لــــــــــــ

نَمَتِ المودّةُ بيننا لكنَّه
قد خابَ ظنّي حينما جرَّبتُهُ

فدعوتُ ربي دائمًا ألَّا أرى
قبحًا بقلبٍ بعدما أحببتُهُ

 

لـــــــــــ ‏

غَرسُــوا فِــي العُمْـقِ مِنَّـا غصَّــةً
ثُـــمَّ قالــوا: مـا بــهِ لـمْ يَتَكلَّــمْ؟!

ليسَ كلُّ الصَّمت فينـا عنْ رِضًــا
كَــم ضَحكنَــا حِيـنَ كُنَّــا نَتَألَّـــمْ

‏نلوذُ بالصَّمتِ إذْ ما خَاننا الكلـمُ
كأنَّ أرواحَنا بالصَّمـتِ تَنسجِـمُ

اللَّفظُ سجـنٌ لمَعنًـى لا نُحـرِّرهُ
سـرُّ المعانِـي نُداريهـا فترتسِـمُ

 

لــــــــــــ

‏القلبُ بعدك لم تبرأْ مواجعه
‏وساخن الجفن لم تهدأْ مدامعُه

‏لي يا زمان حبيبٌ غاب عن نظر
‏فهل صروفك يوما سوف ترجِعُه

‏أراه يسمع لوناديتُ واكبدي
‏وإن تنهدَ رغم البعد أسمعُه

‏ويعلم القلبُ والوجدان ُأن له ‏
بين الضلوع مكانا عز موضعُه

‏ويشهد الله ما إنْ تمض ثانية
‏إلا وبين عيوني لاح مطلعُه

 

وَلي دونَكُم أَهلَونَ سيدٌ عَمَلَّسٌ
وَأَرقَطُ زُهلولٌ وَعَرفاءُ جَيأَلُ

هُمُ الرَهطُ لا مُستَودَعُ السِرَّ ذائِعٌ
لَدَيهِم وَلا الجاني بِما جَرَّ يُخذَلُ

لــــــــــ

لَعَلَّ لَهُ عُذراً وَأَنتَ تَلومُ

وَكَم لائِمٍ قَد لامَ وَهوَ مُليمُ

لـــــــ

قَلبٌ أُسَكِّنُهُ إِذَا جَمَحَ الهَوَى

فَيَطِيرُ نَحوَك أو يَكَادُ يَطِيرُ

لــــــــ

عَبِثَ الفِراقُ بِدَمعِهِ وَ بِقَلبِهِ
عَبَثاً يَروحُ الجِدُّ فيهِ وَيَغتَدي

يا يَومَ شَرَّدَ يَومَ لَهوِي لَهوُهُ
بِصَبابَتي وَ أَذَلَّ عِزَّ تَجَلُّدي

 

لــــــــ

وَلا خلوتُ إِلى قَومٍ أُحدِّثهم

إِلّا وَأَنتَ حَديثي بَينَ جُلّاسي.

لـــــــــــ

وأنزِّهُ اسمَكِ أن تمُــــــرَّ حروفُــهُ
مِـــــن غَيرَتِي بمسامعِ الجُـــلَّاسِ

فأقولُ: "بعضُ النَّاس" عنكِ كِنَايةً
خَـــوفَ الوُشاة وأنتِ كُـــلُّ الناسِ

 

لـــــــ

يا خليلي إذا لم ... تسعداني فذراني

هذه أطلال سعدي ... والحمى والعلمان

أين أيام التصابي ... وزمان العنفوان

والأماني في أمان ... من صروف الحدثان

 

لـــــــــــ

نحتاجُ إلغاء الخمور ونكتفي

بعيون من نهوى فهنَّ حلالُ

لـــــــــــ

أنا المساوي هدوء النفس والغضبا
ولست ممن على أطلاله انتحبا

نفسي التي تركب الأهوال إن رغبت
لا تزدري الناس إن صدقًا وإن كذبا

إن يرض قلبٌ -وإن يُظلم- بقسمتهِ
ترَ التراب سواءً فيه والذهبا

ذهبت للخير محمولًا على شغفي
هو الذي يرتقي الأفلاك إن ذهبا

فإن تعثَّر فالرحمن شاهدُهُ
وإن تفوَّق فلينعم بما رغبا

ليحفر الدهر لي ما شاء من حفرٍ
فكم شجاع علا من بعد ما انقلبا

 

لــــــــــ

وقبَّلْتُ رَسْمَ الدَّارِ حُبًّا لأهْلِهَا

ومَنْ لمْ يَجِدَ إلَّا صَعِيدًا تيَمَّمَا

لـــــــــــ

يَـا صَاحِبَ القَـبْـرِ يَـا مَـنْ كَـانَ يُـؤْنِسُنِـي .. وَكَـانَ يُكْـثِـرُ فِـي الـدُّنْـيَـا مُـوَاسَـاتِـي
قَـد زُرتُ قَبْـرَكَ فِـي حَلْيِي وَفِـي حُلَلِـي .. كَـأنَّنِـي لَسْـتُ مِـنْ أهْـلِ المُصِيبَـاتِ
لَـمَّـا عَـلِـمْتُـكَ تَـهْـوَىٰ أنْ تَـرَانِـيَ فِـي .. حُسْنِـي ، وَتَطْـرَبُ مِـنْ تَـرجِيْـعِ أصوَاتِـي
أَرَدتُ آتِـيـكَ فِيـمَـا كُـنْـتَ تَـأْلَـفُــهُ .. وَمَـا تُـفَضِِّلُـهُ مِـنْ بَـعـضِ هَيْئَـاتِـي

لــــــــــــ

سقاني بماء الحـُبِّ عذْبــاً ..ولم أخــــَلْ
بأنّ عـــذُوب المـــاءِ يُرْبِيـــــهِ مالحُــهْ!!

و كـــذَّبتُ عُذَّالــي.. و ذاع لــيَ الخفــا
وسهـــــَّرنِي الليلُ العصــيبُ و كالحُـــهْ

و أحتارُ لو لم يــــأتِ بالليل صوتُـــــــهُ
ويسهــرُ في بيـــت الذي لا يُنَاصٍحُـــــهْ

و ينزلُ عنـــدي آخرَ الليـــــــل خَابِــطاً
ولون مُحـــــيَّاهُ لَدَى البَاب فــاضـــحُـهْ!

 

لــــــــ

أزورُكَ في حلْمي إذا الشَّوقُ هدَّني
ومَـن لـم يـجدْ مـاءً بـتُربٍ تـيَمَّما

وأسقي بدمعِ الشَّوقِ قلباً مُتيَّماً
فـيزدادُ قـلبُ الـصَّبِّ منهُ تـألُّما

أمـوتُ حنيناً والـفؤادُ مُـلوَّعٌ
ولو كانَ قلبي ذا لسانٍ تكلَّما

 

لــــــــــ

‏حسبي-وإن مزّقَ الخذلان أوردتي
أنّي صدقتُ، ولم يظهَرْ بيَ الوجلُ!

نسَوْا زمانًا تقاسمناهُ في شغفٍ
وما نسيتُ ليالِي الوصلِ .. لو غفلوا!

 

لـــــــــــ

يامَن أُصافيهِ في قُربٍ وَفي بُعدٍ

وَمَن أُخالِصُهُ إِن غابَ أَو شَهِدا.