السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
عندما نخفي الأسرار عن أحبابنا طويلا ، لن نتمكن من التخلي أو الكشف عنها بسهولة ، و كلما كانت هذه الأسرار كبيرة كلما زادت الأضرار و أصبحت جسيمة . كوكب مجهول ، رحلة طويلة جدا ، معدات متطورة لكن البرد قارص ، لا مجال للتفكير ، و لا فرصة للرجوع إلى الخلف ، فكل خطوة تأخذها إلى الأمام ، قد تكون خطوة تخوضها في درب هلاكك . ليس الأمر سهلا عندما لا يكون هدفك محددا ، في وسط طبيعة لا ترحم ،حيث الضباب لا يغيب و الوحوش لا تنام ، كل منها يسعى إلى البقاء على حساب موت الغير ،. هي قصة في مكان بعيد و في زمن ليس بالقريب أيضا ، فنحن نتكلم عن مغامرة في عالم و من نوع آخر ، و عن طاقة و كائنات لا وجود لها في الحقيقة ، و تخيلها أيضا ليس بالسهل ، في لعبة إكتسحت ساحة المنافسة ، و واصلت مسيرتها وسط الدرب الملغم . و لكن قائدتها ليست بالسهلة أيضا ، بل هي أيضا من الكبار في عالم الفيديو ، إنها شركة Capcom في جزئ جديد من سلسلة الألعاب المدمرة [ Lost Planet ] في جزئها الثالث ، مع تقنيات جميلة و مغامرات فريدة من نوعها و مختلفة تماما عن باقي الألعاب الأخرى .

الشركة : Capcom
الإستيديو : Spark Unlimited
تاريخ الصدور : 30 أوت 2013

بطلنا في اللعبة هو القائد Jim Peyton، قائد الروغ ، أو المركبات الآليات ، و هي مركبات متطورة جدا ، تم تصميمها من أجل العمليات الإستكشافية في المناطق الباردة خاصة ، تتميز هذه الآليات هنا بقدرة كبيرة على تحطيم الأشياء و تكسير الجدران و الصخور و غيرها ، و هو ما يترجم قوتها الكبيرة ، ليست هذه المركبات مزودة بأسلحة متطورة و لكن قدرتها القتالية تتركز على القوة الكامنة في مفاصلها . القائد Jim Peyton هو رب لعائلة صغيرة ماتت على سطح هذا الكوكب البارد والذي يحمل إسم E.D.N. III . يتم إرسال بطلنا في مهمة إستكشافية إلى الكوكب المجهول التمام ، و هو ما يشكل مغامرة خطيرة من نوعها في عالم كهذا . هدف قاعدة الإستكشاف الرئيسية Coronis على الكوكب هو إيجاد طاقة بديلة للطاقات الموجودة على سطح الأرض . يعمل بطلنا في هذه اللعبة على كشف ما يكمن وراء الضباب و خلف تلك الجبال الصخرية التي تغطي محيط هذا العالم ، و تكمن مهمته الأساسية في معرفة ما حدث لمن أتو من البشر قبلهم لهذا العالم الغريب . ليست المهمة بالبساطة التي يمكن أن نتصورها ، فاللعبة هنا مليئة بالأسرار الغامضة و الأهداف المفاجئة ، فليس لبطلنا هنا رغبة كبيرة في قتل كل تلك الوحوش الضخمة منها أو الصغيرة ، و لكن عدم درايته بمطبات السبيل الذي يسافر فيه ، هو ما يجعله عرضة لمواجهة هذه الكائنات الضارية . إن غموض القصة هنا كبير جدا و يحتوي الكثير من الخبايا التي تحاول أن تكتشفها خلال اللعب ، فكل ما تقوم به هنا هو مسايرة ما يرويه الجد Jim مما حصل له في هذا الكوكب خلال خمسين سنة من المغامرة ، لحفيدته ديانا التي تبدأ القصة بمحاولتها إنقاذه من دمار كبير . إذا ، بدأت مغامرة بطنا منذ أن كان عمره إثنين و ثلاثين سنة ، عندما تم إشراكه في هذه العملية الإستكشافية ، أو بالأحرى التعميرية للكوكب . فلا يمكن أن تكون هنالك عملية إستكشافية دون أن يتبعها تعمير أو إستغلال بأي طريقة كانت لموارد هذه المنطقة أو لهذا الكوكب . تبدأ المغامرة عندما يحط جيم مع أحد المرافقين على هذا الكوكب في وسط إعصار كاسح يؤدي إلى إسقاط سفينتهم في الكوكب بطريقة عنيفة . فيحاول في أول الأمر إسترداد بعض المعدات التي سقطت معهم ، ليصادف هذه العملية مهاجمته من قبل بعض الكائنات الغريبة التي توجد على سطح هذا الكوكب . ليس الكائنات الأولى التي تهاجمك سوى مخلوقات ضعيفة تحاول الحصول على طاقة التي أو T-Energie و هي أساس اللعب هنا ، فكلما قضى كائن ما على آخر يحصل منه على هذه الطاقة المذهلة . و كذا الأمر لبطلنا الذي عليه أن يجمع هذه الطاقة في خزاناته ليقوم بإستعمالها في المقر ليحصل على تطويرات جديدة لآليته الضخمة أو لمعداته الصغيرة ، أو حتى لشراء أسلحة جديدة يبدأ بها مهماته القادمة . تتمحور الأحداث هنا حول البقاء على قيد الحياة بكل بساطة ، فليس عليكم كفريق سوى تأمين كل ما يخولكم إلى إتمام المهام دون أن يقضى عليكم . لن يكون عليك أن تقوم بكل المهام راجلا طبعا بل إن الروغ ، تلك المركبات الآلية المتطورة تشكل إمتيازا كبيرا لك بكل تلك القوة التي تملكها ، خاصة ضد تلك الوحوش الكبيرة التي تحاول القضاء عليك دون الرحمة . لن يطول بك الأمر قبل أن تواجه إحدى الوحوش العملاقة في اللعبة ، و لاكن لا تستعجل في الحكم عليه ، فكلما كان هنالك كبير ستجد بعده أكبر منه إذا تسنت لك الفرصة في المهام الأخرى . يستعمل جيم أسلحة مختلفة في مواجهة الوحوش ، و قد لا تكون هذه الأسلحة متطورة جدا لكنها ستجدي نفعا ضد هذه الكائنات البدائية على هذا الكوكب المجنون . الوحوش كثيرة حقا في هذه اللعبة ، وحيثما كان لك التحكم ممكنا كان عليك أن توجه سلاحك مستعدا لأي هجوم ، فتلك الكائنات لا ترتاح أبدا ، و لا تملك أي حس بالخوف أو الرهبة إتجاه الأسلحة أو الآليات التي تستعملها ، و لكنها تملك حقا حسا بالألم عندما تستعمل هذه الأجهزة ضدها ، و ستتأكد من ذلك هندما تراها تجري هاربة من الرصاص الذي تتلقاه عندما تنجو منه طبعا . تختلف الوحوش بأنواعها ، و لكن يمكن تصنيفها بكل سهولة ، إلى ضعيف ، و قوي ، و زعيم ، و يعتمد هذا التصنيف على عددها في أثناء مهاجمتك في اللعبة ، فكلما زاد عدد الوحوش ، تأكد أنها ضعيفة و يمكنك التخلص منها بسهولة ، و كلما قل إلى الناذر وجودها ، تحتم عليك الحذر من قوتها التي ستحاول سحقك عن طريقها ، و لكنك لن تملك أي فرصة لمحاولة تصنيفها فكل ما ستقوم به في اللعبة هو مواجهة كل منها بما هو من حجمها و بما هو بأكبر من قوتها ، ففي لعبتنا هذه ، لكل داء دواء . أحداث العبة كما ذكرة سابقا ، مليئة بالأسرار الداكنة و التي سيطول بالأمر قبل أن ترى ماهيتها ، فلا داعي للفرح عند إكتشافك لشيئ ما ، فكل ما سيتبع ذلك هو مضاعفة لعدد الأمور التي ستزيد في قاموس مصطلحاتك الغير المعروفة و في معارفك المحدودة التي عليك أن تساير اللعب و المغامرة لتتمكن من إكتشاف ما سيقودك إليه من جنون و مرح . أيام بطلنا جيم على هذا الكوكب تمر متماثلة إلى حد ما ، و هذا لأن E.D.N. III هو كوكب لا يقدم الكثير من التشويق لبطلنا الذي فارق عائلته عليه .

التحكم ، و أسلوب اللعب ، حسب تقييمي فهما بتقييم لا يتجاوز الحسن ، لا يوجد الكثير مما يمكن الثناء عليه في هذا الجانب غير بعض النقاط ، إذ أن اللعبة إحتوت على نمط لعب بسيط إلى أقصى الحدود مع بعض الإضافات التي أنجته من التقاييم السيئة . أولا التحكم بجيم ماشيا أو راجلا ، عادي جدا و لا يعتمد على الكثير من الخبرة فأي لاعب لهذا النوع من الألعاب يمكن أن يتقن أسلوب التحكم في شخصيتنا ، إلا أنه قد يواجه صعوبة في أثناء مواجهة الوحوش في إشتباكات مباشرة ، فقد تم إضافة خاصية جديدة عندما يلتصق بك أحد الوحوش أو يقبض عليك محاولا القضاء عليك ، فلن يكون التخلص من قبضته مجرد ضغطة سريعة على زر ما و لكنه أصبح بدوره يحتوي على تصويب و تنوع ،فإذا إلتصق بك وحش ما ، لا تنتظر نجاتك منه بمجرد الضغط السريع و لكن ترقب التصويب عليه عن طريق قدمك أو خنجرك لتتمكن من القضاء عليه . عندما ستواجه الوحوش راجلا ستعتمد على بعض الحركات البسيطة أيضا كالتدحرج و الجري السريع و غيره . الأسلحة التي ستستعملها بدائية إلى حد ما و لا تحتوي على طابع التطور مقارنة بالزمن الذي تجري فيه أحداث اللعبة . أثناء الإشتباك قد تحتاج إلى تعبئة سلاحك و الهروب في نفس الوقت ، و هو ما نراه حاضرا في اللعبة . نظام التصويب هنا ليس متطورا كثيرا ، فبالنسبة إلى الوحوش الضعيفة و القوية ، يمكنك القضاء عليها بسرعة بالتصويب في أي منطقة منها ، و لكن الزعماء يحتاجون إلى أن تصوب على مناطق ضعفهم إذ أنهم لا يتأثرون كثيرا بالتصويب على غير ذلك و هذا راجع لقساوة قشرتهم ، و لكنك حين تستعمل المركبات الضخمة لن تفرق بين الزعيم و القوي و سيكون عليك الضرب في أي مكان إلا أن التصويب على مناطق الضعف سيسرع من عملية القتل . تتمثل الأسلحة التي يستعملها راجلا في الرشاشات و البندقيات و المسدسات الصغيرة و هي ما تعد ذخيرتها لا متناهية نظرا لأن الأسلحة الأخرى تنفذ بسرعة . أثناء قيادة المركبات ستتوفر أسلحة بسيطة أيضا فمجسات الآلية هي كل ما يمكنك أن تستعمله للقضاء على الوحوش . يمكنك أن تضربها مباشرة عن قرب أو عن بعد أو تمسكها بمجسة و تقضي عليها بالثانية أو غيرها من الحركات السهلة . التنقل بالآلية بطيء جدا و هو ما قد يشكل رابط ملل لدى بعض اللاعبين ، و لكن هذه المركبات تشكل ميزة لجيم عندما يحاول إختراق الصخور أو الجدران أو غيرها من الأمور التي تستعسر على جيم وحده . قد تتأثر الآليات أحيانا بدرجات الحرارة فتضطر إلى نزول لإزالة الجليد عنها ، و لكن احذر فالوحوش تترصد بك .
الذكاء الآلي هنا ليس بالميزة الحسنة ، فلا يمكن سوى التغاضي عنه ، فبكل بساطة ستلاحظ غباءا فارطا في الوحوش التي ستهاجمك ، و لا يتعلق الأمر هنا بهجومها المباشر و لكن بتكرار الأحداث عندها . كما أن هجوم الوحوش عليك سيكون من الأمام دائما و هو ما سيبعد عنصر المفاجأت في هذا الأمر عنك ، و سيفسد الروتين الذي يمكن أن تمر به خلال اللعب . الوحوش الضعيفة ، غبية إلى أقصى الدرجات و قد يخيل لك أنها تلقي بنفسها إلى الهلاك ، الوحوش القوية ، هي الأفضل من هذا الجانب إذ أنها قد تضفي إلى اللعبة القليل من عنصر المفاجئة الناذر فيها و قد تحاول أن تقضي عليك عندما تمسك بك و تلتصق بك و هي أحيان التي تهاجمك من الخلف فتزيد من درجة الذكاء قليلا ، و لكن ملاحظتك لذلك ستزول تقريبا عندما تكثر مواجهتك للوحوش الضعيفة أساسا . الزعماء ، يعتمدون على قوتهم و تحركهم إتجاه البطل محاولين القضاء عليه ، فلا تستغرب من محاولتهم إخفاء نقاط ضعفهم فهو مجرد نظام بسيط يعتمد على جعل الوحش يراقب تحركات الهدف و لا يدعه يغيب عن ناظره ، مع إضافة بسيطة و تعديل صغير في مكان نقطة الضعف ، فيجعلون الأمر يبدو كما لو أن الوحش يحاول إخفاء أو حماية نقطة ضعفه الأساسية . قد تلاحظ فرار الوحوش أحيانا عندما تأديها كثيرا و لكن ذلك لا يكون سوى تحضيرا لشيء ما ، كالعودة بعد التعافي أو ترك الفرصة للاعب كي يتعافى أو كي يركب آليته .

التصاميم في اللعبة هي الميزة الرئيسة و الرائعة في الحقيقة . فقد أبدعت كابكوم في تصميم الشخصيات خاصة و المواقع عامة . فتصاميم الوحوش مثلا تحتوي على حركية مذهلة ، و رغم أن مضمون اللعبة يدخل في إطار الخيال ، إلا أن التصاميم جيد إلى حد الروعة . تصميم شخصيتنا البطلة هو أفضل التصاميم فقد كان له القدر الكبير من الإهتمام خلال التصميم ، فستلاحظ مدى دقتهم في تصميم ملامحه و ملابسه ، خاصة مع وجود البزة الجديدة التي يلبسها و هي كما يبدو لي بزة متطورة قادرة على تخزين طاقة الـT التي يهدف إليها أبطالنا على الكوكب . الشخصيات الأخرى نالت نصيبها من الإهتمام أيضا . و كذا تصاميم الوحوش الجيدة و المبتكرة . أضف إلى ذلك الحركية الجميلة التي تتمتع بها الشخصيات و الوحوش و مدى تناسقها مع الظلال و الأصوات أيضا . تدور أجواء اللعبة وسط طبيعة ثائرة و جو عاصف مثلج و هو ما يميز اللعب فقد كانت التصاميم في هذا الجانب جيدة ، الجليد و الثلج و البخار كلها تستحق الثناء . تصاميم الآليات مستوحاة من ألعاب أخرى و هو ما زاد تعلق هذه اللعبة بها . تصاميم النيران أثناء الإنفجارات هو ما يمكن أن يشكل عيبا حيث أنك قد لا تلاحظ النيران قبل أن تنطفأ عندما تستعمل قنابلك . الإضاءة جيدة إلى أقصى الحدود و لا يشكل أي مكان جانب الإضاءة فيه عيبا جسيما ، حيث يمكنك أن تبصر الوحوش حيثما تواجدت و لن يصعب عليك التصويب عليها حتى في وسط القواعد المهجورة و التي من المفترض أن تكون مظلمة . إنعكاس الضوء على الجليد جميل إلى حد ما و هو ميزة أخرى في هذا الجانب . تصاميم المواقع رائعة بما إحتوت عليه من صخور و آليات خاصة في القاعدة ، و ما جعل هذه التصاميم جيدة هو كثرة الغطاء الثلجي عليها و هو ما قد أخفى الكثير من العيوب التي إحتوتها . بكل بساطة يمكن أن نقول أن جانب التصاميم شكل ميزة جيدة جدا في ميزان تقييم اللعبة و هو ما تحتويه أغلب الألعاب من نفس نوع لعبتنا هذه .

الأصوات يمكن تقييمها بالحسن فقد تميز النص بداية بالتكرار و لكن غلب عليه نمط من الفكاهة الذي قد يقذف باللاعب إلى الإنسجام مع الأحداث . حيث ستلاحظ بعض النكت التي تلقيها الشخصيات محاولة الإستهزاء ببعضها البعض . و لكن هذا لا يخفي السيئات و النقائص التي وجدت في هذا الجانب . و التي منها إنخفاض صوت الشخصيات مقارنة بصوت الموسيقى أو الرياح في بعض المواقف . أصوات الإنفجار على غرار تصاميمها جيدة هنا ، و هذا ليس بالبعيد عن لعبة كهذه . صوت الرياح و تباينه خلال قوتها و هدوءها حسن هو الآخر و لا يمكن سوى الثناء عليه بكل بساطة . صوت قرع الأقدام مختلف بين المواقع و هو أيضا ما نجده في أغلب الألعاب الحالية . آداء الحوار جيد و يختلف مسايرة لوضعية الشخصية التي تلقيه في أثناء أحداث اللعبة .

اللعبة في هذا الجزء ليست بالخارقة عن العادة ، و لم تتميز بالإمكانيات اللازمة التي تخولها تحدي باقي الألعاب التي صدرت هذه السنة ، و لكنها تشكل في هذا الجزء تطورا لسلسلتها و تقدما لمصنعتها ، ففي الحقيقة لا يمكن وصف كابكوم بالعملاقة في تصميم مثل هذا النوع من الألعاب ، إلا أن هذه السلسلة لاقت متابعة من قبل الكثير من اللاعبين ، و قد يكون السبب راجع إلى القصة التي تدور أحداث اللعبة حولها ، رغم غموضها الكبير و سريتها . و قد تكون التقاييم ليست بالعالية جدا و لكن اللعبة هادفة و تتمتع بشيء جديد على غرار نظيراتها . فلنترقب إذا ما يمكن أن يتبع هذا الجزء الجديدة من هذه السلسلة في السنوات القادمة .
الكاتب : فضيل / Al-Sarab
المراسلين / TheSaints