بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الرسول الكريم وبعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الإخوة في الله وإليكم هذا الموضوع المهم:
أبدأ موضوعي الهام جدا بهذه الآية الكريمة من سورة الحجرات حيث قال عز وجل بعد أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم :({ياأيُّها الَّذين آمنوا لا يَسخَرْ قومٌ من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساءٌ من نساءٍ عسى أن يَكُنَّ خيراً منهنَّ ولا تَلْمِزوا أنفُسَكُم ولا تنابَزوا بالألقابِ بئْسَ الاسْمُ الفسوقُ بعد الإيمانِ ومن لم يتُبْ فأولئك همُ الظَّالمون(11)} صدق الله العظيم.
وهذا الحيث الشريف الذي رواه أبو داوود والترمذي وقال حديث حسن صحيح
عندما قالت عائشة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا تعني القصيرة حيث أنها أشارت بيدها فقط ،فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم
:"لقد قلت كلمة لو مزجت بماءالبحر لمزجته " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إنطلاقا من الآية الكريمة والحديث الشريف نجد أن موضوع السخرية من الغير أمر منكر عظيم جدا وعاقبته لا يمكن توقعها وهذا لجهلنا بتعاليم ديننا الحنيف، ففي زمننا المعاصر أصبحت السخرية والإستهزاء بالغير وخاصة من ذوي الإحتياجات الخاصة منتشرة بصورة مرعبة ورهيبة، فقد أصبحنا ننعت بعضنا بألفاظ ونصف بعضنا بصفات لا نحب أن نسمعها كأن نصف المعاق بأن فيه عيبا ونصف الكفيف بالأعمى وغير ذلك من المنكرات، ولكن هل نحن ندرك خطورة ما نقع فيه؟
، لماذا نسينا أننا سواسية متساوون وأن التنابز بالألقاب حرام؟،إذا نظرنا للحديث الشريف ندرك أن الأمر خطير جدا كيف نهى الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام أم المؤمين رضي الله عنها بأن لا تصف حفصة بالقصيرة وهي كانت قد أشارت لقصرها بيدها فقط ولم تقل ذلك حيث قال لها أن تلك الكلمة البسيطة تمزج البحر ، فالبحر رغم عظمته ورغم ما نلقي فيه من فضلات ونفط وزيوت وغيرها ولم تمزجه فكيف تمزجه كلمة بسيطة،فهذا ليس دليلا إلا على عظمة هذا الأمر نسأل الله السلامة والعافية، لذلك أرجوا من جميع الإخوة المسلمين أن لا يصفوا بعضهم البعض بألفاظ لا يحبونها وخاصة إخوانهم ذوي الإحتياجات لخاصة بل علينا أن نساعدهم ماديا ومعنويا وأن لا ننعتهم بإعاقتهم أو مرضم وأسأل الله أن يهدينا ويغفر لنا ويرحمنا ويوفقنا في الدنيا والآخرة وختاما السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
