يقول لي الطبيب بغير علم **** تداو فأنت يا هذا عليل

ودائي ليس يدريه لسوائي **** ورب قادر ملك جليل

أأكتمه ويكشفه شهيق **** يلازمني وإطراق طويل

شرُّ البِلادِ مَكانٌ لا صَديقَ بهِ = وشَرُّ ما يَكْسِبُ الإِنسانُ ما يَصِمُ

وشَرُّ ما قَنَصَتْهُ راحَتي قَنَصٌ = شُهْبُ البُزاةِ سَواءٌ فيهِ والرَخَمُ

بأَيَّ لَفْظٍ تَقُولُ الشِعْرَ زِعْنِفةٌ = تجُوزْ عِندَكَ لا عُرْبٌ وِلا عَجَمُ

ساروا وحبل وصالهم مبتوت ... فسلوا نجوم الليل كيف أبيت

بانوا وروحي عندهم وحشاشتي ... وتظن أنهم مضوا وبقيت

أسفي على وادي الأراك وإنما ... يتأسف المحزون وهو يموت

أنحي على الأقراط ناطقةً ولا ... أنحي على الخلخال وهو صموت

سبحان ربي ما أجل جلاله ... تخلصني منها له الحمد والشكر

فضاقت علي الأرض حتى كأنها ... بما رحبت ما كان في طولها فتر

فناديت في حول من الدهر كامل ... ألا رجل حر ألا رجل حر

بكت لم تسل دمعاً ولا هي أعربت ... ولا أفصحت معنىً بلحن كلام

ولم أر أشجى من بكاءً بعثنه ... فزدن به في لوعتي وغرامي

إن كنت يا دهر لم تحسن معاشرتي ... فيما مضى فلقد أحسنت تأديبي

أجرب الناس في ضيق وفي سعةٍ ... والناس صنفان في حدج التجاريب

وما على العود أن يهدي نوافحه ... إلا على لهبٍِ بالجمر مشبوب

‏كمْ خابَ ظنّي بمنْ أهديتُهُ ثِقَتي ***** فأجْبَرتْني على هجرانهِ التُّهَمُ

فيا دارهم بالحزن حزني مجدد ... عليك، وقلبي ليس عنك بسالي

أرى أعيناً صوراً إليّ كثيرة ... ومن دون أن ألقاك سور عوالي

وأبيض هندي كأن بحده ... مطار ذبابٍ أو مدب نمال

على حُزنهِ الممتدّ لا تَلُمِ الفَتى
إذا هو ذاقَ الهَجرَ بعدَ التَعلُّقِ

فما خلقَ اللّهُ عذابًا بأرضِهِ
أمَرَّ وأقسَى من عذابِ التَفرُّقِ ..

نَزَلَ المَشيبُ فَأَينَ تَذهَبُ بَعدَهُ **** وَقَد ارعَويتَ وَحانَ مِنكَ رَحيلُ

كانَ الشَبابُ خَفيفَةٌ أَيّامُــــــهُ **** وَالشَيبُ مَحمَلُه عَلَيكَ ثَقيـــــــلُ

لَيسَ العَطاءُ من الفُضولِ سَماحَةً **** حَتّى تَجودَ وَما لَدَيكَ قَليـــــــلُ

يا شَوقَ مَن باتَ مَشغوفاً وَمُجتَنَبا

وَيا صَبابَتَهُ إِن صُدَّ أَو قَرُبا

نامَ اللَواتي عَدِمنَ الحُبَّ مِن مَرَحٍ

وَبِتُّ أَقرِضُ في الظَلماءِ مُكتَإِبا

وَقائِلٍ صَحَّ مِن دائي تَجَنُّبُهُ

لَم يَلقَ عَجباً وَإِن حَدَّثتَهُ عَجِبا

يا لَحدَ شَمسِ العُلى فيها بِنورِ رِضا

رَبّي الرّحيمُ وَمَولاي الكَريم أَضا

صِرتَ الثريّا لِبدرِ المَجدِ مَنزلةً

فَحَلَّها إِذ لأمرِ اللَّهِ قَد نَهَضا

أَيا رَبِّ إِنّ العُمرَ وَلّى كَثيرهُ

فَيا رَبِّ تَمِّمْه بِحُسنِ الختامِ

وَأَنعِمْ بِمَحوِ الذّنبِ عنِّي تَجاوُزاً

وَبِالفَضلِ أَوصِلني لِدارِ السّلامِ

زعموا بأن الصقر صادف مرة *** عصفور برّ ساقه المقدور

فتكلم العصفورُ تحت جناحه *** والصقرُ منقض عليه يطير

ما كنت يا هذا لمثلك لقمة *** ولئن شويتُ فإنني لحقير

فتهاون الصقر المدل بصيده *** وأفلت ذلك العصفور

تُخفي الصَبابَةَ وَالأَلحاظُ تُبدِيها *** * وَتُظهِرُ الزُهدَ بَينَ الناسِ تَمويها

وَتَستُرُ الحُبَّ كَيما لا يُقالُ صَبا **** شَيخاً فَتُعلِنُهُ الأَنفاسُ تَنويها

يا عاشِقاً تَلِفَت في العِشقِ مُهجتُهُ **** كِتمانُكَ الحُبَّ في الأَحشاءِ يُؤذِيها

ان كُنتَ ذا أَدَبٍ أَمسَيتَ ذا شرَفٍ

ولو دنا منكَ من دونِ الورى النسَبُ

وَدُمتَ مُستغنِياً لَم يَخشَ مَتربةً

لِأنّ كنزَكَ عند الحاجة الأدَبُ