طرق تخريج الحديث إجمالاً
آخر
الصفحة
رضاك ربي

  • المشاركات: 31939
    نقاط التميز: 16760
مشرف سابق
رضاك ربي

مشرف سابق
المشاركات: 31939
نقاط التميز: 16760
معدل المشاركات يوميا: 5.9
الأيام منذ الإنضمام: 5416
  • 16:35 - 2012/06/07
 

إن الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله
من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا
عبده و رسوله أما بعد ...

السلام عليكم و رحمة الله

بسملات وفواصل لتزيين المواضيع (متجدد)

طرق تخريج الحديث إجمالاً
بسملات وفواصل لتزيين المواضيع (متجدد)

- هناك عدة طرق اصطلح عليها العلماء لتخريج الحديث، هي إجمالاً.

1- تخريج الحديث عن طريق معرفة أول كلمة من متنه.

2- تخريج الحديث عن طريق معرفة الراوي الأعلى للحديث.

3- تخريج الحديث بحسب لفظة من ألفاظه.

4- تخريج الحديث بحسب موضوعه.

5- تخريج الحديث عن طريق النظر في حال الحديث متنا وإسناداً.

6- تخريج الحديث عن طريق الحاسوب.

وقبل الدخول في تفصيل تلك الطرق، ومعرفة ما يستعان به من الكتب في كل طريقة من الطرق، نقرر أن هناك طريقة أسماها العلماء (الاستقراء والتتبع) وتعني التفتيش الدقيق المتأني عن الحديث النبوي الذي يراد تخريجه وتتبعه في بطون المصادر الحديثة، وقراءتها سرداً.

وهذه لا تعتبر فنًا من فنون التخريج المعتبرة، فهي وإن كانت أدق الطرق في الوصول إلى الحديث، إلا أنها تحتاج إلى جهد كبير، وصبر طويل على البحث والتفتيش، في استقراء كتب السنة كتابًا كتابًا، وسردها صفحةً صفحةً.

وإليك الحديث عن هذه الطرق تفصيلا:

الطريقة الأولى

تخريج الحديث عن طريق أول لفظة من متن الحديث

وتعتمد هذه الطريقة على معرفة مطلع الحديث، أي أول لفظة منه، شريطة أن يتيقن الباحث من مطلع الحديث الصحيح، وهي أسهل الطرق في الوصول إلى الحديث المراد تخريجه، إذا كان ضمن نطاق الكتب التي نبحث فيها، وعدم وجود الحديث في الكتب التي رتبت أحاديثها على أوائل كلماته لا يعني أنه غير موجود، بل نبحث عنه بواسطة الطرق الأخرى.

وحيث إن الأحاديث قد يأتي بعضها بألفاظ مختلفة، فعلى الباحث أن يكون فطنا في تقليب متن الحديث بالاحتمالات المتوقعة من خلال مقاطع الحديث.

والكتب التي رتبت أحاديثها على أوائل الحروف هي من المصادر الفرعية، حيث إن المؤلفين جمعوا متون الأحاديث من الكتب الأصلية، وحذفوا الأسانيد، واقتصروا على المتون، ويعوضون حذف الأسانيد بعزوها إلى مصادرها الأصلية مع الحكم على الحديث في الغالب.

أهم المصادر المستخدمة في هذه الطريقة.

المصادر المستخدمة في هذه الطريقة ثلاثة أنواع.

أ- كتب المجاميع.

ب- كتب الأحاديث المشتهرة على الألسنة.

ج- المفاتيح والفهارس العلمية لكتب السنة.

أولاً. كتب المجاميع.

المجاميع أو الجوامع. هي الكتب تجمع الأحاديث من مصادر السنة المختلفة دون ذكر أسانيدها، وتكون الأحاديث فيها مرتبة على مطلع الحديث، ومن أهم هذه المجاميع.

1-الجامع الكبير، أو (جمع الجوامع) للسيوطي.

2- الجامع الصغير من حديث البشير النذير للسيوطي أيضا.

3- الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير للشيخ يوسف النبهاني (ت 1350هـ)، وهو في الحقيقة كتابان للسيوطي (الجامع الصغير)، و(الزيادة على الجامع الصغير)، فقام النبهاني بضم أحاديث الكتابين في كتاب واحد سماه (الفتح الكبير). وهو مطبوع في ثلاثة مجلدات.

4- الجامع الأزهر من حديث النبي الأنور- صلى الله عليه وسلم- للإمام المناوي (1031هـ).

5- كنز الحقائق في حديث خير الخلائق للمناوي أيضا.

وإليك الحديث بالتفصيل عن كتابين يعدان من أهم الكتب في هذه الطريقة.

- الجامع الكبير أو جمع الجوامع:

مؤلفه:

الحافظ جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين الأسيوطي الشافعي، حافظ حجة حفظ من الأحاديث ما يزيد على مائتي ألف حديث. وقال عن نفسه لو وجدت أكثر من ذلك لحفظت، وهو صاحب المؤلفات النافعة التي زادت عن خمسمائة مؤلف، منها:كتاب تدريب الراوي شرح تقريب النواوي، طبقات الحفاظ، اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، تنوير الحوالك بشرح موطأ الإمام مالك، وغير ذلك كثير.

ولد بعد المغرب ليلة الأحد مستهل رجب سنة تسع وأربعين وثمان مائة (849) هـ، وتوفى ليلة الجمعة تاسع عشر من شهر جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وتسعمائة هـ - رحمه الله رحمة واسعة-، وأجزل له المثوبة(1).

- منهج الإمام السيوطي في كتابه:

ألف السيوطي كتابه الجامع أو جمع الجوامع من مصادر السنة المشرفة التي تزيد على مائة مصدر، جمع فيه ما تيسر له من الأحاديث النبوية الشريفة التي قاربت مائة ألف حديث، وذلك باعتبار رواتها، أي باعتبار الرواة الذين اشتركوا في نقل الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم-؛ وذلك لأن أحاديث الكتاب لا تتجاوز ستا وأربعين ألف حديث إلا قليلا(2).

وقد قسم السيوطي كتابه إلى قسمين:

أولها: الأحاديث القولية وهي التي تبدأ بلفظ النبي - صلى الله عليه وسلم- مباشرة كأن يقال مثلا: "بني الإسلام على خمس" وهكذا، فاللفظ هنا خاص بالنبي - صلى الله عليه وسلم- مباشرة.

ثانيها: الأحاديث الفعلية وهي على عكس السابقة أي لم تتمحض للفظ النبوي، بأن تكون مثلاً:

1- أحاديث فعلية محضة كأن يروي الصحابي فعلا فعله الرسول - صلى الله عليه وسلم-، وذلك كحديث أوس بن أبي أوس قال: رأيت أبي يمسح على النعلين فقلت أتمسح عليها؟ فقال رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم- يفعله(3).

2- أحاديث مشتملة على قول وفعل، وذلك كحديث:أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أتى بشارب وهو بخيبر، فحثي في وجهه التراب، ثم أمر أصحابه فضربوه بنعالهم وبما كان في أيدهم حتى قال لهم: (ارفعوه، فرفعوا... الخ) (4).

فنجد أن الحديث اشتمل على فعل وهو (فحثي في وجهه التراب)، وقول وهو قوله (ارفعوه).

3- أحاديث اشتملت على سبب، مثال ذلك ما روي عن عمر ابن الخطاب - رضي الله عنه- قال: رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا أبول قائمًا فقال: (يا عمر لا تبل قائما)(5).

4- أحاديث اشتملت على مراجعة، وذلك كحديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه- أن رجلاً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أي الذنب عند الله أكبر؟ قال: أن تجعل لله ندًا وهو خلقك، قلت: ثم أي؟ قال: ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك، قلت: ثم أي ؟ قال: أن تزاني حليلة جارك، قال: ونزلت هذه الآية تصديقا لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ)(6).

وهنا نجد أن السائل راجع النبي - صلى الله عليه وسلم- أكثر من مرة لفهم أكبر الذنوب وأعظمها خطراً، وأشدها إثما عند الله - سبحانه وتعالى-.

أما القسم الأول:

وهو الأحاديث القولية فقد رتب أحاديثه حسب حروف المعجم فبدأ بحرف الهمزة ثم الباء ثم التاء ثم الثاء وهكذا، وفي كل حرف من هذه الحرف يمرره مع حروف الهجاء كلها أي الهمزة مع الهمزة ثم الهمزة مع الباء ثم الهمزة مع التاء ثم الهمزة مع الثاء وهكذا إلى أن تنتهي حروف الهجاء كلها ومثال ذلك:

1- (آتي باب الجنة يوم القيامة فاستفتح.... الخ).

2- (آتي يوم القيامة باب الجنة فيفتح لي.... الخ).

3- (آجال البهائهم كلها....).

4- (آجرت نفسي من خديجة.... الخ).

5- (آخر من يحشر من هذه الأمة.... الخ).

6- آخر ما أدرك الناس.

7- آخر رجل يدخل الجنة.

وهكذا فإننا نجد أن الترتيب جاء حسب حروف المعجم إلا أنه في بعض الأحيان لا يلتزم بالترتيب الألف بائي داخل الكلمة نفسها،فقد قدم حديث (آخر ما أدرك الناس)، على (آخر رجل يدخل الجنة) وقدم حديث(آخر من يحشر من هذه الأمة) على حديث (آخر ما أدرك الناس) والأولى العكس.

وقد حاول البعض أن يلتمس العذر للسيوطي فقال: إن المواضع التي أخل فيها بالترتيب له فيها وجه نظر حديثيه،وهي أنه ربما يريد أن يقرن بين الحديث وشاهده ليبين أن للحديث شواهد يتقوى بها، وقد ردوا على ذلك فقالوا بأن ذلك ليس مطرداً فليس كل ما أخل فيه كان سببه ذلك(7).

وبعد أن يذكر الحديث يذكر من أخرجه من الأئمة مشيراً إلى أسمائهم بالرمز وهذا لمن أكثر التخريج منه، أما من لم يكثر التخريج منه فإنه يذكره صراحة لا رمزاً. ثم يذكر لفظ الصحابي مختصراً.

بالمثال يتضح المقال:

حديث (آخر من يخرج من النار رجلان، فيقول الله عز وجل لأحدهما يا ابن آدم، ما أعددت لهذا اليوم ؟ هل عملت خيراً قط ؟ هل رجوتني ؟ فيقول: لا يا رب، فيؤمر به إلى النار فهو أشد أهل النار حسرة... الخ) حم، عبد بن حميد عن أبي سعيد وأبي هريرة معاً.

ونلاحظ ما يلي:

1- أنه ذكر من أخرجه مشيراً إلى أحدهما بالرمز وثانيهما صراحة،فالمشار إليه بالرمز (حم) والمشار إليه صراحة عبد بن حميد، وذلك لأنه أكثر التخريج من (حم)أي مسند أحمد بن حنبل، وأما مسند عبد بن حميد فإنه لم يكثر التخريج منه ولذلك ذكره مصرحاً باسمه.

2- أنه ذكر الصحابيين الجليلين أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة رضي الله عنهما.

رموزه:

1- (خ) رمز للإمام البخاري في صحيحه.

2- (م) رمز للإمام مسلم في صحيحـه.

3- (حب) رمز لابن حبان في صحيحه.

4- (ك) رمز للحاكم في مستدركه.

5- (ض) رمز للضياء للقدسي في المختارة.

6- (د) رمز لأبي داود السجستاني في سننه.

7- (ت) رمز للإمام الترمذي في سننه.

8- (ن) رمز للإمام النسائي في سننه الصغري المسماة بالمجتي.

9- (ة) تاء مربوطة رمز لابن ماجه في سننه.

10- (ط) رمز لأبي داود الطيالسي في مسنده.

11- (حم) رمز للإمام أحمد بن حنبل في مسنده.

12- (عم) رمز لعبدالله بن الإمام أحمد في زيادته على المسند.

13- (عب) رمز لعبد الرزاق في مصنفه.

14- (ص) رمز لسعيد بن منصور في سننه.

15- (ش) رمز لابن أبي شيبة في مصنفه.

16- (ع) رمز لأبي يعلى.

17- (طب) رمز للطبراني في معجمه الكبير.

18- (طس) رمز للطبراني في معجمه الأوسط.

19- (طص) رمز للطبراني في معجمه الصغير.

20- (قط) رمز للدار قطني في سننه.

21- (حل) رمز لأبي نعيم في الحلية.

22- (ق) رمز للبيهقي في سننه الكبرى.

23- (هب) رمز للبيهقي في شعب الإيمان.

24- (عق) رمز للعقيلي في الضعفاء.

25- (عد) رمز لابن عدي في الكامل.

26- (خط) رمز للخطيب البغدادي في تاريخه.

27- (كر) رمز لابن عساكر في تاريخه.

وهذه المصادر ليست هي كل المصادر التي اعتمد عليها السيوطي في التخريج بل هناك الكثير والكثير، ولكنها هي المصادر التي أكثر التخريج منها ولذلك أشار إليها بالرمز، أما باقي الكتب الأخرى فإنه ذكرها صراحة لعدم الإكثار في التخريج منها ومن راجع الكتاب يجد صحة ما ذكرناه.

وقد حرص السيوطي – رحمه الله – أن يحكم على الأحاديث التي ذكرها من حيث الصحة أو الحسن أو الضعف، وقد نهج في ذلك نهجاً يختلف عن سابقيه جمع فيه بين الفائدة والاختصار.

ومنهجه في ذلك أنه قسم الكتب التي يخرج منها أحاديثه إلى ثلاثة أقسام هي:-

القسم الأول: قسم صحيح، ويشتمل على الكتب التالية:-

1- صحيح الإمام البخاري.

2- صحيح الإمام مسلم.

3- صحيح ابن حبان.

4- مستدرك الحاكم سوى ما فيه من المتعقب عليه فينبه عليه.

5- المختارة للضياء المقدسي.

6- موطأ الإمام مالك.

7- صحيح ابن خزيمة.

8- صحيح أبي عوانه.

9- صحاح ابن السكن.

10- المنتقي لابن الجارود.

11- المستخرجات.

فإذا عزى السيوطي إلى أحد هذه الكتب الإحدى عشر، فالعزو إليها دليل على صحة الحديث.

قال السيوطي في مقدمة الكتاب: (وجميع ما في هذه الخمسة(8) صحيح، فالعزو إليها معلم بالصحة سوى ما في المستدرك من المتعقب فأنبه عليه، وكذا ما في موطأ مالك، وصحيح ابن خزيمة، وأبي عوانة، وابن السكن، والمنتقي لابن الجارود، والمستخرجات، فالعزو إليها معلم بالصحة أيضاً).

القسم الثاني: قسم يشتمل على الحديث الصحيح، والحسن، والضعيف، وهو موجود في الكتب التالية:-

1) سنن الترمذي.

2) سنن الإمام أبي داود.

3) سنن النسائي.

4) سنن ابن ماجه.

5) مسند أبي داود الطيالسي.

6) مسند الإمام أحمد بن حنبل.

7) زيادات عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل على أبيه في المسند.

8) مصنف عبد الرزاق.

9) مصنف ابن أبي شيبة.

10) سنن سعيد بن أبي منصور.

11) مسند أبي يعلى الموصلي.

12) المعجم الكبير للطبراني.

13) المعجم الأوسط للطبراني.

14) المعجم الصغير للطبراني.

15) الحلية لأبي نعيم.

16) السنن الكبرى للبيهقي.

17) شعب الإيمان للبيهقي.

قال السيوطي: (ورمزت لأبي داود (د)، فما سكت عليه فهو صالح، وما بين ضعفه نقلته عنه، وللترمذي (ت)، وأنقل كلامه على الحديث، وللنسائي (ن)، ولابن ماجه (ة) تاء مربوطة ، ولأبي داود الطيالسي (ط)، ولأحمد ابن حنبل (حم)، ولزيادات ابنه (عم)، ولعبد الرزاق (عب)، ولسعيد بن منصور (ص)، ولابن أبي شيبه (ش)، ولأبي يعلى (ع)، وللطبراني في الكبير (طب)، وفي الأوسط (طس)، وفي الصغير (طص)، وللدارقطني (قط)، فإن كان في السنن أطلقت وإلا بينته، ولأبي نعيم في الحلية (حل)، وللبيهقي (ق)، فإن كان في السنن أطلقت وإلا بينته، له في شعب الإيمان (هب)، وهذه فيها الصحيح، والحسن، والضعيف، فأبينه غالبًا، وكل ما كان في مسند الإمام أحمد فهو مقبول، فإن الضعيف الذي فيه يقرب من الحسن)(9).

القسم الثالث: قسم يشتمل على الضعيف فقط، وقد احتوته الكتب التالية:

1- الكامل في الضعفاء لابن عدي.

2- الضعفاء للعقيلي.

3- تاريخ دمشق لابن عساكر.

4- تاريخ بغداد للخطيب البغدادي.

5- نوادر الأصول في معرفة أخبار الرسول للحكيم الترمذي.

6- تاريخ نيسابور للحاكم.

7- تاريخ ابن الجارود.

8- مسند الفردوس للديلمي.

قال السيوطي: (وللعقيلي في الضعفاء (عق)، ولابن عدي في الكامل (عد)، وللخطيب البغدادي (خط)، فإن كان في تاريخه أطلقت وإلا بينته، ولابن عساكر في تاريخه (كر)، وكل ما عزى لهؤلاء الأربعة، أو للحكيم الترمذي في نوادر الأصول، أو الحاكم في تاريخه، أو الديلمي في مسند الفردوس فهو ضعيف، فليستغن بالعزو إليها، أو إلى بعضها عن بيان ضعفه)(10).

ونخلص من ذلك كله إلى أن السيوطي حكم على الأحاديث من حيث الصحة، وذلك بالعزو إلى الكتب الحديثية التي أشار إليها في القسم الأول، أو الضعف، وذلك بالعزو إلى الكتب الحديثية التي أشار إليها في القسم الثالث.

أما القسم الثاني الذي جمع بين الصحيح، والحسن، والضعيف فإنه يحتاج من الباحث إلى دراسة الإسناد مع ذكر أقوال علماء الجرح والتعديل؛ ليتسن له الحكم على الحديث من حيث الصحة، أو الحسن، أو الضعف.

ولقد نأى الإمام السيوطي بكتابه- فيما يرى - عن الأحاديث الموضوعة والمكذوبة؛ لأنه قسم كتابه إلى ثلاثة أقسام لم يكن منها الحديث الموضوع.

وقد رد الأستاذ الدكتور/ عبد المهدي على دعوى بعضهم من أن الكتاب اشتمل على تسعين ألف حديث موضوع فقال: "هذه دعوى منشؤها الجهل، وقال: من أين جاء التسعون ألف حديث موضوع. والكتاب كله ستة وأربعون ألف حديث وستمائة وأربعة وعشرون حديثاً " (11).

أما ذكر السيوطي للصحابي عقب تخريج الحديث فقد وقع فيه نوع من الاختصار ذكره في مقدمة الكتاب فقال: (وحيث أطلق في هذا القسم أبو بكر فهو الصديق، أو عمر فهو ابن الخطاب، أو عثمان فهو ابن عفان، أوعلي فهو ابن أبي طالب، أو سعد فهو ابن أبي وقاص،أو أنس فهو ابن مالك، أو البراء فهو ابن عازب، أو بلال فهو ابن رباح، أو جابر فهو ابن عبد الله، أو حذيفة فهو ابن اليمان، أو معاذ فهو ابن جبل، أو معاوية فهو ابن أبي سفيان، أو أبو أمامة فهو الباهلي، أو أبو سعيد فهو الخدري، أو العباس فهو ابن عبد المطلب، أو عبادة فهو ابن الصامت، أو عمار فهو ابن ياسر(12).



(1) راجع الأعلام لخير الدين الرزكلي 3/ 301، 302، معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة 5 ص 128، حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة 1 / 188، شذرات 8/51، الضوء اللامع 4/65، الكواكب، السائر 15/226.

(2) كشف اللثام 2/210.

(3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/22.

(4) أخرجه الطبراني في معجمه الكبير 1/335 من حديث أزهر أبي عبد الرحمن الزهري.

(5) أخرجه عبد الرزاق ج 8 ص67، ابن ماجه، كتاب الطهارة باب في البول قاعدًا 1/12، والحاكم كتاب الطهارة 1/185.

(6) أخرجه البخاري في كتاب التفسير، باب قوله تعالى (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما). 8/350، 351.

(7) علم تخريج الحديث أصوله وطرائفه ومناهجه للأستاذ الدكتور / محمد بكار ص 23،34.

8) المراد بالخمسة البخاري، مسلم، ابن حبان، الحاكم في المستدرك، الضياء المقدسي في المختارة.

(9) مقدمة الجامع الكبير.

(10) مقدمة الجامع الكبير.

(11) طرق تخريج الحديث للأستاذ الدكتور/ عبد المهدي ص 53 (8- القول البديع).

(12) مقدمة الجامع الكبير.

المصدر
 طرق تخريج الحديث إجمالاً
بداية
الصفحة