يا أيُّها المَهْزومُ حَسْبُكَ غُصَّةٌ........طابتْ على نارِ الأسَى والتّيهِ

كَفْكِفْ دموعكَ واسْتُرَنَّ مَواجِعاً.......بعْضُ الأنامِ أساكَ قد يُرْضيهِ

واتْرُكْ لموْجِ البحْرِ قلْبكَ عَلَّهُ.........يجِدُ الشِّفا مِنْ بعْضِ ما يُضْنيهِ

هذا أوانُ الفَرْزِ فارْقُبْ واصطبر.......وانْظُرْ إلى كُلِّ العَجائبِ فيهِ

وَمَنْ مَنَحَ الجهّالَ عِلْماً أضَاعَهُ ... وَمَنْ مَنَعَ المستوجِبين فقَدْ ظَلَم

ب

دع الصبح والليل يختلفا.........نسنبقى هنا عندما يفنيان

أنا القدس إذ ملئت أنبياءً..........ترحب بالمضري اليماني

ونحو السماء معارج شتى........تصاعد عاليةً كالأغاني

معارج ألف لألف نبي........وألف براق وألف عنان 

      ذ

ويْلِي على حُرٍ تَوهَّمَ سِجْنَهُ.......ومضى يَمُوتُ لأَجلِ ما يَتَوَهَّمُ

رجلٌ تَهَشَّمَ حامِلاً مِرْآتَهُ.........خوفاً على المِرآةِ لا تَتَهَشَّمُ

وهي الكَذُوبَةُ خُطَّ حولَ إطارِهَا........يَفنى المُصَدِّق والمُكَذِّبُ يَسلمُ

طبت بيتاً وطاب أهلك أهلاً............أهل بيت النبي والإسلام

ظ

كأني به قد مُدَّ في برزخ البِلى...........ومِنْ فوقه ردمٌ ومِنْ تحته لحدُ

وقد ذهبتْ مني المحاسنُ وامتحَت........ولم يبقَ فوق العظم لحمٌ ولا جلدُ

فكيف إذا - يا ربِّ - بالنار قُرِّبت........ونارُكَ لا يقوى لها الحجر الصلدُ

عسى غافرُ الزلات يغفرُ زلَّتي............فقد يغفرُ المولى إذا أذنبَ العبدُ

غ

أَلَا يا بَنِي كِندَةَ اقتُلوا بِابنِ عَمِّكم   وإِلّا فَمَا أَنتُم قَبيلٌ ولَا خَوَل

قَتِيلٌ بِوَادِي الحُبِّ مِن غيرِ قَاتِلٍ    ولَا مَيِّتٍ يُعزَى هُنَاكَ ولَا زُمَل

فَتِلكَ الَّتي هَامَ الفُؤَادُ بحُبِّهَا         مُهفهَفَةٌ بَيضَاءُ دُرِّيَّة القُبَل

لـم تَطْــوِ بُـردَ شبابي كبرةٌ، وأرى *** برق المشيب اعتلى في عارض الشـــــعـر
قبـل الثلاثيــن، إذ عهــد الصبا كثَــــبٌ *** وللشـبيبـة غصــــــــنٌ غيـر مهتصـــرِ

لباسُهُ عربيٌّ دونما خجلٍ..........يختالُ في مشيةِ الإذلالِ مِن تعبِ

بحثتُ عنهُ ولمّا لم أجدْ أحدا........ناديتُ مُنتفضاً ويلٌ على العربِ

لكنّها الروح لم تخلقْ لنسجنها.........وإنما خُلقتْ من فيضِ أنوار

مشيئةُ الله فيها أن تكون لنا..........والناسُ مِن مؤمن فيهم وفجّار

نوحي كما شئتِ لم أسمعْ بنائحةٍ........في الحقِّ إلاّ أتاها حقَّها جاري

يا جارةَ الهمَّ كم في الهمّ مِنْ تعبٍ.......وأتعبتنا جراحاتٌ بلا ثارِ

تلك المواجع تستجدي ضمائرنا.........من عهد آدم أحللنا دم الدّار

هَذا الَّذي تَعرِفُ البَطحاءُ وَطأَتَهُ ***  وَالبَيتُ يَعرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ

هَذا اِبنُ خَيرِ عِبادِ اللَهِ كُلِّهِمُ   ***   هَذا التَقِيُّ النَقِيُّ الطاهِرُ العَلَمُ

هَذا اِبنُ فاطِمَةٍ إِن كُنتَ جاهِلَهُ ***   بِجَدِّهِ أَنبِياءُ اللَهِ قَد خُتِموا 

والروحُ من وَلَهٍ حنّتْ لبارئها...........وما مشيئتها إلاّ لأقدار

صاحتْ بصمتٍ وصمتُ الأهلِ يتعبها........والصمتُ من غضبٍ رعدٌ بآذار

سُبْحانَ مَنْ قَهَرَ الْمُلوكَ بِقُدْرَةٍ ... وَسِعَتْ جَميعَ الْخَلْقِ ذاتِ بَدائِعِ

أيُّ الْحَوادِثِ لَيْسَ يَشْهَدُ أنَّهُ ... صُنْعٌ ويَشْهَدُ بِاقْتِدارِ الصّانِعِ

ما النَّاسُ إِلاَّ كَابْنِِ أُمٍّ واحِدٍ ... لَوَلا اخْتِلافُ مَذاهِبٍ وطَبائِعِ

والحَقُّ في الْمَجْرى أغَرُّ مُحَجَّلٌ ... تَلْقاكَ غُرَّتُهُ بِنُورٍ ساطِعِ

عالجتها بالوهم فهي قريرة.........ولكم أفاد الموجع التخدير

ثمّ افترقنا ضاحكين إلى غد.......والشهب تهمس فوقنا وتشير

حاربَ أجفانَه الرقادُ فما.........يسكنُ من ليلهِ إلى سكَنِ

لا تَنفُسا عبرة أجودُ بها.........فلستُ أبكي بها على الدِّمنِ

لم يُخْلق الدمعُ لامرئٍ عبثاً........اللَّهُ أدرَى بلوعةِ الحزنِ

• خير سيبقى وإن طال الزمان به  ***  والشر أخبث ما أوعيت من زاد.

دع التكاسل في الخيرات تطلبها ...... فليس يسعد بالخيرات كسلان   

    ذ

يا إمامَ الهُدَى عليك سلامٌ.........من رؤوفٍ بالعالَمِين رحيم

رحمةً في الحياة كُنْتَ ونوراً.......أيّ جَهل من بعدها مركوم

شَيئانِ يَذهَبُ بِالشُعوبِ كِلاهُما......نَومٌ عَنِ الأَوطانِ وَاِستِسلامُ

إِلّا يَحِن لِلراقِدينَ قِيامُ..........فَعَلَيهِمُ وَعَلى الدِيارِ سَلامُ