيالة»، وقال: «خشمي راكور ماحد يعرفني من غيره»، كاشفا عن العديد من الأمور الشائقة، فإلى التفاصيل:
حدثنا عن بداياتك؟
٭ أحب أولا أن أشكر جريدة «الأنباء» على استضافتها المميزة لي، فهي من أكثر الصحف اليومية التي أحرص على متابعتها، أما عن البداية فقد جاءت منذ كان عمري تسع سنوات ومشاركتي مع مدرستي في المعسكرات الصيفية والمخيمات الكشفية، لكن عمي الكبير جمعة كان هو السبب في حبي للفن والكوميديا، فكنت منذ صغري أراه الكوميديان الأول في حياتي، لأنه كان يملك العديد من المواهب، فهو يقلد كل من حوله ويغني ويدبر المقالب في الآخرين، وكنت متعلقا به جدا، فهو الشخص الذي يبسط المرح في أي مكان يتواجد به، وبخلاف هذا تأسست منذ صغري في فرقة فنون شعبية، كان جدي الكبير هو صاحبها، وتوارثناها في العائلة حتى وصلت لي، وحينها تم افتتاح تلفزيون الكويت من دبي، وكانت تعرض به العديد من المسرحيات الكويتية مثل «أجلح وأملح»، و«شرباكة» و«أم عليوي» وغيرها، وكنت عاشقا للأفلام القديمة وخاصة إسماعيل ياسين، من هنا بدأت علاقتي بالفن.
مسلسلك الآن من إنتاج طارق العلي.. فمتى يجمعكما عمل مسرحي؟
٭ دائما ما أبحث عن الدور الذي يشبع رغبتي ويقنعني، فلا أقدم دورا وأمثل لأجل التمثيل ولكن من أجل رسالة، وهذه الرسالة يجب أن أكون في البداية أنا شخصيا مقتنعا بها حتى أتمكن من إيصالها للجمهور، فإن كان هناك أي دور تنطبق عليه هذه المواصفات مع طارق العلي سأقوم بتنفيذه فورا، لأن طارق أخ وصديق وفنان إنسان.
ولماذا غائب عن المسرح الجماهيري منذ فترة؟
٭ بالفعل في الكويت لم أقف على خشبة المسرح الجماهيري ولا مرة، لكن العام الماضي كانت لي مشاركة في أحد الأعمال المسرحية الأكاديمية ضمن أحد المهرجانات المسرحية، وكان بالفعل آخر مشاركاتي في المسرح الجماهيري عام 2007 في مسرحية «مولاي يا مولاي» التي قمت بعرضها على مسرح أم القيوين وهو المكان الذي قمت بتأسيسه.
وكيف كان التعاون مع الفنان الكبير عبد الحسين عبد الرضا؟
٭ بوعدنان من أفضل فناني الخليج الذين تعاونت معهم، فأعمالي معه «الحيالة» و«ابو الملايين» من أكثر الأعمال الدرامية المقربة لقلبي، فـ «الحيالة» هو من صنع شهرة سعيد سالم، ومازال حتى الآن من أفضل الأدوار التي يتذكرها الجمهور، وعملي مع بوعدنان يمثل لي قيمة فنية كبيرة، فكأنما أمثل مع تاريخ المسرح الكويتي.
لماذا لا تحب أن تأتي بسيرة «مرمر زماني» وهو أحد أعمالك التي وقفت بها أمام عبدالحسين عبدالرضا أيضا؟
٭ «مرمر زماني» بالفعل من الأعمال التي شاركت فيها مع بوعدنان، وكان من إخراج نجدت أنزور وهو من المخرجين المعروفين في الوطن العربي، لكن «الحيالة» هو الأقرب لقلبي، فهو من صنع نجوميتي، وكنت لا أشعر بأنني أمثل من الأساس.
على الرغم من أن جمهورك أغلبه من الأطفال.. أين أنت من أعمال الأطفال؟
٭ في كل مشواري الفني لم أقدم سوى عمل واحد للأطفال، وهو مسرحية اسمها «سرقوا الكأس يا ماجد» وكانت تتكلم عن شخصيات مجلة ماجد الإماراتية، وكتب النص واحد من كتاب المجلة أنفسهم اسمه جار النبي الحلو، وهو مختص بكتابة الأطفال وأحد مؤسسي المجلة، وقدمنا 120 عرضا في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة.
ما سبب الابتعاد عن مسرح الطفل والاكتفاء بهذا العرض؟
٭ عندما قدمت هذا العرض كان به الكثير من القيم والمعاني التي تتواجد في المجلة نفسها، وشعرت بالرغبة في تقديمها حية على المسرح للطلبة والطالبات الكبار والصغار الذين اعتادوا على متابعة هذه المجلة المتخصصة التي ربت أجيالا كثيرة منذ صدورها، والعمل كان خفيفا وممتعا ولكن دون أي إسفاف، فهناك الكثير من الأعمال المسرحية في الوقت الراهن الخاصة بالأطفال أصبحت تجارية بحتة، فهي تصور في اليوم الأول وتنسخ على اسطوانات، ويقوم الممثلون بتقديم أدوارهم «بلاي باك»، وهذا ما لم أحبه قط، ولم أجد النص الذي أشعر بأنه يقدم قيمة تعادل ما قدمته في تلك المسرحية، وميزانية مسرح أم القيوين محدودة جدا، فأصبح التركيز فقط على المشاركة بعرض مسرحي فقط ضمن فعاليات مهرجان الشارقة المسرحي.
هذا يعني أنك ترى الأعمال المسرحية في الفترة الحالية بها الكثير من الإسفاف؟
٭ هذا واقع بالفعل، وأنا أسميها أعمالا وقتية وهي متواجدة في كل مكان في الخليج العربي، ليس في الإمارات وحدها أو الكويت وحدها ولكن في جميع الدول، وهي مثل الأغنية التي تظهر مثل فقاعة الصابون التي تعود وتختفي فيما بعد.
إذا وجدت العمل المناسب للطفل هل ستقوم بتقديمه؟
٭ منذ ثلاث أو أربع أشهر وبعد تشكيل مجلس إدارة المسرح الوطني في أم القيوين، ودخول شباب في إدارة المسرح، قررنا أن نقدم كل عام ما لا يقل عن عمل سنويا للأطفال وآخر للشباب وعمل جماهيري وهو ذاته الذي يشارك في مهرجان الشارقة المسرحي، وللعلم جمعية المسرحيين تنظم مهرجان الإمارات لمسرح الطفل سنويا، وهذا المهرجان يتم التعاون فيه مع وزارة التربية هناك لتقديم النصوص في المدارس، فتم تطوير المسرحيات التي تعتمد على الحيوانات التي تتحدث وترقص لتقديم المعلومة للطفل والتي جعلتنا نحن المسرحيين في الأساس نبتعد عن مسرح الطفل.
ما رأيك في المهرجانات التي تقدم للطفل في الأساس؟
من وجهة نظري كل هذه المهرجانات ليس لها أي لزوم، فماذا يقرأ الطفل في الفترة الحالية؟، قديما كنا نقرأ في كل شيء في التاريخ والجغرافيا والاقتصاد وغيرها لأننا كنا نقرأ ونخزن المعلومة، ولكن الآن الطالب يفتح كتابه الدراسي فقط لينجح.
في رأيك من المسؤول عن هذا الخلل؟
٭ بشكل أول المسؤول هو الإعلام، ففي الماضي كان الإعلام مدموجا بالثقافة، ومنذ اختل هذا التوازن اختلت الحركة الفنية في كل الدول العربية وليس دول الخليج فقط.
كيف تقيم تجربتك في الترشح لانتخابات الاتحاد؟ هل هي غلطة أم بحث عن الشهرة؟
٭ أنا لست بحاجة إلى المجلس الوطني ليشهرني لأن عضويتي في المجلس تعد وظيفة، وكذلك لا أعدها غلطة، فأنا فنان أحمل رسالة وأحرص على خدمة أبناء موطني حتى في سفري ووجودي خارج بلادي، فهاتفي لا يتوقف عن الرنين ولا أغلقه حرصا على ذلك، وفعليا أنا أقوم بهذا الدور حتى وإن كنت خارج المجلس، وكان الهدف من ترشحي هو رغبتي في أن أكون أكثر قربا من مصدر صناعة القرار حتى أعمل على إفادة الناس بشكل أكبر، وليس لكي أعارض أو لأي شيء آخر، الهدف الأول والأخير بالنسبة لي مساعدة الناس بشكل أسرع وأكبر ببطاقة عضويتي في المجلس، على الرغم من أن كل شيء نفعله في حياتنا هذه الأيام متعلق بالسياسة، فاللقمة التي نأكلها مغموسة بالسياسة، وأكبر دليل تلك الحملة التي بدأت في الكويت «خلوها تخيس» التي تهدف للتحكم في أسعار السمك بعد الزيادة الرهيبة فيه، التي أثرت على مطعم السمك الذي أمتلكه (ويضحك).
صحيح أن ديونك تصل للمليون درهم؟
٭ وأكثر، بسبب التزامات أسرية وليس تجارية.
لكن ما السبب الذي جعلك تترشح عن إمارة أبوظبي وليس أم القوين؟
٭ أنا قيدي وعملي لأكثر من خمسة وثلاثين عاما كانت في أبوظبي، فعملي في القوات المسلحة كان هناك، ودراستي في مصر كانت للهندسة الإلكترونية العسكرية.
كيف حصلت على عضوية المسرح الشعبي في الكويت؟
٭ أول مرة دخلت للكويت كان عام 1988 وكنت مشاركا ضمن فعاليات مهرجان الخليج الأول بالعرض المسرحي «حكاية لن ترويها شهرزاد»، وهي من تأليف عبدالرحمن الصالح وإخراج إسماعيل عبدالله، وكانت بطولة كل فناني الصف الأول في الإمارات، وفي هذا العام قام المسرح الشعبي الكويتي بعمل مأدبة عشاء لكل الفنانين، ومنذ ذاك اليوم أحببت وجودي في هذا المكان وشعرت كأني في بيتي، وتلتها بعد ذلك زياره أخرى للمسرح الشعبي مع المخرج فيصل المسفر كانت هي السبب في تواجدي الدائم في الكويت كل أسبوع أو أسبوعين على الأكثر لحضور الغداء يوم الجمعة برفقة فناني المسرح الشعبي، وتحولت علاقتي بهم من فنية إلى علاقة أسرية فحصلت على العضوية الشرفية لهذا المسرح، وعملت معهم مسلسل «زينة الحياة» وكان من المفترض أن يكون هناك عمل مسرحي أيضا ولكن لم يتم.
وعضوية النقابة؟
٭ أنا أعتبر نفسي فنانا كويتيا وليس إماراتيا فقط، فمنذ كنت طالبا وأنا على دفتري تتواجد صورة أمراء الكويت الشيخ عبدالله السالم الصباح وأعقبه الشيخ صباح السالم، لذا حبي للكويت نشأ حتى قبل أن أدخلها وأراها وأتعامل مع أهلها، ولها الكثير من الأفضال علي، ونحن نقول أن «ناكر المعروف ابن حرام»، والجميع في الكويت والإمارات يعلمون أفضال الكويت في الصحة والتعليم، وهنا يتدخل د.نبيل الفيلكاوي في الحديث مؤكدا أن الفنان سعيد سالم يحب الكويت لدرجة تجعله أتى لتفصال ملابسه وأيضا ملابس أزياء أي عمل يشارك فيه وأحذيته في الكويت.
ما سر حبك للمباركية وتواجدك الدائم فيها؟
٭ هي منطقة أصبحت معلما من معالم الكويت، وهي أساس الحياة الاجتماعية فيها، وبعد التحديث الذي وصل إليها أصبح كل أهل الخليج وغيرهم يحرصون على زيارتها باستمرار، لما فيها من جلسات ومحلات تجارية.
لماذا لا يوجد عمل مسرحي يجمع أهل الخليج كلهم يقدم سنويا؟
٭ نحن صحيح لم نتواجد في عمل مسرحي واحد لكننا نتواجد في الدراما باستمرار، والدليل أني متواجد حاليا في الكويت لتصوير أحدث أعمالي الفنية وهو مسلسل «حريم بوسلطان» الذي يشاركني بطولته الفنان جمال الردهان ومن سلطنة عمان الفنانة المميزة فخرية خميس ونخبة أخرى من النجوم، لكن أن نتواجد في عمل مسرحي واحد يحاكي واقع الأحداث التي نمر بها في الفترة الحالية فهذا دور وزارات الثقافة كما أوضحت سابقا في كافة دول الخليج والتي ما أن انفصلت عن وزارة الإعلام حدث هذا الخلل.
هل فكرت في الدخول لمجال الإنتاج الدرامي الخاص؟
٭ أنتجت الكثير من المسلسلات منها «سوالف الدار، أيامنا» وأنتجت أربعة أفلام، وشاركت في إنتاج فيلم «شباب كول» الكويتي، وكنت موظفا كمدير الدراما في تلفزيون أبوظبي، وفي هذا الوقت كانت الدراما متوقفة وعادت على يدي بمسلسل «حير طاير» والذي وصل إلى خمسة أجزاء، وكان مدير التلفزيون في حينها إسماعيل عبدالله.
عملت في الكثير من الأعمال الدرامية الإماراتية ولكن لم تصل للشهرة في الخليج إلا عن طريق «الحيالة»؟
٭ في الإمارات الجميع كان يعرفني عن طريق «حاير طاير»، لكن في الخليج بالفعل مسلسل «الحيالة» نقلني لم يشهرني فقط، والتفت إلي الجميع.
هل انت راض على الإنتاج الدرامي الموجود في أبوظبي في الفترة الحالية؟
٭ لا، أبدا، وصحيح أن هناك إدارة جديدة حاليا لكنها ما زالت تعاني من ترسبات العقود القديمة التي لم تنفذ حتى الآن، فبعد أن تنتهي هذه الالتزامات نبدأ في المحاسبة، والإدارة الجديدة هذا العام حاولت أن تنتج أعمالا إماراتية.
كواليس اللقاء
٭ كان د.نبيل الفيلكاوي نقيب الفنانين متواجدا طوال اللقاء ودارت بينه وبين سعيد سالم الكثير من القفشات الضاحكة.
٭ حرص الفنان جمال الردهان على الاتصال بالفنان سعيد سالم والترحيب به في الكويت والتعبير عن سعادته بالعمل معه في مسلسل «حريم بوسلطان»، وذكر سالم أن الردهان استقبله بهامورتين من صيده لعمل «مرقة هامور».
٭ قام الفنان سعود الشويعي بالاتصال بصديقه سعيد سالم وسأله عن سر «الكرات» التي كان يوميا يأتي بها للوكيشن مسلسل «خالي وصل»، الذي أكد سالم أنها ضرورية عند «الخوال».
٭ اتصل أحد الأطفال بالفنان سعيد سالم وحينما قال له أن «خشمه» كان المميز في «الحياله» فضحك سالم وقال له: «هذي راكور ماحد يعرفني من غيره».