على قَدَرٍ وَافَتْكَ عَالِيَةَ القَدْرِ........ويا طالما حنّت إلى وجهك البدري

وساعدها بَخْتٌ ولولاه ما اهتدت......إلى أن ترى شمسا على صفحة الدّهرِ

وذلك لمّا آن للحقّ نُجْحُه........وللدّين من صَدْعٍ له أيّما جَبْرِ

وللعدل إسعادٌ وللعلم دَوْلَةٌ........وللشّرع إعزازٌ تَيَسَّرَ مِنْ عُسْرِ

يا مَوتُ ما أَبقَيتَني..........مِن بَعدِهِ إِلّا لِباسي

ثَوبُ السُرورِ سَلَبتَني........وَجَعَلتَ أَحزاني لِباسي

فَسَتَرتُها لكِن بَدَت...........فَأَنا بِها عارٍ وَكاسي

نَسي المَنِيَّةِ لاعِبٌ........يَغدو إِلى عارٍ وَكاسِ

ألا تبا لدنيا نرتجيها............لقد خابت وخاب المجتديها

متى انتبهت وقد رقدت خداعا..........فلم تحمل بيقظتها نبيها

اخبث الناس صديق.............عن نفاق يتحرك

فمع المظلوم يبكي..............ومع الظالم يضحك

لموت الفَتى خير له من معيشة...........يَكون بها عبئاً ثَقيلا عَلى الناس

وأنكد من قد صاحب الناس عالم.............يرى جاهلاً في العز وهو حقير

يَعيشُ رخيَّ العيش عِشرٌ من الوَرى.............وَتسعة أَعشار الأنام مناكيد

أَما في بَني الأرض العَريضة قادرٌ..............يخفف وَيلات الحَياة قَليلا

إذا ما رجال الشرق لم ينهضوا معاً..............فأضيع شيء في الرجال حقوقها

إذا نات أوطاناً نشأت بأرضها.................خراب ولم تحزن فأنت جماد

بربك قلبي أنت لا نترك الهوى...............سواءٌ سلا يا قلب غيرك أم هاما

تكلم في مهد الرضاعة ستة..........فلم يستمع من غيرهم نطق مولود

فيحيى وعيسى ثم شاهد يوسف.......وخدن جريج ثم صاحب اخدود

وماشطة بنتا لفرعون طفلها.......تكلم في مهد بلفظ وتجويد

أستغفر اللَه العظيم .......... الحاكم العدل القضيه

من كل ما خلفته..........  قولاً وأعمالاً ونيــــــه

إِنّي شَكَرتُ لِظالِمي ظُلمي............وَغَفَرتُ ذاكَ لَهُ عَلى عِلمِ

وَرَأَيتُه أَسدى إِلَيَّ يَداً............لَمّا أَبانَ بِجَهلِهِ حِلمي

رَجَعَت إِساءتُهُ عَلَيهِ وَإِح............ساني فَعادَ مُضاعَفَ الجُرمِ

وَغَدَوتُ ذا أَجرٍ وَمَحمَدَة.........وَغَدا بِكَسبِ الظُلمِ وَالإِثمِ

فَكَأَنَّما الإِحسانُ كانَ لَهُ...........وَأَنا المُسيءُ إِلَيهِ في الحُكمِ

مازالَ يَظلِمُني وَأَرحَمُه..........حَتّى بَكَيتُ لَهُ مِنَ الظُلمِ

العِلمُ بَحرٌ عَميقٌ لا قَرارَ لَــهُ ........ وَالنــــاسُ ما بَيــنَ تَفريطٍ وَإِفــراطِ

فَسابِحٌ هالِكٌ أَو موغِلٌ غَرَقاً...........وَالعارِفونَ مَشَوا رِفقاً عَلى الشاطي

الرِزقُ يَأتي وَإِن لَم يَسعَ صاحِبُهُ............حَتماً وَلكِن شَقاءُ المَرءِ مَكتوبُ

وَفي القَناعَةِ كَنزٌ لا نَفادَ لَهُ.............وَكُلُّ ما يَملِكُ الإِنسانُ مَسلوبُ

شَبابُ المَرءِ ثَوبٌ مُستعارُ........  وأيامُ الصِّبا أبداً قِصارُ

طوَى الدَّهْرُ الجديدَ من التَّصابي...........وليسَ لِمَا طوى الدَّهرُ انتشارُ

كل يسافر هاربًا من ظلهِ

لا بعض يبقيه الزمان لكلهِ

كل يسافر، يقتفي همس الخطى

فلعلها تحكي نبوءة ليلهِ

همسٌ، ولا أدري بأي عرافةٍ

يزنُ المسافر حظه في نعلهِ

يا إمام الهدى ويا صفوة الله...........ويا من هَدَى هُداه العبادا

يا ابن بنتِ الرسول يا ابن عليٍّ.............حيّ هذا النادي وهذا المنادى

قد أتينا بثوب جدّك نسعى...........وأتيناك سيّدي وفّادا

هيَ الدنيا وأنتَ بها خبيرُ...........فكَمْ هَذَا التَّجافي والْغُرورُ

تُدلْي أهْلَها بحبالِ غدْرٍ...........فكلٌّ في حَبَائِلِها أَسيرُ

سر مسرعا ليس يغني الناس ما............... علمواكم معجزات بدت من فكر مجتهد

أما ترى مشمل المصباح يطفيء ما..........في كل ليل يريه خطة الرشد

كيما يجدد نورا تلو ليته..........يضيفه ابدا للنير الابدي

غدرتْ بهِ أيامهُ في عفةٍ...........منْ مالهِ وصيانةٍ منْ شعرهِ

فَإِذَا أَرَادَ مَدِيْحَ مِثْلِكَ أَظْلَمَتْ........سدفُ الهمومِ علَى مطالعِ فكرهِ