لقد تم اكتشاف النحاس قبل اي معدن آخر ماعذا الذهب، وقد استعمله الإنسان منذ فجر التاريخ، وبعد العصر الذهبي، ووجد النحاس الصافي على شكل كتل وعروق المعادن الحرة وقد قام الإنسان في البداية بالحفر لاستخراج هذه المادة الصخرية الحمراء لجماله، ولكنه ما لبث أن اكتشف أن هذه المادة يستطيع أن يشكلها كيفما يشاء بواسطة المطرقة، ولقد استعمله الإنسان عوضا عن الصوان في صنع الأسلحة، لما يتصف به من ليونة في الصنع، وفيما بعد اكتشف الإنسان أن بإمكانه إذابة هذا الصخر الأحمر في صنع بعض الكؤوس والأواني النحاسية، وبعد ذلك تم إنشاء الكثير من المناجم لاستخراج النحاس وتصنيعه بأشكال مختلفة ولاستعمالات كثيرة، وقد استعمل النحاس لفترة طويلة من الزمن بسبب ندرة الذهب وليونته التي لم تكن تسمح باستخدامه في صنع الأدوات، كما يتوقع أن قد تم استخدام النحاس في بناء الأهرامات، وعلى الرغم من اكتشاف البرونز،  وهو خليط من النحاس والقصدير، فقد استمرت عمليات نعدين النحاس بكميات كبيرة، ولكنة تضاءل استعماله مع اكتشاف الحديد، وزامن ذلك اسمراره عند الشعوب النامية، وكان منم أهم مقومات الصناعة ‘لى أن اكتشف الكهرباء، وقلما نجد من يعرف النحاس الخام أو يستطيع تمييزه، فهو براق ذو صبغة وردية تتحول إلى أحمر قاني عند تعرضه للهواء، ولن سطح النحاس عموما أحمر قاتم، وذلك بسبب الصدأ الذي يتشكل عليه بعد تفاعله مع الأكسجين الموجود في الهواء، ومعظم النحاس الطبيعي في العالم يكون مختلطا وممتزجا مع مواد أخرى، ولاستعماله يجب فصله عنها، وهنا تكمن الصعوبة الكبرى.

.ويتميز النحاس عن باقي المعادن بصفات جيدة، إذ يعتبر من المعادن القاسية ولكنه سهل الصقل والتشكيل، وهو ناقل جيد للحرارة والكهرباء ومن السهل ثنيه ولكن من الصعوبة الكبيرة كسره، كما يمكن أن يتحد مع معادن أخرى ليكون سبائك البرونز أو النحاس الأصفر.

!! والسـلام عليكم ورحمة الله وبركاتــه !!