تشهد الفترة المقبلة نشاطا دراميا يجدد من خلاله نجوم التمثيل نشاطهم بعد الأعمال التي قدموها خلال شهر رمضان الماضي، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل سيستفيد الفنانون خاصة الكبار من الأصوات والملاحظات التي طالبتهم بالخروج من دائرة التكرار، سواء في الأفكار التي يطرحونها في أعمالهم أو من خلال التكرار في الشخصيات التي يلعبونها؟
قد يكون السؤال سابقا لأوانه لأننا لم نشاهد الأعمال الجديدة لهؤلاء النجوم، لكننا نامل في أن يكونوا قد وضعوا نصب أعينهم الابتعاد عن تكرار الشخصيات التي قدموها على مدى سنوات طويلة.
نثق بأن الفنانة الكبيرة سعاد عبدالله تسعى في كل عمل تقدمه الى طرح قضية مهمة تستقيها مما يدور في المجتمع، وثقتنا تزداد بهذه الفنانة الكبيرة التي تسعى للتعاون مع ابرز المؤلفين، ولعل اختيارها لنص «بيت العنكبوت» للفنانة أسمهان توفيق هو عين الصواب، لأن أسمهان واحدة من قلة من الفنانات اللاتي يجمعن في النجومية بين التمثيل والتأليف، ولها في هذا المجال العديد من الأعمال التي تؤكد تفوقها وتميزها.
أسماء شابة
سعاد عبدالله اختارت النص قبل عامين وهو جاهز للتصوير إذ أنها حددت مطلع سبتمبر المقبل للبدء بتصوير مشاهده وتتعاون فيه مع المنتج عامر الصباح الذي أنتج لها أعمالها الأخيرة ومنها «أمنا رويحة الجنة».
ولم تختر سعاد عبدالله حتى هذه اللحظة الاسماء التي تشاركها البطولة ومن المؤكد أنها ستتفق مع المنتج على مجموعة من الأسماء الشابة، وربما تختار بعض الوجوه الجديدة في عملها إلى جانب الأسماء التي اعتادت العمل معها لأنها دأبت على تقديم الوجوه الجديدة التي تمتلك الموهبة وآخرها غدير السبتي في مسلسل «ثريا»، كما أنها أعادت اكتشاف بعض الوجوه مثل هند البلوشي وملاك اللتين تميزتا في مسلسل «أمنا رويحة الجنة».
ومن المقرر أن يعرض العمل في مطلع العام القادم أي قبل شهر رمضان المقبل، وهو الأمر الذي تسير عليه منذ سنوات في تقديم عملين خلال العام.
أمل وخبرة
الفنانة سعاد تدرك أن العيون مسلطة على عملها الجديد، والكل يتساءل ماذا ستقدم، وأعتقد أن اختيارها لنص من تأليف أسمهان توفيق يزرع الأمل في قلوب محبيها، لأن أسمهان عرفت بكتاباتها الجادة التي تناقش قضايا المجتمع المحلي كونها ابنة البيئة وتعلم ما هو مطلوب من خلال خبرتها التي تجاوزت الخمسين عاما، إلى جانب وعيها في الكتابة مستفيدة من عملها في الدراما.
وإذا كان مسلسل «أمنا رويحة الجنة» قد حقق نجاحا جماهيريا كبيرا وتصدر معظم الاستفتاءات، فإنه تعرض أيضا إلى الكثير من النقد خاصة ما يتعلق بالنص الذي كتبته هبة مشاري حمادة، وتدرك الفنانة سعاد عبدالله حجم التحدي الذي يواجهها في عملها الجديد، وأعتقد شخصيا ومن خلال معرفتي بها منذ سنوات، أنها على قدر التحدي، فهي تمتلك وعيا ربما لا تمتلكه فنانة أخرى إلى جانب الثقافة الواسعة التي تتميز بها، والذكاء في التعاطي مع الدراما، وهذه أمور تجعلنا نتفاءل بعمل جيد سيحقق نجاحا جماهيريا وفنيا، ونحن في انتظار «بيت العنكبوت».