- وما حُمِّلَ الإنسانُ مثلَ أمانةٍ ... أشقَّ عليه حينَ يحملُها حملا

- فإِن أنتِ حُملتَ الأمانةَ فاصطبره ... عليها فقد حُمِّلْتَ من أمِرها ثِقْلا

- ولا تقبَلْن فيما رَضْيتَ نَميمةً ... وقلْ للذي يأتيكَ يحملها مَهْلا

العرجي

(لا بد من صنعا وإن شطَّ النوى) **** حتى ولو حُمِلَتْ على الأعناقِ

ماذا دهى الأعرابَ أقفرَ ربعُهُمْ **** وخلت منازلهم مــن الطُرّاقِ

نعبَ الغرابُ على طلولِ ديارهم *** فغدت خرائبَ ما بها من باقي

أتظن أنك بعدمـــا أحـــرقتنــي   ***  ورقصت كالشيطان فوق رفاتي
وتركتنـــي للذاريــات تـذرنــي  ***   كحلاً لعين الشمس في الفلـوات

أتظـن أنك قـد طــمست هويتي  ***  ومحــــوت تاريخي ومعتقـــداتي

عبثاً تحاول …. لا فنـــاء لثائر  ***  أنــــا كالقيامـــة ذات يـــــوم آت

وكمْ سِيقَ للقَبْرِ في خِرْقَةٍ *** فَتىً مُلِئَتْ منْ كُساهُ التّخوتْ

فقُلْ للعِدا ذَهَبَ ابْنُ الخَطيبِ *** وفاتَ ومَنْ ذا الذي لا يَفوتْ

فمَنْ كانَ يَفرَحُ منْكُمْ لهُ *** فقُلْ يَفْرَحُ اليومَ منْ لا يَموتْ

دع الأنفاس تصعد محرقات **** وخل الدمع من علقٍ يصوب

لقد بان الخليط فلا خليط **** وقد بعد الحبيب فلا حبيب

خليليّ ما أخفي من الوَجْد ظاهرٌ ** ودمعي بما أخفي الغداةَ شَهيدُ

ألا قد أرى واللّه أن رُبّ عبرةٍ ** إذا الدارُ شَطّت بيننا ستزيد

إذا قلت ما بي يا بثينةُ قاتلي ** من الحبّ قالت ثابتٌ ويزيدُ

أسفي على دنيًا تمرُّ بخاطري **** قد أدبرتْ مذ آذنت بفــــــراقِ

آهٍ على الأيام يُطوى سِـفرُها **** طيًّا، وليس لدائِها مـــــن راقِ

وعلى الأحبة كيف أضحى شملُهُمْ **** بَدَدًا، يَهيمُ لغير يــــوم تلاقي

ولى وطــن آلــيـت إلا أبـيعه **** وألا أرى غيرى له الدهــر مالكا

عهدت به شرخ الشباب ونعمة **** كنعمة قوم أصبحوا في ظلالكا

فقد ألفـته النفس حتى كأنه **** لها جسد إن بان غودرت هالكا

وحبب أوطان الرجال إليهم ****مـآرب قضاها الشـباب هنالكا

إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم **** عهود الصبا فيـها فحنوا لذلكا

يا من صبرتم للحصار طويلاً **** في عزة تعلو المجرة طولا
تحت القذائف و الحريق جهنم **** لم تقطعوا التكبير و التهليلا
لقنتم الدنيا الدروس صريحة **** لا تقبل التزييف و التدجيلا
أن الأعز محمد و جنوده **** و الله أكبر ناصراً و وكيلا

تَعَلَّم رَسولَ اللَهِ أَنّا كَأَنَّنا

أَفَأنا بِأَنمارٍ ثَعالِبَ ذي غِسلِ

تَعَلَّم رَسولَ اللَهِ لَم نَرَ مِثلَهُم

أَجَرَّ عَلى الأَدنى وَأَحرَمَ لِلفَضلِ

وَيحَ قَومي قَد أَطمَعَ الدَهرُ فيهِم كُلَّ قَومٍ حَتّى بَني السَوداءِ

فَإِذا فاتَنا عَدُوٌّ تَجَنّـــــــــــى فَأَرانا الأَحبابَ في الأَعــــــــداءِ

أَطرَبَتنا الأَقلامُ لَمّا تَغَنَّـــــــــــت بِالمُساواةِ بَينَنا وَالإِخاءِ

الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها *** أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ

الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا *** بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ

الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى *** شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ

خرجــت مستــورة حيّــوا خطاها ***** زادها الحجـاب تشريـفًا وجــاها


خرجــت للعلــم لا للهــو يمشـــي ***** معهــا ديـنٌ وعــرفٌ حارســاها


علمــتْ أن جمــال البنـــت كنـــزٌ ***** فوقَتــهُ بحجـــابٍ ووقـــــــاها


ما اختلَت يومًا بمن يُدعى صديـق ***** شرّفــتْ حقًــا أباهــا وأخـاها


أخذت من سورة الأحزاب حكمًـــا ***** لا تبَرّجْـــنَ فلبَّـــت من دعاهــا

(( عليك صلاة الله يا خير من سرى **** و يا خير مبعوثٍ وأكرم مرسلا ))

آلٓمْ تَرَ أنَّ الله أَسْرٰى بِعَبْدِه **** بِجِسْمٍ وَرُوحٍ كَيْ يُبالِغَ فِي الإِعْطَا

مِن الكَعْبَةِ العُظْمَى الَّتِي انْبَثَّ نُورُهَا **** مِنَ الحَرَمِ الأَدنيٰ إلى المَسْجِدِ الأقصىٰ

يامن اليك تضرعي ورجائي

وإليك امر الخلق في العليائي

يسِّر بفضلك كل أمر معسر

وامحُ الذنوب برحمةٍ ورضاءِ

نَعَم سرى طيفُ مَن أهوى فـأَرَّقَنِي **** والحُبُّ يعتَـرِضُ اللـذاتِ بالأَلَـمِ

قَدْ تُنْكِرُ الْعَينُ ضَوءَ الشَّمْسِ مِنْ رَمدٍ **** وَيُنْكِرُ الفـمُ طَعــمَ المَاءِ مِنْ سَقَـــــمِ

يــا لائِمي في الهوى العُذْرِيِّ مَعـذرَةً **** مِنِّي اليـك ولَـــو أنْصَفْـتَ لَـــم تَلُـمِ

وما أحدٌ من ألسن الناس سالماً .. ولو أنه ذاك النبي المُطهّرُ ,

فإن كان مقداماً يقولون أهوج .. وإن كان مفضالاً يقولون مبذرُ ,

وإن كان سِكّيتاً يقولون أبكم .. وإن كان مِنطيقاً يقولون مِهذرُ ,

وإن كان صوّاماً وبالليل قائماً .. يقولون زرّافٌ يُرائي ويمكُرُ ,

فلا تحتفل بالناس في الذمّ والثنا .. ولا تخشَ غير اللهِ فالله أكبرُ.

- محمد بن ادريس الشافعي

الأرض قد لبست رداءً أخضـرا..... والطـل ينثر في رباها جـوهرا
هاجت فخلتُ الزهر كافـورا بها..... وحسبتُ فيها الترب مسكا أذفرا
وكأن سوسـنها يصافـح وردها..... ثغر يقبـل منه خـداً أحمـرا
والنهـر ما بين الريـاض تـخاله..... سيفا تعلق في نجـادأخضرا

أخي لن تنال العلم إلا بستة سأنبيك عن مكنونها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة وإرشاد أستاذ وطول زمان

أما الذي حجت له العيس وأرتمى ... لمرضاته شعث طويل ذميلها

لئن نائبات الدهر يوماً أدلن لي ... على أم عمرو دولة لا لأقيلها

تزوّد جميلًا من فِعالِك إنَّما
أنيسَ الفتى في القبرِ ما كانَ يفعلُ

ألَا إنَّما الإنسانَ ضيفٌ بأهلهِ
يُقيمُ قليلًا عندَهم ثمَّ يرحلُ

وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ

فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ

مَن لي بِفَهمِ أُهَيلِ عَصرٍ يَدَّعي

أَن يَحسُبَ الهِندِيَّ فيهِم باقِلُ

طَفِقَ الرَبيعُ يَزورُها مُتَخَفِّياً **** فَيَفيضُ مِنها في الحَديقَةِ نورُ

حَتّى إِذا حَلَّ الصَباحُ تَنَفَّسَت **** فيها الزُهورُ وَزَقزَقَ العُصفورُ

وَسَرى إِلى أَرضِ الحَديقَةِ كُلِّها **** نَبَأُ الرَبيعِ وَرَكبُهُ المَسحورُ

كانَت لَنا يا لَيتَها دامَت لَنا **** أَو دامَ يَهتِفُ فَوقَها الزَرزورُ

أَسيرُ الخَطايا عندَ بابكَ واقفٌ *** على وجلٍ مما به أَنتَ عارفُ

يخافُ ذنوباً لم يغب عنكَ غيبها *** ويرجوكَ فيها فهو راجٍ وخَائفُ

ومن ذا الذي يرجى سِواكَ ويتقي *** وما لكَ من فضلِ القضاءِ مخالفُ

أليس قلبي محل محنته ** وكيف يخفى ما فيه وهو قطع

أين المحبون والمحب لهم ** وأين من شتت الهوى وجمع

لهم عيون تبكي فوا عجبا ** لجفن صبّ إذا هما ودمع

سَكَنَ الثُرَيّا مُستَقَرَّ جَلالِهِ **** وَمَشَت مَكارِمُهُ إِلى الأَمصارِ

فَالشَرقُ يُسقى ديمَةً بِيَمينِهِ **** وَالغَربُ تُمطِرُهُ غُيوثُ يَسارِ

نَصَحتُكَ يا مُحَمَّدُ إِنَّ نُصحي

رَخيصٌ يا رَفيقي لِلصَديقِ

فَلَم تَقبَل وَكَم مِن نُصحِ وُدٍّ

أُضيعَ فَحادَ عَن وَضَحِ الطَريقِ