تقدّم القناة الثانية المغربية برنامجاً جديداً تحت عنوان «رشيد شو»، يتذرع بإنتمائه إلى برامج «التوك شو»،
وتقوم فكرته على استضافة نجوم من عالم الفن والرياضة والسياسة أو سواها، من أجل محاورتها حول
مواضيع تهم مساراتها الحياتية المهنية والشخصية بأسلوب يمزج بين «الجد» والكوميديا.

كل حلقة من حلقات البرنامج هي لقاء مميز مع ضيف من ضيوف رشيد الذي يطرح مجموعة من الأسئلة في
قالب فكاهي وجريء في نفس الوقت.
الفقرة الاولى: ميكرو فولي أو عيش نها تسمع خبار
في هذه الفقرة، يتم استطلاع آراء المواطنين حول مواضيع مختلفة. الأسئلة التي يطرحها البرنامج غربية وغير متوقعة.
الفقرة الثانية: ميد إن موروكو
الفقرة عبارة عن روبورتاج ترصد لنا فيه كاميرا البرنامج ظواهر تعبر عن الواقع المغربي... و ذلك في إطار فكاهي دائما
الفقرة الثالثة: خلي كومونتير
الضيف مطالب في هذه الفقرة بالتعليق على مجموعة من الصور
الفقرة الرابعة: الصراحة راحة
يجلس الضيف على كرسي الاعتراف ليجيب على بعض الأسئلة "المزعجة" و المحرجة ، و ذلك في محاولة
للحصول على «سكوبات» وكشف أسرار الضيف للمشاهد، ما قد يعطي للبرنامج موقعاً خاصاً ومتفرداً
الفقرة الخامسة: وريني حنة يديك
في الفقرة الاخيرة من ال"شو"، فعلى الضيف أن يواجه تحديا يقترحه رشيد مقدم البرنامج
Rachid show

إلى هنا تبدو الأمور عادية، والفكرة مقبولة، في رهان القناة على جلب حصص مشاهدة عالية، في الوقت الذي
تعرف سوق المشاهدة ركوداً بسبب تدني مستوى الإنتاج البرامجي التلفزيوني في القنوات العمومية، وافتقاد
معظم البرامج للمسات إبداعية تجعلها بروح وهوية تجذب المتلقي وتلتحم مع قضاياه وهواجسه. يشتبك مقدم
البرنامج رشيد العلالي مع الضيف بأسئلة يغلب عليها الإحراج،
في محاولة للحصول على «سكوبات» وكشف أسرار الضيف للمشاهد، ما قد يعطي للبرنامج موقعاً خاصاً ومتفرداً.
لكن الطريقة التي يعتمدها مقدم البرنامج تبدو مبتذلة، بل إنها تفتقد إلى الإحترام في كثير من الحلقات. لا يخلو
المقدم من قدرة على الإرتجال وسرعة البديهة، إلا أن استثمارها يتم في شكل سلبي، إذ لا يزال مصراً على نمط
وجلباب ماضيه «الفكاهي» في برامج القناة. وفي حلقات كثيرة تـتضخم «أنا» المنشط وتتحول الحوارات المتتالية
إلى ابتذال فجّ، موسوم باللعب بالكلمات بشكل غريـــب، إذ لا يقوم تركيب الأسئلة وضمان تسلسلها المنطقي على
الإبداع المستمد من تحضير جيد للبرنامج، بل على «اللاشيء»،
يكفي أن يجيب الضيف بكلمة أو جملة أو تعبير، ليحوّره المذيع ويعطيه طابعاً هزلياً غايـــته الإضـــحاك، يســـعفه
في ذلك جمهور حاضر في الاستوديو يصفق كلــما حــرك أصــبعه مدير المسرح. برامج «الشو» تحتاج الى
كاريزما قادرة على جذب الضيف، قبل المشاهد وعلى فرض الإحترام الذي تمليه تقنيات الحوار ومساحات التطرق
للحياة الشخصية والمهنية، عوض أن يتحول هاجس صاحب البرنامج إلى عقدة للتفوق على الضيف وإحراجه
أمام المشاهد لكسب المشاهدة.
طينة هذه البرامج في حاجة إلى نضج، وهو الأمر الذي لن يعوز المقدم الشاب إن هو طوّر ذاته في الإتجاه الإيجابي،
بتخليه عن الفذلكات والزوائد التي لا طائل منها، وتمرير الحلقة بروح دعابة لا تسقط في الإبتذال، وبذلك يمكن أن
يراهن على البرنامج في التموقع ضمن البرامج المتميزة والمختلفة في خريطة القناة، لكسب نسب المشاهدة المأمولة.
وهنا مثال لحلقة من الحلقات:
لقد استضاف برنامج رشيد شو عدة ضيوف من مختلف الميادين، و لكن الحلقة التي قام فيها مقدم البرنامج
باستضافة الفنان و المنشد المتألق ماهر زين قد عكست الصورة الحقيقية لمستوى البرنامج و المقدم الذي كان
يطرح اسئلة لا ترقى الى المستوى المطلوب، اي مستوى تطلعات الجمهور، في حين ان قصة توبة هذا المنشد
لبناني الاصل تستحق الذكر خصوصا انها ستساعد الكثير من الشباب الضائعين و سترشدهم الى طريق الهداية،
الطريق المستقيم. و بالمقابل ، نجد ان الضيف لم يكن منفعلا او منحرجا، بل قام بالاجابة على الاسئلة كلها بطريقة
عفوية و صريحة ، لذافاقول انه لربما انه ما كان على فنان في مستوى ماهر زين ان يقبل دعوة برنامج لا تتماشى
إلى هنا إنتهى موضوعي إن شاء الله ينال إعجابكم

عليه توكلنا و عليه فليتوكـل المتوكلـون.