بسمـے الله الرحمنـے الرحيمـے 

الدول العربية تواجه حاليا ثلاثة تحديات بيئية وجودية رئيسية هي: الأمن المائي والأمن الغذائي وأمن الطاقة. لهذه التحديات يمكن أن تضيف تحدي بيئي آخر وهو التصحر وتدهور الأراضي. وسائل الإعلام العربية تبحث في هذه القضايا بشكل واسع. هذه القضايا تشغل بال القادة وصناع القرار في مختلف الدول العربية من جهة والمنظمات العربية البيئية الحكومية وغير الحكومية من جهة أخرى.
مسألة المياه والأمن الغذائي - الموارد الحيوية في هذا الجزء من العالم – تصحب هذا الجزء من في العالم منذ زمن سحيق. أقدم الحضارات التي توسعت في بلاد ما بين النهرين ومصر الفرعونية قبل حوالي 5،000 سنة كانت تعتمد على مياه الأنهار لبقائهم على قيد الحياة من نهري الفرات ودجلة والنيل. بقية العالم العربي، والذي كان في معظمه صحراء، كانت كميات المياه فيه محدودة، ولكنها كانت توفر احتياجات السكان. حتى القرن العشرين، كانت الزراعة هي الشغل الرئيسي في العالم العربي وكانت المحاصيل تؤمن الاحتياجات الغذائية للسكان والتصدير من العالم العربي وكانت تحت الحكم الاستعماري الأوروبي.
هذا الوضع قد تغير في القرن العشرين، ففي هذا الوقت كانت نسبة الزيادة السكانية مرتفعة في العالم العربي، ولكن أيضا كانت نسبة الوفيات عاليه بسبب الأوبئة والحروب. ولذلك، فإن الموارد الغذائية والمائية لبت احتياجات السكان عموما. ومع ذلك، ومع تحسن الصرف الصحي والطب، انخفض معدل الوفيات بشكل كبير، والذي ساعد في النمو السكاني الهائل في هذا الجزء من العالم. حتى أوائل القرن العشرين، فإن عدد سكان العالم العربي كان حوالي 30 مليون شخص. في مطلع القرن العشرين تضاعف عدد السكان في العالم العربي نفسه، وبلغ عددهم حوالي 60 مليون شخص. ولكن الزيادة الملحوظة في نمو عدد السكان كانت في النصف الثاني من القرن العشرين، فخلال هذه الفترة ازداد عدد السكان من نحو 100 مليون شخص في عام 1950 إلى حوالي 380 مليون نسمة في عام 2000. زيادة 280 مليون شخص، أو زيادة 2.7٪، فقط لمدة 50 عاما، أكثر من أي منطقة أخرى في العالم.