ٍاصْبِرْ فَفِي الصَّبْرِ خَيْرٌ لَوْ عَلِمْتَ بِهِ ... لَكُنْتَ بارَكْتَ شُكرًا صَاحِبَ النِّعِمِ

واعلمْ بأنَّكَ إنْ لَمْ تَصْطَبِرْ كَرَمًا ... صَبَرْتَ قَهْرَاً على ما خُطَّ في الْقَلَمِ

وكَمْ شُجَاع زَعِيْمٍ في الوَغَى بَطلٍ ... تَبْكِيْه مِن أَرْضِهِ أهلَّ وَوِلْدَانُ

وَوَادِيَاً مَن غَدَتْ بالكُفْرِ عَامِرةً ... وَرَدَّ تَوْحِيْدَهَا شِرْكٌ وطُغْيَانُ

كذا المَريَّةُ دَارُ الصَّالحِينَ فَكَمْ ... قُطْبٌ بِهَا عَلَمٌ بَحْرٌ له شَا ن

دَعي مُغلِقي الأَبوابِ دونَ فَعالِهِم

وَلَكِن تَمَضَّي لي هُبِلتِ إِلى سَلمِ

إِلى مَن يَرى المَعروفَ سَهلاً سَبيلُهُ

وَيَعقِلُ أَخلاقَ الرِجالِ الَّتي تَنمي

أَفاطِمَ ما يُدريكِ ما في جَوانِحي

مِنَ الوَجدِ وَالعَينِ الكَثيرِ سِجامُها

فَلَو بِعتِني نَفسي الَّتي قَد تَرَكتِها

تَساقَطُ تَترى لَاِفتَداها سَوامُها

لَأَعطَيتُ مِنها ما اِحتَكَمتِ وَمِثلَهُ

وَلَو كانَ مِلءَ الأَرضِ يُحدى اِحتِكامُها

عَجِبتُ لِحادينا المُقَحِّمِ سَيرُهُ

بِنا مُزحِفاتٍ مِن كِلالٍ وَظُلَّعا

لِيُدنينَنا مِمَّن إِلَينا لِقاؤُهُ

حَبيبٌ وَمِن دارٍ أَرَدنا لِتَجمَعا

وَلَو نَعلَمُ العِلمَ الَّذي مِن أَمامِنا

لَكَرَّ بِنا الحادي الرِكابَ فَأَسرَعا

حَلَفتُ بِرَبِّ الجارِياتِ إِذا جَرَت

وَحَيثُ دَنَت مِن مَروَةِ البَيتِ زَمزَمُ

لَما زادَني مِن خَشيَةٍ إِذ حَبَستَني

عَلى الخَشيَةِ الأولى الَّتي كُنتَ تَعلَمُ

إِذا الأُسدُ ماسَت في الحَديدِ وَسَوَّمَت

تَميمٌ وَجاءَت بِالبُحورِ الخَضارِمِ

فَما الناسُ في حَيَّيهِما غَيرُ حُشوَةٍ

إِذا سَكَنَ الأَصواتُ غَيرَ الغَماغِمِ