في بداية عملي المسرحي كنت  لا أطيق اللثويات ولا أتعاطى بها وكان هذا الأمر لايزعجني ولايزعج المشاهدين سواء في الجامعة أو خارجها

فكل المسرحيات التي كتبتها ومثلتها مع الفنان المهندس همام حوت كانت باللهجة العامية وحتى المشاهد التي كتبتها بالفصحى لم تكن فيها اللثويات ملحوظة

ولكن عندما طلبني المخرج رضوان سالم لألعب دور حنظلة في مسرحية (رحلة حنظلة لسعدلله ونوس)

 فتت بستين حيط فاللثويات منتشرة وبكثافة إلى درجة أنه وبعد ثلاث بروفات سحب المخرج الدور مني  وأعطاه للزميل شادي مقرش بعد أن يئس من اتقاني للثويات وأعطاني  دور المحامي والطبيب في نفس المسرحية ومن حقدي على اللثويات طلبت من المخرج أن يسمح لي بكتابة دور المحامي بطريقتي بحيث لايخرج عن روح سعدالله ونوس وأن أكون أميناً على فكرة الحوار

وهنا يا شباب وبالجكر كتبت جملة طويلة كلها لثويات وأجزاء منها من حوار حنظلة نفسه فقط لأثبت  للمخرج أنني قادر على اتقان اللثويات ولكن أحتاج إلى بروفات أكثير

والجملة الطويلة كانت :

حضرات السادة المستثمرين إن هذا الرجل الماثل أمامكم ليس ذئباً كما تظنون وإنما هو حمل في ثياب رجل خانته الأقدار وسائته الظروف

حضرات السادة المستشرفين إنظروا إلى هذا الوجه الظريف الوديع الصافي القلب (لماذا يحدث معه مايحدث ألأنه يثرثر كثيراً أم لأنه ثابت القلب والنهى طويل الركبة والقدم )

طبعاً الجمهور كان يضحك من تتابع اللثويات وخاصة عند لماذا يحدث معه ما يحدث ألأنه يثرثر كثيراإلى نهاية الجملة

المسرحية قدمت في مهرجان حلب المسرحي وتلقيت التهاني من النقاد على اتقان دوري المحامي الثعلب والطبيب الأحمق وجرعة الكوميديا التي قدمتها

بينما الزميل شادي تم تشريح دوره نقدياً وفنياً باعتباره بطل العرض (مع أنه قدم دوراً بغاية الروعة جعلتنا جميعاً نشجعه للدخول إلى المعهد العالي وفعلاً كان من الأوائل على دفعته ومن أشهر ماقدم كان دور زكزك في برنامج أطفال بالاضافة إلى عشرات الأدوار المهمة)

طبعاً بعد المسرحية بدأت أتكلم اللثويات بطلاقة وانتهت هذه العقدة

تخيلوا قبلاً كيف كانت ستكون الجملة

لمازا يحدس معي ما يحدس ألأنني أسرسر كسيراً