كنت فى المرحلة الثانوية العامة ،وكل اسرة لدينا تعلم  جيداً  انها اصعب مرحلة تمر بحياة  طالب العلم ربما لانها تُحدد مصير حياته بأكملها ،وربما لانها مرحلة انتقال ما بين المرحلة المدرسية ،والمرحلة الجامعية التي تعتبر من اهم المراحل الدراسية فكان كل طالب يبذل فيها اقصى مجهود حتى يحصل على اعلى الدرجات التي تؤهله للوصول الى افضل الجامعات ،ومثلي مثل اى طالبة تبذل قصارى جهدها حتى تحقق الحلم التى تحلم به اى فتاه او فتى ،وفى يوم كنت اسهر الليل جاهدة لأواصل مذاكرتي، ولان السهر مجهود بَدني كنت لا احبه ،ولكن كنت مُجبرة على ذلك ،وفى هذه الليلة خرجت الى شرفتي استنشق نسيم الليل حيث كانت حرارة الصيف من احدى المعوقات لدينا فرأيت طالب آخر يواصل الليل بالنهار ليستذكر دروسه ،وعَلمت انه ايضاً بالثانوية العامة العجيب انه كان تقريباً لا ينام ،وانا كنت لا اتحمل حرارة الصيف ،وتعب السهر، واذهب للنوم ثم استيقظ اجد هذا الشاب مايزال جالس على مكتبه كنت اتعجب لأمره كيف هذا ،وكيف لا يُعطي لجسده قدر من الراحة ،ولكن كان  طموحه فوق كل عائق انتهت السنة بعد ان انتهينا من جهد المذاكرة ،والتركيز ،وكان كل ما يدور بخاطري ان اعرف كم من المجموع حصل هذا الشاب لاني كنت اعلم جيداً انه سينجح ،وبتفوق ،وبعدها سمعت اصوات الزغاريد تأتي من اتجاه منزله ،وعلمت انه حصل على المركز الثالث من العشرة الاوائل على الجمهورية فرحت به  اكثر من فرحتي بنجاحي لانه يستحق بالفعل ،و جلست بشرفتي ،وانا اشاهد الجميع ،وهو يتلقى التهاني منهم ،واذا بي اتفاجأ بشئ لم يخطر ببالي يوماً بأنه كان معاق بمرض شلل الاطفال كم احترمت هذا الشاب اكثر ،وكم اعجبني تحدي الاعاقة لديه ،وحصوله على مركز لم يحصل عليه الكثير من سالمين الجسد بالفعل يستحق  التفوق ويستحق مني بل منا جميعاً شهادة تقدير