السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تحية طيبة لجميع رواد وأعضاء الجاد 🌺
بعد أن ظهرت بوادر بعض الأمان والسلام في ربوع غزة، حمل الجميع أمتعتهم راجعين لأرضهم التي خرجوا منها مرغمين..
صورٌ كثيرة شاهدناها في مختلف المواقف في الفيديوهات التي نقلها أصحابها لنا..
فرحَةٌ غير معلنةٌ، وحزنٌ مسيطرٌ، رغم أن الأجواء يجب أن توحي بالسعادة..
وهم يهمون بطيّ خيامهم، وجمع أمتعتهم، حملوا معهم أحزانهم، وتعبهم، وألمهم، وتشردهم...
ورغم بوادر الفرحة التي قابلتهم في طريقهم للعودة، إلا أن البعض لم يستطع أن يشاركهم إياها..
شاهدتُ امرأة تحمل متاعها فوق ظهرها وتمسك بولديها بكلتا يديها، تصرخ على بعض ممّن يوزعون الحلويات في الطريق قائلة: ليش بتحلوا؟ عشان فقدان الشهداء؟. وابنها يصرخ بصوت عالٍ، لا يعلم هل يُسكِتُ أمّه، أم يصرخ على حزنه الجاثم في صدره، والذي لم يدعه يعش هذا الأمان، كأنه فخ!
ثم رجل وزوجتُه يرجعون لمنزلهم فيجدونه على حاله، لم يصبه شيء، فيحمدوا الله حمدا كثيرا.. لكأن فرحتهم كانت مبتورة..
ثم امرأة من جانب آخر وجدت بيتها كاملا كما تركته، لم يصبه خدش.. لكنها لم تفرح! كتبت شيئا أسفل الفيديو، يوضح حالتها النفسية التي ربما كانت حالة شاملة للجميع: إنه استتباب الشعور بالذنب.!
غريب كيف تحس بالذنب وهي لا دخل لها فيما حصل؟..
ربما هو الموت التي شهدته وعاشته مع الجميع في الخيام، وأثناء النزوح.. وفي المستشفيات.. كله كبت على صدرها ورسم هالة من الحزن على روحها.
هي لا تدري هل يحق لها أن تفرحَ بعودتها لبيتها شامخا كاملا بدون خدش، في حين غيرها فقد بيته وفراشه ومن فيه؟!
حتى من فقدوا أحبتهم أثناء النزوح وعند المرض وفي الطرقات.. كيف ستفرح وهم يقابلون حزنهم ليل نهار، كيف تشاركهم حزنهم، مع فرحتها بعودتها لبيتها وعدم فقدان أحبتها في نفس الوقت؟
ما يعيشه أهل غزة اليوم، أشبه بأحلام بعد العصر الغريبة، المختلطة بكل شيء..
مشاعرهم شتى.. وحزنهم واحد.
تساؤلي:
كيف ترى نفسية شعب عاش التهجير والتعنيف والتدمير والتقتيل أزيد من عام، ثم يرجع لممارسة الحياة. بعضهم مبتور الروح بالفقدان، وبعضهم لم يعرف كيف يفرح بما عنده وغيره يتألم؟
ثم هل يحق لهم أن يفرحوا؟
بوركتم