الفنانة ( زهرة مصباح ) ..في حديث معها :الفنانة زهرة مصباح .. تعتذر عن الكلام حول برامج رمضان وتقول :ابنتي أصبحت في الوقت الحاضر هي المسؤولة عني !

أحبت الفن وقدمت الكثير من الأعمال الرائعة على مستوى المسرح والمسموعة والمرئية والخيالة ، .. ومثلث مع كبار الفنانين من أبرزهم " لطيفة إبراهيم " وتعتبر أول مخرجة ليبية أخرجت نصاً مسرحياً بعنوان " غناء النجوم " تأليف وإخراج أحمد إبراهيم الفقيه .. أحبها المشاهد من خلال أعمالها وإتقانها للأدوار الفنية والتي من بينهــــــــا دور " مجارة " في مسلسل " الفال " إنها الفنانة القديرة .. " زهرة مصباح " والتي كان لنا معها هذا الحوار :- *هل لك أن تحدثينا عن بدايتك وباختصار ؟ - البداية الفنية كانت في السبعينيات من خلال النشاط المدرسي / وكان المشرف على عملي المرحوم ( محمد الساحلي ) ومن النشاط المدرسي انتسبت إلى فرقة الأمل للمسرح والتمثيل واشتركت في مسرحية ( كاليجولا ) وهي من النصوص العالمية - إخراج ( محمد القمودي ) ومن خلال هذه الفرقة انطلقت للإذاعة المسموعة والمرئية وأول عمل فني لي في الإذاعة المرئية كان بعنوان ( الأفعى ) إخراج ( فخر الدين صلاح ) وشاركت معي في التمثيل لطفية إبراهيم و فتحي كحلول ، إلى جانب مسلسل " الهاربة " والساهرون.. واعتبر أول ممثلة في الخيالة الليبية للشريط الروائي الطويل ( عندما يقسو القدر ) إنتاج المؤسسة العامة للخيالة ، وأول مخرجة لنص مسرحي بعنوان ( غناء النجوم ) تأليف الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه . - بما أنك قمت بالتمثيل في كل من الإذاعة المسموعة والمرئية والمسرح والخيالة . *فأين تجدين نفسك بعد كل هذه النشاطات ؟ - رغم تقصيري في النشاط المسرحي إلا أني أجد نفسي كثيراً في المسرح لأن المسرح باختصار أستاذ الشعوب . *أول ظهورك كان على خشبة المسرح وقد برزت فيه ومنحت العديد من الجوائز والشهادات التقديرية .. فهل في الإمكان معرفة من كان وراء هذا النجاح ؟ - من الضروري أن يستفيد الإنسان من تجارب غيره ، واستفدت كثيراً من الإخوة الفنانين الذين أخذوا بيدي في بداياتي كالأستاذ المرحوم ( محمد الساحلي وحسن التركي و مصطفى المصراتي ) ودائماً أكن لهم كل التقدير والاحترام . *هل المخــــرج هو الذي يحدد نجاح الممثل ؟ - عندما يفوز الممثل بجائزة أفضل ممثل في عمل ما ، ثقي وتأكدي بأن المخرج ليس وراء هذا النجاح ، بل هو الذي أوصل نفسه إلى هذا المستوى لأنه أبدع في دوره من ناحية الإلقاء والأداء والحركة والتعبير والإحساس .. أما بالنسبة لدورالمخرج فهو يقتصر على المساندة بإعطائه التعليمات اللازمة التي تساعد الممثل لحصد المراكز الأولى . *مؤخراً تمت الاستعانة بمخرجين عرب لإخراج أعمال درامية محلية تناقش واقعنا فما رأيك بهذه الخطوة ؟ - الكاتب هو الذي يكتب البداية لأي عمل فني سواء أكان مرئياً أو مسموعاً ، ولدينا الكثير من الكتاب الذين تألقوا في كتابة العديد من الأعمال الدرامية ،أذكر منهم "مصطفى المصراتي وعبد الرحمن حقيق وأحمد الهدار ) ومن المخرجين ( محمد مختار والزنتاني وعبد السلام رزق وأحمد بوروين ومحمود الزردومي ) وأيضاً الطاقم الفني المتكون من الفنانين والفنيين ، ومتى توفرت الميزانية ، ولا نقول كحد أعلى أو أدنى فلتكن ميزانية متوسطة ، ومن خلال الكاتب والمخرج والطاقم الفني والتقني أنا متأكدة وواثقة بأن العمل سيكون مرضياً للجميع . *لم تجيبيني على سؤالي .. ففي حين أنك ذكرت أن لدينا مخرجين لهم كفاءة جيدة في إخراج العمل الفني إلا أنه مؤخراً تمت الاستعانة بمخرجين عرب . برأيك ما هو السبب ؟ وهل أنت مع هذه الفكرة أم ضدها ؟ - أنا شخصياً لا أمانع بالاستعانة بمخرجين وممثلين من الدول الشقيقة ، ولكن يجب أن نراعي " حقوق فنانينا ومخرجينا وكتابنا .. فعندما ندعو مخرجين وممثلين عرب من المفترض أن تكون هناك حلقة وصل بيننا وبينهم بتوزيع المهام الفنية والتقنية ، وبهذا الاحتكاك المباشر نستطيع أن نطور من إمكانياتنا الفنية . وإذا نظمت هذه الخطة بالشكل المطلوب فإننا بعد أربعة أو ستة أعمال فنية سيكون لدينا مخرجون وفنيون وممثلون متمكنين من عملهم لأنهم اندمجوا مع مخرجين لديهم خبرة طويلة في الإخراج الفني .. *هل هناك فرق بين برامج شهر رمضان في سنوات السبعينيات والثمانينيات وما يعرض الآن من برامج منوعة ؟ - أعفيني من الإجابة عن هذا السؤال .. *ما سر تميزك في أعمالك الفنية المختلفة على صعيد المسرح والمسموعة والمرئية ؟ -أنا دقيقة في اختيار شخصيات الأدوار التي أؤديها لكي أضيف لرصيدي الفني أعمالاً قيمة ذات مستوى جيد . وفي الفترة الماضية عرض عليّ المشاركة في بعض الأعمال ، ومن ضمنها أعمال للمرئية ورفضتها لأنها لا تناسبني ، ومؤخراً اشتركت في مسلسل اجتماعي للكاتب المرحوم ( عبد الحميد الباح ) أديت فيه دور شخصية متميزة لها أبعاد وأفكار جيدة ولو أنها أتعبتني كثيراً وأتمنى أن تكون نتيجة التعب مرضية للمشاهد لإتقاني هذا الدور . *مارست الإنتاج المرئي وسبق لك أن ترأست شركة إنتاج ، فلماذا لم تواصلي هذه المسيرة ؟ - عملت فترة طويلة كمنتج منفذ في برنامج ( سهرة المراسم ) تأليف وإخراج ( عبد الله الزروق ) وشيء جميل أن أمارس مثل هذا العمل لأني كنت مسؤولة مسؤولية صادقة على كم هائل من المبدعين والفنانين ، ولا يشعر بذلك إلا المنتج ( الفنان ) لأنه يفهم أكثر من غيره مشاكل الفنانين لذلك يتصرف بدقة متناهية عكس المنتج الغير ( فنان ) .. أما بالنسبة لعدم استمراري فالسبب أن مثل هذا العمل يحتاج إلى الدعم " المادي " الدائم . *كيف استطعت التوفيق بين البيت والعمل طيلة مسيرتك الفنية ؟ - منذ دخولي لمجال الفن استطعت أن أنسق بين العمل والبيت ( والحمد لله ) لديّ ابنة متحصلة على ماجستير هندسة حاسوب ، ولست مسؤولة عنها بل بالعكس أصبحت في الوقت الحاضر هي المسؤولة عني . *من أبرز المسلسلات التي شاركت فيها مسلسل ( الفال ) حيث أديت دور ( مجارة ) .. برأيك لماذا لم تستمر مثل هذه النصوص الدرامية التي تناقش واقعنا الاجتماعي بشكل موضوعي ؟ - إن ازدهار الحركة الفنية في الإذاعة المرئية كانت في نهاية السبعينيات ناجحة ، وناقشت العديد من مشاكل وقضايا المجتمع ، وسبق مسلسل ( الفال ) مسلسل الهاربة والساهرون والجانب المضيء للحب والحواجز ، وكانت توجد حركة فنية متواصلة في تلك السنوات ، حيث ينتج في كل سنة عملين وأتمنى أن أُشاهد قريباً أعمالاً فنية في ذلك المستــــــوى ( إن شاء الله ) . *افتتاح قناة الليبية الفضائية سياهم بشكل إيجابي في افتتاح العديد من القنوات مستقبلاً ، فهل سيعطي ذلك مساحة للمخرجين وللفنانين للإبداع ؟ - على ما أعتقد أنه سيكون هناك اهتمام كبير وخاص بالأعمال الفنية بعد افتتاح مجموعة من القنوات الفضائية كالليبية سواء على مستوى الدراما أو المنوعات .. وهذا ما نرجوه في القريب العاجل . *بما أن عمرك الفني يزيد عن خمس وثلاثين سنة .. فما هو تقييمك للحركة الفنية والدرامية بأنواعها .؟ - كل سنة نقول يارب السنة القادمة تكون أفضل من غيرها .. ونظل نحن الفنانون القدماء نقول هذه الكلمة أملاً في الجيل الجديد الذي نتمنى له وقتاً أفضل من وقتنا، وأعمالاً أجود من الأعمال التي قمنا بها إذا ما توفرت فيهم روحنا ، لأنه بصراحة الجيل الموجود صعب جداً لعدم التزامه، ولا أعمم ذلك على الجميع لوجود عناصر جديدة مهتمة ومنتظمة في أعمالها .. وسبب عدم التزام هذا الجيل لأنه يريد كل شيء بسرعة وعادة ما يتكلمون عن الأمور المالية بشكل مبالغ ، وليس لديهم رحابة صدر للعمل الفني ، وعلى الممثل الشاب أن يطور من إمكانياته بأن يبحث عن الإبداع قبل أي شيء لضمان استمرار الحركة الفنية بنجاح وبخطوات ثابتة للأمام ولأن العمل الفني لا تنفع فيه السرعة . *ماذا عن نشاطاتك الجديدة ؟ - عمل درامي بعنوان » خطوات الجمر« شاركت فيه بدور ( زهرة ) وسيعرض قريباً عبر الإذاعة المرئية تأليف وإخراج الأستاذ المرحـــــوم ( عبد الحميد الباح ) وبمشاركة مجموعة من الممثلين من بينهم ( سعد الجازوي و خدوجة صبري وعلي الخمسي وماجدة الدكتور ) . *كلمة أخيرة ؟ - أخيراً أتمنى أن تزدهر الحركة الفنية بحيث تعكس كل النشاطات الإبداعية ويكون لها دور فعال وإيجابي يخدم المجتمع .. وشكراً لكم . المصدر جريدة كل الفنون