صنـــاعة الطــوب اللبــــن ( الطوب البلدى )
آخر
الصفحة
احمد موقنين

  • المشاركات: 23877
    نقاط التميز: 54321
عضو أساسي
احمد موقنين

عضو أساسي
المشاركات: 23877
نقاط التميز: 54321
معدل المشاركات يوميا: 5.1
الأيام منذ الإنضمام: 4703
  • 00:28 - 2015/01/02

 

 صنـــاعة الطــوب اللبــــن ( الطوب البلدى )


صناعة الطوبه البلدى

من الصناعات التي انقرضت بالكردي وكفرها .
انتشرت صناعة الطوب اللبن منذ أكثر من سبعة آلاف عام والدليل علي ذلك وجود مباني من الطوب اللبن في تل البلاصون وتل سرور وكذلك في الآثار المصرية القديمة حول الأهرامات وابي الهول ومدينة الأقصر وكانت هذه المباني للفقراء من المصريين في ذلك الوقت .
وكانت نسبة كبيرة من بيوت الكردي وكفر الكردي والعزب التابعة لها في القرن الــ 17 ، 18 ، 19 ، 20 حتي عام 1900 م معظم المباني بنسبة 90% منها من الطوب اللبن والطين وهو عبارة عن مبني يبني من الطين المخلوط ببواقي تبن وقش ناعم (قيشة) وتخمر وبعد تجهيزها يبني المبني علي عدة مراحل حتي تجف كل مرحلة حتي يستكمل ثم يعرش بالسدة وبعض الأخشاب والقش ويعمل له فتحات تهوية وبابا ثم تعمل أواني حفظ الحبوب بنفس الطريقة مخازن شبه قمع السكر وتغطي ولها فتحة بالأسفل يؤخذ منها الحبوب المطلوبة ثم تطورت صناعة الطوب اللبن الي الطوب البلدي وكانت الكردي مشهورة بعمل القبائن وضرب الطوب كالاتي : 
تجميع الشرب من علي الترع والمصارف والفائض من الأرض الزراعية مع خلطة بالوحلة ( السمـاد ) البلدي من الدوار وتقلب بالحراث البلدي ثم تروي بعد عمل جسور لها لحفظ المياه وتخمر لمدة اسبوع مع اضافة المياه باستمرار ثم تقلب عدة مرات حتي تتجانس عجينة التربة وتصبح صالحة لعمل الطوب البلدي .
ثم يرش الجرن أو الملعب بتبن البرسيم أول الفول أو سرس الأرز ويحضر المعلمين المختصين بضرب الطوب ومع كل معلم قالب لضرب الطوبة البلدي مصنوع من الخشب الأبلكاش جميع المقاسات واحدة ..
ثم يكون هناك مجموعة من الرجـال تحمل العربة الصغيرة بالطين يسوقها رجـل يضعها بجانب الضارب للطوب يقطع منها كمية تتساوي مع القالب دون زيادة أو نقصان ويستمر العمل وهو جالس علي رجليه ويداه تعمل صناعة الطوب وحين الانتهاء من عمل القالب ينقل علي القالب الذي يليه حتي يعمل الضارب للطوب المتخصص في ذلك في اليوم الواحد مع استخدام طاجن من المياه لبل يده والقالب أثناء العمل ويصنع من 2500 : 3000 طوبة وكانت مجموعة عمل الطوب أشهرهم المرحوم / عوض البيلي حسن ــ نبيه البيلي حسن ــ السيد السيد الدبسي ــ السيد السيد معوض ــ علي يوسف أبو العينين ، والحاج / أحمد ابو عبد النعيم ربنا يعطي له الصحة وغيرهم من خبراء ضرب الطوب وكان أحسن العائلات في عمل قبابين الطوب والمرحوم الحاج / طلبة البسيوني واولاده ، والحاج / عطالله ريحان وأولاده .
والشيخ / أبو الفرج أبو الفرج السيد وأولاده ، و آل جبر ــ المرحوم / علي جبر وأولاده ، والمرحوم / العوضي سالم وأولاده وغيرهم وكذلك نسبة كبيرة من عربجية البلد ، وبعد جفاف الطوب ويقلب عن طريق ابن صاحب المعجنة بشوية شيكولاته من طلبة المدارس والمكتب ترص القبينة عن طريق بناء مخصص أمثال المرحوم الشيخ / يحي يحي وابنه المرحوم الحاج / احمد يحي يحي والمرحوم المعلم / أبو العلا وابنه المرحوم المعلم / أبى جبهة أبو العلا والمرحوم المعلم / سامى معلوم الإمام والمرحوم المعلم / عبد المجيد , وهذه المهنة من المهن الفنية وبعد إنتهاء الرص وتلييس القبينة بالطين ويوضع فوقها رماد وشرب وقش حتى تكتم النفس خروج النار ) وتحرق ويكون يوم عرس لحرق القبينة إذا نجحت ولم تنهار وناتج بيع طوبها سيعجل بزواج الأولاد وبناء البيت وقد انقرضت هذه المهنة من عام 1980 , وكان يوم حرق القبينة يتم الآتى :-
صاحب القبينة يسافر الى رسوة الجمالية ويأتى بشيكارة قراميط لزوم عشاء العاملين على حرق الطوب والمدعوين لحضور حرق الطوب.. يزف عشاء العمال بالصوانى تحمله حريم المنزل مع الشاى والدخان لزوم السهرة ويتم تناول الوجبة بعد صلاة العشاء على أنغام الزغاريط والغناء والدعاء بأن تصح عملية حرق وحرصا على سلامة القبين كان اصحابها يقومون بسندها من جميع النواحى بالأخشاب والحديد حتى لاتنهار وتحتفظ بوضعها حتى نهاية الحرق الى انت يتم تركها للتبريد . 
وكان موسم عمل المعجنة لعمل الطوب يتم فى شهر 7 و 8 يوليو وأغسطس من كل عام وترس القبينة فى شهر 9 و 10 سبتمبر وأكتوبر من كل عام وتحرق بعد جمع القطن بالحطب واللبش وهو عبارة عن عيدان الذرة الجافة وكان المبلغ العائد من بيع الطوب يعمل به أفراح الأولاد أو يبنى المنزل الخاص بصاحب الطوب وكانت الكردى وكفر الكردى مشهورة بصناعة الطوب الأحمر القوى ( البلدى ) ونصف سفرة وكان يشتريه الحاج المرحوم / عيد باغة ويصدر عن طريق القطار الفرنسى الى مدينة المطرية والجزر التابعة لبحيرة المنزلة لبناء المنازل حيث أنه يتحمل الرطوبة والجفاف ..
انقرضت صناعة الطوب ومات 90 % من العاملين بها وانقرضت المهنة التى اشتهرت بها الكردى عن سائر البلاد وكان يعمل بها الفلاح والذى يعمل فى المجال الزراعى وكبار الملاك وأصحاب العربات الكارو وكانت تدر دخلا كبيرا لهم لأن العمل بها كان بالمزامله ..وسلف ودين ما عدا الذى كان يقوم بضرب الطوب فكان بالأجر عن كل ألف طوبة .
وحرصا من الحكومة على عدم تجريف التربة وحفاظا على البيئة من التلوث الناتج عن حرق القش والحطب عند حرق القبينة..أصدرت قوانين تجرم عمل القباين.. ويتم الان استخدام الطوب الاحمر المصنوع من الطفلة الصحراوية فى بناء المنازل بديلا للطوبهالبلدى واترحمنا من دخان القباين الذى كان يسبب امراض كثيرة.

 صنـــاعة الطــوب اللبــــن ( الطوب البلدى )
بداية
الصفحة