طبيبة نسائية بارعة، والدة متحكّمة، جدّة عطوف، وحاكمة تضع قوانين مملكتها الخاصة في العمل والمنزل وتطالب الجميع بالتنفيذ، في الدراما الخليجية "من شارع الهرم” على MBC في رمضان. بطولة هدى حسين، خالد البريكي، نور الغندور، ليلى عبد الله، مرام، أحمد إيراج، عبد المحسن القفاص، لولوة الملا، فرح الصراف، محمد الرمضان، خالد الشاعر، نور الشيخ، إيمان الحسيني، ناصر الدوسري وبمشاركة الممثلة السورية روعة السعدي وآخرين… كتابة هبة مشاري حمادة، وإخراج المثنى صبح.
الكاتبة هبة مشاري حمادة
تستهلّ هبة مشاري حمادة كلامها بالإشارة إلى الدلالة الجغرافية لعنوان العمل، موضحةً أن عبارة "من شارع الهرم إلى..” تحمل أكثر من احتمال قد يتمثل في مكان أو إنسان. وتضيف: "يعيدني المسلسل إلى الأعمال العائلية بأسلوب معاصر، فعندما تكون السوشال ميديا جزء حقيقي من حياتنا، تصبح كذلك جزءاً من البنية الدرامية للعمل، وهو ما سنتابعه في الأحداث”.
تشدد حمادة على أن المسلسل يحمل "منحىً جديداً بمُعطى تجاري وآخر اجتماعي، فنحن أمام عائلة تعمل في القطاع الطبي، ونضع يدنا من خلال هذا الأمر على قضية الوصاية المادية والتجارية لهذه العائلة على مهنة الطب، وإلى أي مدى يمكن أن تتحول هذه المهنة الراقية من خلال الوصايات المادية إلى عمل تجاري بحت. أما المعطى الثاني فهو مجتمعي إذ نسلّط الضوء على مسألة وصاية الأم على أبنائها الستة وزوجاتهم وأبنائهم وبناتهم، فهم يعيشون في منزلها ويعملون في القطاع الطبي في المستشفى، وبالتالي لا يوجد عند هؤلاء أي نوع من أنواع الخصوصية، لا في العمل ولا في العائلة، ولكن كل من هؤلاء الأبناء سيكون له مستوى قصصي خاص ومستقل في المسلسل”.
وحول الأحداث والحبكة الدرامية تقول حمادة: "في ليلة زفاف أحد الأبناء الستة، تصل إلى المنزل راقصة من مصر، كان من المفترض بها أن تقدم وصلة فنية ثم تغادر ، لكنها قررت البقاء من أجل تنفيذ أجندتها الخاصة التي ستظهر تباعاً في سياق الحلقات”.
وحول تأخر اللقاء مع هدى حسين، تؤكد حمادة إلى أن "تأخر هذا اللقاء هو في صالحي، كي أتمكن من أدواتي بطريقة تليق بها، فقد تابعت هدى حسين منذ كنت في المدرسة في مسرحية "السندريلا”، وعندما بدأت الكتابة كان لديّ أمنية وهي أن تلعب هدى حسين في يوم من الأيام شخصية من شخصياتي الدرامية فهي قامة كبيرة وإنسانة ذكية وليس لديها أي أنانية درامية، كما أن لديها هوس في القصص، إذ يمكن أن تصبح جزءاً من القصة التي تتبنّاها، لذا فتجربتي معها استثنائية وغير مسبوقة فقد أخذتْ النص إلى مكان جميل بأدائها المتميز” وتختم حمادة: "العمل يتجه إلى مكان جريء وصادم وجدلي ويدخل إلى الكواليس الزوجية بطريقة معاصرة إذ يناقش قضايا الوصاية الدينية والحزبية وأجندة التاجر في عيادة الطبيب، كل ذلك في إطار عمل عائلي يحمل حدوتة معاصرة وعناصر جذب درامية عدة”.
هدى حسين
تعرب هدى حسين عن سعادتها للعمل في مسلسل "من شارع الهرم إلى..” سيّما وأن كاتبته هي هبة مشاري حمادة التي تتواصل معها باستمرار كصديقة، مبديةً في الوقت نفسه حماستها للعمل مع المخرج المثنى صبح في أول تعاونٍ بينهما. وتضيف هدى حسين: "يتضمن العمل جدليات كثيرة لذا فهو مختلف في الشكل والمضمون وقد تطلّب مجهوداً كبيراً لإنجازه.” وحول الدور الذي تلعبه في المسلسل، تقول: "أقدم شخصية الدكتورة عبلة وهي طبيبة نسائية متخصصة في التوليد ولديها أولاد متزوجون وأحفاد، لذا فإن تلك الأسرة الكبيرة ملأى بالجدليات وأولها فكرة الوصاية.” وتستطرد هدى حسين موضحةً في هذا الجانب: "في حياتنا وصايات مسكوت عنها، بعضها يحمل مفاعيل سلبية كوصاية المادة على الوظيفة، ووصاية الحب على العلاقة، ووصاية الأم على أبنائها وبناتها الراشدين.. الأمر نفسه نجده في أسرة عبلة المليئة بمثل تلك الجدليات الصادمة في كثير من الأحيان.” وتتابع: "هناك حَيَوات عديدة داخل حياة عبلة، فكل ولد من أولادها متزوج ولديه أسرة ومشكلات وتناقضات في حياة كل منهم، لذا فإن علبة تضع قوانينها الخاصة وتفرضها عليهم جميعاً، فبرأيها أنهم ما داموا يعيشون في منزلها فمن الأجدى بهم التقيّد بتلك القوانين.” وتضيف هدى حسين حول شخصية عبلة: "هناك سرّ دفين وعميق جداً في حياة تلك الطبيبة والأم والجدة والإنسانة، لا يعلمه أحد سواها، وسيتكشّف خلال أحداث العمل وسيكون صادماً للمشاهدين، فالسرّ يتعلق بماضي عبلة وزواجها، لكن المشكلة تكمن في عودة ذلك الماضي الذي أخفته ونسيته حتى جاء من ينبشه عن قصد، الأمر الذي يهدد بتدمير مملكة عبلة وسلطتها وتحطيم نفسيتها وجبروتها”.
وحول طبيعة علاقة عبلة بأبنائها توضح هدى حسين: "عبلة والدة محبّة وعطوف وتشعر بأنها قريبة من جميع أبنائها وتحاول منحهم السعادة والإحاطة بهم، ولكن هناك واحد من الأبناء يحظى بمعاملة مميزة والسبب أنه الأضعف من بين إخوته والأكثر رومانسيةً، إذ نراه يمتلك حنيناً طفولياً إلى والدته لدرجةٍ أنه يبكي على حضن أمه، فضلاً عن أنه يفضّل أخوته على نفسه، مما يجعلها تشعر بأنها مضطرة لمنحه مشاعر إضافية ولربما كانت تحاول أن تحميه.. وهناك ابن آخر عنيد ومتمرد ويصعب عليها توجيهه، إذ أنه غالباً ما يأخذ الاتجاه المعاكس لرغبة والدته”.