تمثّل الأمراض القلبية الوعائية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية، أهمّ الأمراض الفتاكة في العالم، إذ تحصد أرواح 3ر17 مليون نسمة كل عام. والغرض من يوم القلب العالمي هو إذكاء الوعي العام بكيفية الحد، إلى أدنى مستوى، من عوامل الاختطار المرتبطة بتلك الأمراض، مثل التحكّم في الوزن وممارسة النشاط البدني بانتظام.
ويتولى الاتحاد العالمي لأمراض القلب، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، تنظيم أنشطة في أكثر من 100 بلد. وتشمل تلك الأنشطة توفير فحوص طبية وتنظيم مسيرات ومسابقات عدو ودورات للحفاظ على اللياقة البدنية ومحادثات عامة وعروض فنية ومنتديات علمية ومعارض وحفلات غنائية ومهرجانات ومباريات رياضية.

القلب

القلب Heart عضو عضلي يضخ الدم في جسم الإنسان. ومع كل دقّة يدفع القلب الدم الضروري للحياة عبر جسم الإنسان. ويحمل الدم الأكسجين والغذاء لكل خلايا الجسم وتبدأ دقات القلب ذات الإيقاع المنتظم قبل سبعة أشهر من ميلاد الطفل تقريبًا. وعندما يتوقف القلب تتوقف الحياة، إلا إذا ساعدت أجهزة آلية خاصة على دوران وأكسجة الدم. والقلب عضو عضلي مجوّف كبير، ينقسم إلى مضختين متجاورتين. وتنقل الأوردة الدموية الدم في جميع أنحاء الجسم إلى المضخة الواقعة في الجهة اليمنى التي ترسله بدورها إلى الرئتين لحمل الأكسجين، ومن ثم، ينساب الدم المؤكسد إلى الجهة اليسرى من القلب التي تضخه إلى أجزاء الجسم المختلفة بوساطة الشرايين. وهناك صمامات تتحكم في سريان الدم داخل القلب. والمضخة اليسرى، التي تدفع الدم إلى جميع أنحاء الجسم أقوى وأكبر حجمًا من المضخة اليمنى. والقلب والتشكيلات الأنبوبية الأخرى مثل الشرايين والأوردة والشعيرات تسمى جميعًا الجهاز الدوري أو الجهاز القلبي الوعائي. ينظم الجهاز العصبي عمل القلب وأجزاء أخرى من الجهاز الدوري. وينظم الجهاز العصبي التلقائي، وهو جزء من الجهاز العصبي، ضربات القلب (النبض)، فيقللها أو يزيدها حسب حاجة الجسم؛ لذلك فإن القلب يدق بصورة هادئة مثلاً عندما يكون الإنسان نائمًا ويزود الجسم بكمية قليلة نسبياً من الأكسجين. وقد تزداد سرعة ضربات القلب مرة أخرى لتزيد كمية مردود الأكسجين للجسم بغزارة. ويحدث هذا عندما يزاول الإنسان التمارين الرياضية أو عندما يصاب بالخوف أو عندما يحتاج للمقاومة أو العراك أو الجري. وقد يصيب المرض أو الخلل أي جزء من أجزاء القلب أو الأوعية الدموية، ويعتبر ذلك من الأسباب الرئيسية للوفاة في البلدان الصناعية. وأكثر أمراض القلب شيوعًا هي التي تصيب الشرايين التي تغذي القلب نفسه بالدم. والخلل الذي يصيب هذه الشرايين قد يتطور مع سنوات عمر الإنسان. فترسُّب المواد الدهنية مثلاً، يؤدي إلى انسداد شرياني وإلى قلة كمية الدم التي تزود القلب. وإذا استقبلت عضلة القلب كمية قليلة من الدم فإن هذا قد يؤثر في أدائها أو إلى موتها. ويسمى هذا الخلل أو التلف الناتج من قلة إمداد عضلة القلب بالدم النوبة القلبية. والنوبة القلبية الخفيفة قد تجبر الإنسان لكي يعيش حياة أقل نشاطًا وحركة. أما النوبة القلبية القاسية أو العنيفة فتجعل القلب غير قادر على إمداد الجسم بكمية كافية من الدم، حتى في حالة الراحة الكاملة، وقد تؤدي إلى الوفاة. وقد تصيب الأمراض أجزاء أُخرى من القلب وقد يؤدي هذا إلى تأثير مدمّر مشابه. تحققت أهم التطورات الطبية الحديثة في مجال طب القلب، وهو حقل طبي يعنى بالأمراض التي تصيب القلب والأوعية الدموية. ومنذ آلاف السنين، لم يكن مرضى القلب يعرفون أصلاً أن لهم هذه المشكلة. وفي التسعينيات من القرن العشرين الميلادي، تعلم الأطباء كيف يشخصون ويعالجون بعض حالات مرض القلب التي كان علاجها علاجها مستحيلاً في السابق، وكانت تعني الوفاة لمن يصاب بها. وأدّى اكتشاف الأدوية والتطور الهائل في الجراحة إلى إعطاء عدد من مرضى القلب أملاً في الحياة، وبدأ الأطباء بزراعة القلوب بل طوّروا أجهزة تقوم بعمل القلب مؤقتًا. واليوم تُجرى كثير من الأبحاث في علم القلب ووظائفه، ويتم التركيز على دراسة الأسباب التي تؤدي إلى أمراض القلب حتى يمكن تفاديها. وتدرس أبحاث أخرى إمكانية خفض حالات الموت والعجز التي تنتج من أمراض القلب، عن طريق دعم وتطوير أدوية وعقاقير معالجة جديدة واستحداث قلب صناعي فعّال. هذه المقالة عن قلب الإنسان بصورة خاصة، والجزء الأخير منها يصف قلب الحشرات والسمك والطيور والحيوانات الأخرى.
لكي تعيش حياة صحية، عليك باتباع الآتي:
- الأغذية الصحية التي يجب تناولها لقلب سليم
تجنب الإفراط في تناول الطعام، وذلك بتناول الغذاء الصحي المتوازن ورفع الثقافة الغذائية وعدم الاستسلام للأمراض النفسية التي ربما تدفع المرء الى زيادة الأكل دون النظر الى الناحية الصحية في الغذاء.
- أسع دائماً لتناول غذاء صحي في عملك، وذلك بتقليل الملح، أي لا تضع ملحاً إضافياً للأطعمة (يعني لا تضع ملاحة)، ويشمل الإقلاع عن استخدام الأطعمة المحفوظة، وذلك لاحتوائها على نسبة عالية من الصوديوم كمادة حافظة- الابتعاد عن الوجبات الخفيفة كثيرة الملح مثل الشيبس والبسكويت المملح والمكسرات والمخللات والفسيخ والساردين- يمكن استبدال ملح الطعام بعصير الليمون- قراءة الورقة الملصقة على الأطعمة المختلفة الموجودة بالأسواق للتأكد من نسبة الصوديوم فيها- التقليل من السكريات والحلويات، لأن ذلك يؤدي الى زيادة الوزن- الامتناع عن الأطعمة الغنية بالكوليسترول، (الكوليسترول عبارة عن مادة شمعية دهنية وأجسامنا تحتاجه لبناء الخلايا، فهو موجود في غشاء الخلايا في المخ والأعصاب والجلد والكبد والأمعاء والقلب، ويستخدم لإنتاج عدد من الهرمونات، وكذلك لإنتاج أحماض الصفراء التي تساعد على هضم الدهن، ويحتاج الجسم الى كميات قليلة من الكوليسترول)،
لتغطية هذه الاستخدامات وزيادة نسبة الكوليسترول في الدم تؤدي الى أمراض تصلب الشرايين- مستوى الكوليسترول في الدم يتأثر بما تأكله ويتأثر أيضاً بمقدرة جسمك على إنتاج الكوليسترول وسرعة التخلص منه، ولهذا السبب قد يصاب بعض الأشخاص بارتفاع في نسبة الكوليسترول في الدم مع أنهم لا يكثرون من تناول الدهون في طعامهم، ومن الضروري معرفة أن الجسم يقوم بإنتاج ما يحتاجه من الكوليسترول اللازم للقيام بوظائفه الحيوية، وبالتالي ليس ضرورياً تناول كوليسترول إضافي عن طريق الغذاء.
- الدهون الثلاثية المشبعة والكوليسترول تسبب ارتفاعاً في نسبة الكوليسترول الضار في الدم مثل السمن الحيواني والزبدة والكريمة والقشدة واللحوم الحمراء، وكذلك صفار البيض والكبد والمخ والكلاوي ومنتجات الألبان كاملة الدسم بأنواعها والشيكولاتة والآيس كريم- تناول الثوم نيئاً أو ينقع مع الخل، فإنه يساعد على انخفاض ضغط الدم-التعود على تناول زيوت الأسماك وعلى تناول عدد 3 وجبات أو أكثر من الأسماك بانتظام كل أسبوع- استخدام زيت الذرة أو زيت الزيتون أو عباد الشمس- الإكثار من الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات والفاكهة الطازجة- الامتناع عن المشروبات الغازية والمشروبات ذات السكر العالي- التقليل من شرب الشاي والكاكاو والقهوة والنسكافيه والامتناع عن مادة الكافيين- تناول زلال البيض (البياض)، وتجنب الصفار- تناول اللحوم البيضاء مثل الدجاج ولكن بدون جلد (الكوليسترول)- تناول الألبان منزوعة الدسم والزبادي (الكالسيوم ينظم الضغط)- تجنب قلي أو تحمير الأطعمة في الزيوت والسمن- يفضل طهي الطعام عن طريق السلق والشي أو البخار والطهي في الفرن- الامتناع عن المشروبات الكحولية- تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل البرتقال والموز والبطاطس المطهية والفاصوليا- ليس من الضروري الحد من السوائل لو كان تدفق البول طبيعياً- تناول طعاماً مطبوخاً جيداً سهل المضغ والبلع والهضم.
ü كن نشطاً وحافظ على قلبك
إن ثلاثين دقيقة من النشاط يمكن أن تساعد على حماية قلبك من النوبات وتقويته، إضافة الى استفادة عملك منك أيضاً (ثلاثون دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع)- حاول السير الى العمل اذا كان ذلك ممكناً، أصعد الدرج، حاول أداء تمارين أو تمشى خلال فترة الغذاء وقم بتشجيع الآخرين على تقليدك-حاول المشي الى المسجد وصلاة الأوقات الخمسة فيه- لك أن تعلم عزيزي القاريء أن الحياة الخاملة من أحد العوامل المساعدة على زيادة نسبة الإصابة بأمراض القلب- تساعد التمارين المنتظمة على زيادة نسبة الكوليسترول الجيد وخفض نسبة الكوليسترول السيء من الشرايين، وبذلك يمنع حدوث احتشاء عضلة القلب- تعمل الرياضة أيضاً على خفض ضغط الدم وتخفيض الوزن والتخلص من السمنة والتوتر النفسي.
ü أثر مرض السكري والسمنة الزائدة على قلبك
يعتبر الطب القلب والدورة الدموية هما أكثر أعضاء الجسم تأثراً بمرض السكر حتى أصبحت أمراض القلب وشرايينه من المضاعفات الرئيسية لمرض السكر، التي قد تفوق في أثرها مرض السكر ذاته، من أهم المضاعفات القلبية التي تزداد نسبة حدوثها بوجود مرض السكري هي: تصلب الشرايين الدموية وضيقها- الذبحة الصدرية الصامتة بدون سابق إنذار بألم في منتصف الصدر عند مرضى السكري- تلف أعصاب القلب- اعتلال عضلة القلب- السمنة ليست بالشيء السهل ونجد أن المجتمعات المتطورة عملت على محاربة السمنة لما لها من أضرار وخاصة على القلب، حيث أنها تسبب ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وزيادة معدل الكوليسترول في الدم والذبحة الصدرية واحتشاء عضلة القلب.
التقليل من التوتر والتفكير لمدة دقائق:
لم يتبين أن التوتر عامل مؤثر في أمراض القلب والنوبات، ولكنه يؤدي الى التدخين والإفراط في الشرب والغذاء غير الصحي، والتي هي بدورها عوامل لأمراض القلب، قم بأخذ وقتك في فترة الغداء بعيداً عن مكان العمل لاستنشاق هواء نقي وصحي، قم بأخذ استراحات خلال اليوم محاولاً عمل تمدد أو تمارين لمدة خمس دقائق مرتين في اليوم- توصلت دراسة أمريكية أن الأشخاص الذين يشعرون في العادة بالحماس والسعادة أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب، مشيرة الى أن تنشيط المشاعر الإيجابية تساعد في الحد من المخاطر الصحية على القلب.
خلق بيئة خالية من التدخين: (قل لا للتدخين).
كل سيجارة يدخنها المرء يمكن أن تزيد من مخاطر إصابته بالسكتة القلبية، لأن تجلط الدم داخل الأوعية الدموية يكون أكبر عند المدخنين منه عند غير المدخنين، وهذا يؤدي الى زيادة مخاطر الجلطة والسكتة القلبية وتصلب الشرايين، والأهم من ذلك أمراض الشرايين نتيجة لضيق وتصلب الشرايين من تأثير سموم التدخين.
تحكم في مستوى ضغط دمك في الحد الطبيعي، لأن التوتر والجهد المستمر لعضلات القلب جراء ارتفاع الضغط، يؤدي الى زيادة حجم هذه العضلات، وبالتالي تضخم القلب، ومن ثم الذبحة الصدرية والجلطة القلبية.
ü خلاصة: (تعرف على أرقامك):
قم بزيارة الطبيب المختص لتتأكد من قياس ضغط الدم والكوليسترول ومستوى الجلكوز بشكل صحيح متساوٍ مع الكتلة، ونسبة BMI فإذا علمت معدل الخطورة لديك، يمكنك وضع خطة معينة للمحافظة على صحة قلبك.