غالبا ما يُصيبنا همّ أو إحباط أو تعب نفسي، ولا ندري مصيره. وربما حين نتأمل حالَنا وأعمالنا واهتماماتنا نجد أن سبب ذلك كله هو عدم ترتيبنا للأولويات في حياتنا، وانشغالنا بالمهم أكثر من الأهم، وإعطائنا أهمية للأمر البسيط مقابل تهوين الأمر العظيم.
ولعلاج ذلك لابد من تذَكُّر ما يلي:
- أن الأهم في يومنا كله هو أداؤنا لصلواتنا في وقتها المخصوص، قال تعالى: ( إن الصلاة كانت على المومنين كتابا موقوتا) فلا يجب تأخيرها عن وقتها ، أو جمعِها. فالصلوات ميزان اليوم، كما أن رمضان ميزان السنة والحج ميزان العمر. وإذا حافظنا على صلواتنا فأي شيء آخر يهون.
- أن أهم شيء هو عافية الأبدان وصحة الأجسام؛ فهي تاج يحمِله كل إنسان صحيح البدن معافى، ولا يدري قيمته حتى يرى المبتلى أو المريض.
- أن المهم في أية مصيبة أصابتنا- ونعوذ بالله مما نكره - ألا تكون في ديننا، ولهذا كان أحد السلف الصالح يقول: " أحمد الله على المصيبة على أنها لم تكن أكبر منها، وأنها لم تكن في الدين.." وفي الدعاء المعروف: " ربنا لا تجعل مُصيبتنا في ديننا "
- أن الأهم في العلاقة بالناس هو حُسن الظن بهم والتزام حسن الخلق معهم، كيفما كان تعامُلهم أو شعورهم نحونا؛ ولهذا لا نُشغِل بالنا بما يُقال عنا ما دمنا لم نغتب أحدهم أو لم نُسيء الأدب معه.
- أن الأهم في كسب الرزق أن يأخذ الإنسان بالأسباب، ويتيقَّن أن الرزق يطلبُ الإنسان كما يطلبه أجله. ولا يُشغِل باله بالمقارنة مع من هو أغنى منه. فالأرزاق فرقَها الله سبحانه بين العباد، وفي ذلك آية من آيات الله عز وجل.
- أن الأهم في الدعاء أن نلتمس أسباب الإجابة من تخيُّر الأوقات الفاضلة، وقول الدعوات المأثورة، وأن نتحرَّى الإخلاص في الدعاء والإلحاح فيه، مع اليقين باستجابة المولى عز وجل، قال تعالى: ) ادعوني استجب لكم) . ولا نشغِل بالَنا كثيرا بعد ذلك بتحقق هذه الدعوات بذاتها؛ فالدعاء في حد ذاته عبادة ومناجاة لله عز وجل، يتلذَّذ بها العارفون بالله. والله تعالى يستجيب لنا حتما؛ إما بتحقق المراد، وإما بصرف الشر عنا، أو تأجيل الثواب إلى يوم القيامة، ولنضع نصب أعيننا دائما أن الخير فيما يختاره الله عز وجل، يقول تعالى: (وَعَس۪يٰٓ أَن تَكْرَهُواْ شَئْاٗ وَهُوَ خَيْرٞ لَّكُمْۖ وَعَس۪يٰٓ أَن تُحِبُّواْ شَئْاٗ وَهُوَ شَرّٞ لَّكُمْۖ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَۖ 214﴾سورة البقرة.