منتديات ستار تايمز: [ .. هل ستنسى ؟ .. Shigatsu Wa Kimi .. ] مـراجعة

تشنجت أصابعي، وتجمد الدم في عروقي، لا أستطيع سماع الموسيقى، لا أستطيع سماع صوت الحياة، أين أنا؟، نسيم عليل يهب من يميني، رائحة عطر فرنسي ونسمة من حلوى مغطاة بالشوكولاتة، وبسمة، ورائي ظلمة وأمامي نور، وأنا بينهما، ولا أستطيع أن ارى، فهل ذلك بسبب شعاع الضوء الذي يعميني، أم بسبب الظلمة التي تظمني، أصابعي تتحرر، والدم يرقص في عروقي، فراش المستشفى وأروقة المدرسة، أتنقل من ذكرى لإخرى، أتسائل من كان يضع ذلك العطر؟ ومن أين أستطيع شراء تلك الحلوى؟، إنها أمامي وأنا خلفها، يدي في يدها ولكن لا أستطيع رؤية وجهها، إلى أين أجري، إنتظري!، إلى أين تأخذينني؟، " هيا لنعزف "، لنفعل ماذا؟، " هيا معي لأسلب روحك وأضعها في يدك "، لا بل أتركيها معك كذكرى، " أنا مغادرة وسأترك لك هذا العطر وهذه الحلوى، وهذه الذكرى وتلك "، لماذا قد تحرمينني من هذا، وداعا

الموسيقى، الرومانسية، الإبداع وتلك الرغبة الجامحة في الحياة، كلها عوامل إجتمعت في أنمي واحد لتهدي لنا رائعة من روائع الأنمي التي ستظل عالقة في أذهاب المشاهدين لوقت ليس بالقصير، وأنا منهم، كل هذه العوامل إجتمعت لتقدم لنا على طبق من ذهب، مشروعا قدر له النجاح قبل أن يبدأ حتى، Shigatsu wa kimi، هذا الأنمي عُلقت عليه أمال كبيرة قبل بدايته، وصراحة لم يخالف ايا منها، صراحة لست متأكد من أين أبدأ في وصف هذا الأنمي، كله على بعضه حلو كما يقول المثل، بالنسبة للمشاهدين فهذه كانت من أجمل الرحلات في عالم الأنمي، قلة هي الأنميات التي تجذب المشاهد كما فعل هذا الأنمي، رحلة مليئة بالمشاهد والأحاسيس تتخللها دمعة أو إثنان سهوا، وتلك النفحة من التراجيديا الجميلة، وعطر الرومانسية العابق من بعيد، كلها إجتمعت لتتحفنا بأروع من أنتجته هذه السنة، في هذه المراجعة إن شاء الله سوف أتطرق إلى أغلب الفئات السينيمائية التي تناولها الأنمي كالرومانسية والتراجيديا والدراما والكوميديا وما إلى ذلك،

أولا أبدأ بالفئة التي تميز الأنمي قبل كل شيء ألا وهي الموسيقى، هذا الأنمي قدم لنا عملا موسيقيا لم يسبق له مثيل، بفريق عمل يتكون من أبرع الموسيقيين اليابانيين كيوكويوما ماسارو، الذي نجح نجاحا باهرا في إقتباسه لمعزوفات كبار الملحنين والمنتجين التاريخيين بدأ بأكبرهم شوبان وموزار وإنتهاءا بآخرهم رحمانينوف و شـاميل، كلهم تركوا بصمة واضحة في الحلقات التي تناولت الحفلات والمسابقات التي شارك فيها بطلنا كوسيه، تلك المعزوفات المتقنة التي تكاد تكون نسخة طبق الأصل على المعزوفات التي بصمت إسم صاحبها في سماء الموسيقى الكلاسيكية، وهنا تبرز موهبة اليابانيين في فن الموسيقى الكلاسيكية ومدى تشبثهم بهذا وتفانيهم للوصول لأفضل المستويات وهذا ما تؤكده المسابقات العالمية الحالية، وأبرز الموسيقيين اليابانيين الذين يهتمون بهذا النوع من الموسيقى الكلاسيكية، أبرزهم Yruma الذي غالبا ما تتخذ موسيقاه الطابق الياباني التقليدي ولكن بنفحة أوروبية رهفة، بطلنا في هذا الأنمي يعيش قصة فريدة من نوعها مع البيانو، وهذا ما يجعله متشبثا، فالبيانو على حد قول أكبر المايستروهات في العالم، عندما تعتاد عليه، يصبح جزءا من روحك، قطعة من كيانك لا يمكنك الخلي عنها، وهذا ما تبرزه لنا الحلقات بالرغم من الصعاب التي عاشها بطلنا، إلا أنه بواسطة هذا البيانو إستطاع أن يتغلب على أكبر مخاوفه، وكذلك إستطاع أن يجد نفسه، دون أن ننسى ذكر أنه بواسطة البيانو إستطاع أن يكرم أحب شخصين في حياته، كل هذا جعله أكثر تشبثا بالموسيقى

هذا على غرار الأوستات التي قدمها لنا الأنمي والـساوندتراكس، التي جعلتها ننجذب إليه كثيرا، صراحة عمل فخم من الأستوديو، فهذه الأوستات التاريخية إكتسحت اليوتيوب مؤخرا، وجعلت من الأنمي أحد أبرز المراجع الموسيقية بالنسبة للأجنبيين خاصة الأمريكان الذين أبدوا إهتمام كبير بهذا الأنمي، هذه الأوستات تميزت بكون كل واحدة منها تحمل مشاعر خاصة بها، وأغلبها طغى عليها طابع الرومانسية وعلى عكس الأوستات في الأنميات الأخرى، يمكنك ببساطة أن تلاحظ دور هذه الأوستات، وعندما يتم عرض أحد هذه الأوستات بإمكانك بسهولة أن تنساق معها وهذه الأخيرة تدخلك في جو الأنمي وتجعلك تعيشه،

أما بالنسبة للفئة الأخرى والتي ظهرت جليا في هذا الأنمي فهي الرومانسية، فمنذ الحلقة الأولى في الأنمي والرومانسية كانت ولا تزال أهم فئة تغط على الأنمي كافة، منطقيا فالموسيقى تحرك المشاعر، ولا توجد فئة أخرى تحرك مشاعر المشاهدين أكثر من الرومانسية، وهذا ما شاهدناه بالضبط، حتى ولو لم تكن هناك علاقة بين بطل وعشيقته، مجرد النظر إلى الرومنسية من منظور هذا الأنمي أمر مؤلم لأن البطلين خلقا لبعضهما ولكن لم يكتب لهما العيش بهناء، فبين تحفظ كوسيه وإمتناع كاوريه، ألف كلمة وكلمة، هذه الرومنسية كانت ممزوجة مع تلك القطرة السوداء من التراجيديا، فمصير كاوري كان أمرا محتما، من كان ينتقد أن الأمر كان واضحا، صراحة لم يفهم مضمون الأنمي، هذه التراجيديا دورها كان تبيين تطور العلاقة بين البطلين، وكيف سيواجهان الأمر، فالنسبة لكوسيه فالتاريخ يعيد نفسه، وبالسنبة لكاوري، فالقدر لن يمنعها من أن تحب بكل جموح، ووسط هذه العاصفة هناك هدوء وسكينة، الرومانسية في هذا الأنمي لم تكن من جهتين فقط، لأن شخصية أخرى إستطاعت أن تفرض وجودها بالرغب من أن الحب كان من جهة واحدة هذا، إلا أنها إستطاعت أن تكسر قاعدة البطلين في قصة حب واحدة، ولكن من كان ليضن أن القدر قد يبستم لهذه المسكينة، حتى ولو كلفها هذا الأخير صديقة

الكوميديا كان لها دور بسيط هنا، دور المكمل فقط، صراحة لم نلحظ الكثير من الكوميديا ولكن الجزء الأول من الأنمي كان يحوي على لقطات تستحق أن تعتبر ككوميديا، كلقاءات كاوري وكوسيه التي تنتهي بتعرض للضرب بالكمان أو ملاحقتها له، أما الجزء الثاني فالدراما غمرت الأنمي ولم تترك مجالا للكوميديا، الرسم كان من بين أجمل الأشياء التي ساعدت على ترويج الأنمي وإكتسابه لقاعدة جماهرية واسعة، وكذلك التحريك وما إلى ذلك، كل شيء كان متقنا وجميلا ومتناسقا، من ناحية بناء الشخصيات فأعتقد أن هذا الأنمي قد أعطة كل شخصية حقها، وعرفنا على كل شخصية وأكتشفنا ما بداخلها وعشنا لحظات معها حتى ولو كانت شخصيات ثانوية من ناغي وتاكيشي، هذا الأنمي كان من بين أفضل الأنميات التي أقتطفت من المانجا، بعبارة أخرى فهو كان مخلصا لها، بالنسبة لمن شاهدوا المانغا فسيعرفون أن الأنمي لم ينسى أي صغيرة ولا كبيرة ولم يذكرها، ولم يخرج عن نطاق من ذكر في المانغا ولم يقصر أيضا وصراحة أعتقد أن الأنمي قد تعدى المانجا في هذه الحالة فبما أنه موسيقي فأنت لا تستطيع الإحساس بذلك الشعور الراقي والمثير الذي يعتريك عندما تستمع لمعزوفة لشوبان إذا كنت تقرأ المانجا، وتلك العواطف الجياشة لن تصلك من المانجا كما تفعل من الأنمي، الشيغاتسو إمتاز بتعاقب عدة ألوان جميلة، كلها ألوان ربيع، فبين ألوان أزهار الكرز الساحرة، إلى نور حشرات النهر البراقة، هذا الأنمي قدم لوحة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وبصراحة النهاية التي حضي بها الأنمي لا يمكن أن تكون أكثر روعة، فخروج كاوري من حياة كوسيه بهذه الطريقة الراقية والجميلة والمفعمة بالحب، لا يمكن أن تكون أجمل، هذه الختامية المفتوحة، التي تجعل المشاهد يغوض في خياله مبتكرا أجمل بداية، لقصة كوسيه بعد كاوري، إخواني أحبتي، أترككم في رعاية الله، ونتلقي مجددا إن شاء الله