قِف بالديارِ دِيار الحيِّ من إضم *** واِعلن سَلامك في أطلالِ ذى سلمِ

لَولا الهَوى ما ذابَ مِن حَنينِهِ *** صَبٌّ أَصابَتهُ عُيونُ عَينِهِ

نسخْتُ بِحَبّي آية العِشْقِ من قبلي *** فأهْلُ الهوى جُندي وحكمي على الكُلّ

سقى دمع العين لا دموع الغمائم *** مواقف نعم بين تلك المعالم

عيون المها ردى سهامك من نحر *** فما لي على رشق اللواحظ من صبر

كم حسرة لي قد غصت مرارتها *** جعلت قلبي لها وقفاً لبلواكا

ما خاب من في الله كان رجاه *** فافزع إليه وخل ذكر سواه

هُوَ اليَومُ لَنْ أَنْسَاهُ مَا ظَلْتُ بَاقِياً *** إِذَا آبَ أَلفَانِي وَمَا زِلْتُ بَاكِيَا

يعنفني في الدار صبحي على البكا *** فيال ويح قلبي من خلي وجاهل

بِروحيَ مَن قَد حَلَّ في القَلب ساكِناً *** فَحرّك ما في مُهجَتي كانَ ساكِنا

ثِقي بِجَميل الصَبر مِنّي عَلى الدَهر *** وَلا تَثقي بِالصَبر مِنّي عَلى الهَجر