نادراً ما يُكتب النجاح للمواسم المتتالية من المسلسلات الكوميدية. إذ تقدّم عصارة مشاهدها الكوميدية في جزئها الأول فحسب، ثم تتراجع لاحقاً في المواسم اللاحقة. لكن بالنسبة الى مسلسل «أعمال شقة جداً» (تأليف خالد وشيرين دياب، وإخراج خالد دياب) فإن الوضع مختلف. فقد حقق الموسم الثاني منه نجاحاً لافتاً، وتصدّر قائمة الترندات بالايفيهات التي قدمها.
هكذا، يتابع حمدي (هشام ماجد) مشاكله التي تواجهه في الطب البشري مع مساعده عربي (مصطفى غريب)، ناهيك بحياته الزوجية المتوترة مع ياسمين (أسماء جلال) التي تطمح لإيجاد عمل يتناسب مع الامومة. يستمر الثنائي في البحث عن مساعدة منزل، وفي كل مرّة يقع الزوجان في مشاكل محفوفة بالمخاطر.
لكن نجاح «أعمال شقة جداً» لا يعتمد على الثنائي هشام وأسماء فحسب، بل على مصطفى غريب الذي يقدّم نوعاً جديداً في الكوميديا الممتعة. يعتبر الممثل المصري نجم الموسم الرمضاني بلا منافس. يتألق بدور عربي، صاحب ردود الافعال السريعة، ليكون جوكر المشروع الكوميدي. كأنّ شخصية عربي قد صمّمت خصيصاً له. شخصية فائقة التهوّر، وقادر على تجسيدها بكل خفة وسهولة بعيداً عن المبالغة، ويصلح أداؤه ليُدرّس في الجامعات. يقدم مصطفى في كل حلقة عشرات الايفيهات الكوميدية، ولم يسبق لأي عمل أن ضمّ كمية وافرة في الكوميديا كتلك المتواجدة في «أشغال شقة جداً»، ليخرج المشاهد بعد متابعة العمل بأنه علاج لحلّ مشاكل الحياة.
